أقامت سفارة دولة فلسطينبصنعاء وقوى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في اليمن مهرجاناً خطابياً وفنياً مساء السبت الماضي على قاعة المركز الثقافي احتفاءً بالذكرى الثالثة والثلاثين ليوم الأرض، واستمراراً بالاحتفاء بفعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009م التي انطلقت في 21 مارس الماضي. وفي مهرجان ( القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م) الذي أقيم بالتعاون مع وزارة الثقافة تحت عنوان ( على هذه الأرض مايستحق الحياة ) أكد وزير الإعلام حسن اللوزي تجديد النداء للإخوة الفلسطينيين إلى ضرورة الاستجابة الحكيمة والعادلة لإملاءات الضرورة الحياتية وحتميات الحفاظ على الوجود والبقاء والصمود والانتصار، بالتعجيل بالاتفاق والاتحاد كونه الطريق الوحيد لدك الحواجز والأسوار وتحطيم القيود والحصار وتحقيق الانتصار المنشود الذي ضحت من أجله الأجيال وهو تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف أمل وحلم كل الأحرار في الوطن العربي الواحد. وقال: يبقي الوصول إلى النجاح المنشود والانتصار المرغوب بيد الإخوة الفلسطينيين قبل غيرهم، فهم المطالبون أولاً وأخيراً بإنجاز هذه الوثبة العملاقة وذلك من المنظور الوطني لصدق تحمل المسؤولية الوطنية والوفاء بالالتزامات المعلنة والحرص على مصلحة القضية الفلسطينية وحماية لوجودهم وحفاظاً على كل المنجزات والمكاسب التي تحققت للشعب العربي الفلسطيني وصياغة للمصلحة العليا خاصة وأنهم جميعاً وبدون استثناء يدركون ويعلمون علم اليقين بأن انحرافهم عن صراط الالتفاف والاتحاد سوف يأتي عليهم جميعاً وعلى القضية الفلسطينية برمتها بما لايحمد عقباه لا قدر الله. وفي يوم الأرض أكد اللوزي أننا سنظل نحتفل في مثل هذا اليوم بل كل يوم بحب الأرض والتفاني من أجلها ومن أجل الانتصار لها وتحريرها مشيراً إلى أن يوم الأرض هو يوم الإنسان الحر على الأرض المحررة بإذن الله، أرض الأحرار والثوار الصامدين والمنتصرين لإرادتهم بانطلاق الحرية وصنع التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف أرض الإيمان والمحبة وعناق كل الأديان السماوية لافتاً إلى أنه كم هو رائع أن يأتي احتفالنا اليوم متداخلاً مع الابتهاج بالقدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام وقال: سيشد الجميع إلى تلكم الآصرة التاريخية الخالدة وهي الثقافة عنوان الشخصية العربية بقسماتها الإيمانية والحضارية ، حيث كان يجب أن تترافق عملية انطلاق الفعاليات في الدول العربية، الاحتفالية بالتزامن مع انطلاق الفعاليات في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية لتأكيد الموقف العربي الواحد الموحد تجاه قضية القدس وثقافة الأمة الواحدة وربط ذلك كله بثقافة المقاومة والصمود وثقافة الثورة والانتفاضة وثقافة الحرية بعطائها المتجدد في كل الحقول والميادين. من جهته قال فايز عبد الجواد القائم بأعمال السفارة الفلسطينية في صنعاء : لقد شكل يوم الأرض معلماً بارزاً في التاريخ النضالي لشعبنا الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أكد فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرضهم أرض آبائهم وأجدادهم وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت ومازالت تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه. مضيفاً أن الاحتفاء بيوم الأرض لهذا العام يكتسب أهمية خاصة تتطلب منا جميعاً الوقوف بمسؤولية عالية حيال ما تتعرض له الأرض الفلسطينية والمدن والقرى والبلدات الفلسطينية وخاصة مدينة القدس من تهويد وضم وهجوم استيطاني ومحاولة مسعورة تركز استهدافها لمدينة القدس الشريف لتغيير طابعها الديموغرافي والجغرافي والعمراني موضحاً أن ذلك هو مايضع القدس وعروبتها ومكانتها في دائرة الخطر الحقيقي خاصة وأن كل المعطيات لهذه الهجمة الاستيطانية على القدس تظهر وبجلاء أن إسرائيل تسعى وفي سباق مع الزمن لاسثتمار حالة الانقسام لحسم مصير القدس. وأكد أن ذلك يستدعي أن نستفيد من يوم الأرض مناسبة لإنهاء الانقسام وتوحيد كل الجهود وتحمل المسؤولية التاريخية لإفشال الهجمة الاستيطانية ، ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها من خلال استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة استحقاقات المرحلة القادمة. وفي ختام كلمته توجه بالشكر والتقدير والامتنان لليمن حكومة وقيادة وشعباً وعلى رأسها فخامة الأخ رئيس الجمهورية على مواقفه الوطنية المبدئية الثابتة والأصيلة والشجاعة ، الداعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة وقضيته العادلة والتي تجسدت باحتضان اليمن لفعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية. وكيل وزارة الثقافة هشام علي بن علي أكد أن إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية هو إعلان للالتفاف الثقافي العربي من أجل القدسوفلسطين معلناً مشاركة المثقفين والأدباء والفنانين اليمنيين ومشاركة وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية الأهلية للاحتفال بالفكر، موضحاً أن الوزارة وضعت عدداً من الفعاليات والبرامج الثقافية لهذه المناسبة مشيراً إلى أن هذه المشاركات ليست احتفالية وحسب بل إن الوزارة تسعى بكل إمكانياتها لدعم المؤسسات الثقافية في القدس والعمل على استمرارها ،إضافة إلى العمل على المستويين العربي والدولي للدفاع عن الهوية العربية في مدينة القدس التي تتعرض لأشكال عنيفة من العدوان تتمثل بالهدم والاقتلاع للمعالم الحضارية والأثرية، والاقتلاع والتهجير اليومي لأبناء القدس وتدمير بيوتهم ومزارعهم. وفي السياق ذاته أكد نائب رئيس الدائرة الثقافية والإعلامية بالمؤتمر الشعبي العام علي العثربي أن صوت جماهير الشعب اليمني تقف دائماً وستظل إلى جانب الحق الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة من أجل استرداد الحق العربي في فلسطين والجولان وجنوب لبنان، ومقاومة الاحتلال وطرده من الأراضي العربية وإعادة المهجرين الذين شردوا من ديارهم وجرفت أراضيهم ودمرت منازلهم واستبيحت كرامتهم وحرموا من حق العيش بسلام. ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطينباليمن سلطان مهداوي أشار إلى أهمية الاحتفاء بيوم الأرض لهذا العام الذي يحتضن فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية، مؤكداً أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية لما لها من أهمية في الوقوف والتصدي لأطماع المستعمر. هذا وتخلل المهرجان الذي حضره عدد من السفراء وممثلي الهيئات الدبلوماسية العربية والإسلامية بصنعاء وعدد من المسؤولين، فقرات غنائية وفنية فلسطينية ، وقصائد شعرية منها (لك أكتب ياشعب فلسطين) للشاعر ابن النيل ، عبرت عن الجرح الفلسطيني وضرورة التعاضد العربي. وعلى هامش الفعالية الاحتفائية كرمت سفارة فلسطينبصنعاء نخبة من أبناء اليمن ومسؤوليه بدروع القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 م تقديراً لإسهاماتهم وعطاءاتهم في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية.