بدت الدكتورة وهيبة فارع مبتهجة للغاية وهي تلقي كلمتها في فعالية تدشين برنامج دبلوم الإدارة العامة اليوم الإثنين بصنعاء، فالبرنامج الذي دشنه المعهد الوطني للعلوم الإدارية – الذي ترأسه الدكتورة فارع – بالتنسيق مع مع المعهد الوطني الهولندي للإدارة العامة يستهدف كل الموظفين شاغلي المستويات الإدارية الوسطى للجهاز الإداري للدولة ومؤسسات القطاع العام المختلط. وقالت الدكتورة وهيبة فارع إن هذا البرنامج يعتبر إضافة جديدة لمجموعة الاستحداثات والانجازات التي تحققت للمعهد خلال العامين الماضيين تماشياً مع البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية في مجال تطوير الإدارة والأداء الإداري من أجل تفعيل العمل الإداري وتطويره والنهوض بالقيادة الإدارية ودعمها بالمهارات والتدريب اللازم لأدائها. وأضافت فارع ل(رأي نيوز) "لقد تم افتتاح برنامج الدبلوم العالي في الإدارة لمنتسبي المعهد ومعيديه بالتعاون مع عدد من الجامعات العربية العام الماضي من أجل إعداد كادر المعهد وبرنامج دبلوم الإدارة المحلية تماشياً مع الانطلاق من المركزية إلى المحلية، وتم استعادة برنامج التدريب على المهارات في التنمية الريفية وتطويره مع منظمة ايفاد للتنمية الزراعية الذي كان قد تعثر في الفترة الماضية". مشيرة إلى أن جهود التدريب الوظيفي المستمر لعدد يتجاوز حتى الآن ثلاثين ألفاً من موظفي الدولة في مختلف القطاعات. وفيما اعتبرت فارع أن مهمة المعهد الحقيقية تكمن في كونه كمدرسة للقيادات الإدارية والنهوض بالتنمية الإدارية وتدريب موظفي الدولة والقطاع الخاص والمختلط. موضحة أن إدارة المعهد عملت جاهدة على إعادة الإعتبار للمعهد من أجل إنجاز مهامه التأهيلية على أكمل وجه. ونوهت إلى أن مجلس الوزراء أقر الأسبوع الماضي قراراً يعد انجازاً لصالح التطوير الإداري بإعادة الاعتبار إلى المعهد واقتصار التدريب المستمر المصاحب للترقية والتوظيف وجعله محصوراً في المعهد وفروعه. وعن زيادة فاعلية برامج التدريب للقيادات العليا من موظفي الدولة قالت فارع إن فكرة هذا البرنامج نشأت بالبحث عن شركاء لإعادة فتح برنامج الدبلوم العالي في الإدارة ودبلوم الإدارة العامة في المعهد الوطني وتطويرها وربطها بعدد من الخبرات الخارجية كالدول العربية وبعض الدول الصديقة فكانت المنحة المقدمة من هولندا الصديقة «نوفيك» التي تبحث عن آلية تنفيذ والتي سرعان ما استفدنا منها وبدأنا بالتحضير وإعداد آلية التنفيذ للخروج بها إلى النور بعد سنتين من المحادثات لتصل في النهاية إلى اتفاق لانشاء المركز والبدء بتنفيذه بخطى متسارعة من الجانبين اليمني والهولندي. من جانبه، أوضح السفير الهولندي بصنعاء (د. هاري باتيما) أن البرنامج يهدف إلى تطوير وتحسين أداء الموظفين على مستوى الوزارات والمؤسسات الأخرى، وأنه سيلعب البرنامج دوراً مهماً من خلال أهدافه المؤسسية التي تسعى إلى تطوير العمل الإداري والمؤسسي في كافة القطاعات. وأضاف: هناك كثير من المؤسسات تمتلك الكثير من الموظفين الذين هم بحاجة إلى كثير من التأهيل في مجال الإدارة وبما يتناسب مع مهاراتهم ليسهموا في تحقيق نجاح مؤسساتهم. موضحاً من وجهة نظر (باتيما) "لابد من تحقيق أهداف البرنامج في الإدارة الحكومية وسيكون هذا نقطة بداية من أجل تحقيق دورات تهدف إلى انجازات مهمة في المستقبل. واعتبر السيد (مارك ميوز نبرج)- مدير معهد الإدارة العامة الهولندي- أشار إلى أن اعلان برنامج الدبلوم العالي يعني تطوير