الكل كان موجودا منذ الصباح الباكر في مستشفى ابن خلدون، الجميع بمختلف أطيافهم السياسية والفكرية ومن مختلف محافظات الجمهورية جاءوا للمشاركة في تشييع قامة فنية خالدة في نفوسهم وحدت قلوب الملايين من أبناء الوطن اليمني في الداخل والخارج وفي كافة الأقطار العربية . الساعة العاشرة صباحا فتح مبنى ثلاجة المستشفى ليتدافع الناس إلى الداخل حيث جثمان رمزهم الذي حمل على الأعناق من بداية الخروج به من المستشفى في تشيع مهيب قلما نجد مثلة في هذا الزمان ،فقد خرج الناس آلافا مؤلفة لتوديع فنانها العظيم إلى مثواه الأخير مرددين الدعاء والأذكار. مر الجثمان وجموع المشيعين في الشارع العام حيث اصطفت جموع من الناس على جنبات الطريق بينما المئات من النسوة يبكين فراق" أبو باسل " ليصل الجثمان إلى ملعب حمدين صالح للصلاة علية بحضور كل من وزير الثقافة و الدكتور احمد عبيد بن دغر الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام المكلف من فخامة رئيس الجمهورية لحضور مراسم التشييع، ومحافظ لحج والأمين العام للمجلس المحلي والوكلاء ومدراء المكاتب وممثلي السلطة المحلية والأحزاب السياسية والمنظمات الإبداعية والاتحادات المهنية وجموع من محبي الفقيد حيت قام الإمام هاني كرد بالمناداة للصلاة على الميت الحاضر، وعقب انتهاء الصلاة حمل الجثمان مرة أخرى على أعناق محبيه للسير به إلى مثواه الأخير في مقبرة الحمراء الواقعة ضمن نطاق مديرية تبن ، وبعد مسافة تقدر بحوالي ثلاثة كيلومترات وصل جثمان الفقيد إلى المقبرة مع تلهف العديد من المواطنين للمشاركة في عملية الدفن ليوارى الثرى وينام بسلام قرير العين . الفنان فيصل علوي الذي بوفاته فقدت الحركة الفنية والأدبية والثقافية في اليمن احد رموزها وروادها الذين نشروا بإبداعاتهم الفنية التراث الغنائي اللحجي على مستوى اليمن والجزيرة والخليج . وقد عبر العديد من الفنانين والمثقفين والأدباء عن حزنهم العميق بفقدان هذه القامة الفنية باعتباره احد الفنانين العظام الذين مجدوا التراث اللحجي الأصيل بشعرائه وفنانيه وأدبائه الكبار وفي مقدمتهم مؤسس الأغنية اللحجية الشاعر والأديب احمد فضل القمندان وفضل محمد اللحجي وعبدلله هادي سبيت وسعودي احمد صالح وصالح نصيب وغيرهم من الهامات والقامات الادبية والفنية الوطنية .