البرنامج منوهاً إلى أن القسم الأول من المشروع قد استطاع أن يحقق أهدافه من خلال مساعدة الحكومة اليمنية على تأهيل الكوادر كهدف عام. وأضاف: لدي بعض الملاحظات على المشروع وأركز أولاً على برنامج الدبلوم العالي الذي كنا قد بدأناه وأخذ منا فترة طويلة من أجل بداية العمل في برنامج الدبلوم وأخذنا هذه التجربة فرصة نادرة لتطوير الشروط المرجعية لبرنامجنا ووجدنا أن هناك فارق كبير فيما هو محدد في شروط المرجعية والواقع على الأرض، ورغم وجود لدينا الخطة الأساسية والخطة الأخرى وفيها شروط المرجعية والخطة الأساسية ووصلنا إلى برنامج لليمن يتضمن التعديلات وعدنا إلى شروط المرجعية الأساسية، وكثير من العمل تم انجازه في الفترة الأولى، حيث بدأ من ابريل 2008 وتم انجاز كبير جداً من العمل. وقال مارك: كانت الرؤية من معهد العلوم الإدارية لإنشاء برنامج الدبلوم العالي، وذلك بالتعاون المستمر من قبل نائبا وزير التعليم العالي والخدمة المدنية، وكلما هو جيد يأتي مختلف، وهذا ماحصل لبرنامج الدبلوم العالي، ونشيد بالتعاون المثمر والقيادة والاشراف على البرنامج من قبل د. وهيبة فارع-عميد معهد العلوم الإدارية، وقد تم انجاز فترة الدبلوم خلال «5» أشهر، وهل يعني أننا فقدنا كثير من الوقت.. لا لأننا أنجزنا ما كنا نريده خلال «4» سنوات. ونتمنى أن يحصل النجاح لهذا المشروع، ومايزال هناك كثير من الأعمال. نائب وزير الخدمة المدنية نبيل شمسان، بدوره، قال إن الجميع يدرك بأنه منذ ظهور مصطلح العولمة بدأت المنظمات تفكر في تنمية الموارد البشرية وتعزيز قدراتها لأن تطور الآلة لايمكن أن يكون بديلاً عن الانسان وأضاف: الانسان هو المفكر والمطور والمبدع والوسيلة الأساسية للتنمية، و أن نجاح أية منظمة يرتكز على مدى اعتماد على الاستثمار في الموارد البشرية. مؤكداً الوزارة ستعمل على الاستفادة القصوى من هذا البرنامج وستحرص على أن يكون هناك مقاعد سنوية لتأهيل القيادات الوسطى لموظفي الدولة بشكل عام والعمل على انجاح هذه الخطة. وأوضح نائب رئيس جامعة صنعاء لشؤون الطلاب د. عبدالكريم الصباري إلى أن الجامعة تسعى إلى تطوير برامجها في مجال خدمة المجتمع وتطوير القدرات إضافة إلى البرنامج الذي تدعمه الحكومة الهولندية في جامعة وكشف الدكتور محمد محمد مطهر- نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن أن هناك حوالي «12» مشروعاً يتم تنفيذها في الجامعات اليمنية وتركز على مشاريع تطوير التعليم العالي وبرامج إدارة الأعمال وينظر إليها بأنها مشاريع تطويرية تهدف إلى احداث التنمية الحقيقية وتعزز من القدرات المؤسسية لإدارات الدولة الذي يعد المرتكز الأساسي. ودعا الى التركيز على الجانب الآخر وهو القطاع الخاص والأداء المؤسسي فيه، مشيراً إلى أن الموارد البشرية تمثل الخطوة الأولى التي يجب تنفيذها من أجل تطوير الأداء في المؤسسات الإدارية. وذكر (د. كارين فيون) مسؤول برامج «muffin» - الجهة الممولة - أن البرنامج تم التنسيق له منذ «4» سنوات وأن هناك برنامج جديد لبناء القدرات المؤسسية سيبدأ العام المقبل وأن هذا البرنامج يهدف إلى رفع القدرات المؤسسية في القطاعين العام والخاص وكذلك المختلط. يذكرأن مركز دبلوم الإدارة العامة في المعهد الوطني للإدارة العامة أنشىء في نفس الوقت الذي أنشيء فيه مركز الماجستير في جامعة صنعاء لنفس الفرص، حيث يعمل الطرفين اليمني والهولندي بتفان واخلاص من أجل تحقيق أصيى استفادة في أقل وقت ممكن لتحقيق الأهداف.