أحيا الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي اليوم الخميس الذكرى الخامسة "للتصالح والتسامح" والتي تصادف أيضاً ذكرى الأحداث الدامية التي وقعت في جنوباليمن يوم 13 يناير 1986، التي أسفرت عن مقتل الآلاف. وتظاهر المئات من أنصار الحراك في مدينة الحبيلين بمحافظة لحج رغم فرض قوات الجيش على محيط المدينة إجراءات أمنية مشددة. ورفع المشاركون في تظاهرة الحبيلين، التي انطلقت من مفرق يافع وجابت الشارع العام للمدينة، اللافتات القماشية التي كتب عليها عبارات تمجد مبدأ التصالح والتسامح، وتدعو أبناء الجنوب إلى ترسيخ قيمه ومبادئه السامية بينهم، وأخرى تندد بالحصار الذي تفرضه القوات العسكرية على مدن ردفان وقطع الاتصالات ومنع دخول المواد التموينية والبترولية والدوائية إلى مديريات ردفان منذ السبت الماضي. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بالانفصال والتصدي لقوات الجيش. واتجه المتظاهرون صوب منصة الشهداء حيث أقيم فيها مهرجان جماهيري حاشد ألقيت فيه العديد من الكلمات والقصائد الشعرية. وفي المهرجان، ألقى القيادي البارز في الحراك وسفير اليمن الأسبق لدى موريتانيا قاسم عسكر جبران كلمة، دعا فيها العسكريين الجنوبيين في الجيش إلى رفض أوامر قمع الاحتجاجات السلمية في الجنوب، كما دعا أبناء ردفان بالتصدي لقوات الجيش والدفاع عن "أرضهم وكرامتهم" حد تعبيره. وتعيش منطقتي الحبيلين والملاح منذ مطلع الأسبوع الجاري اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش ومسلحين موالين للحراك الجنوبي، وسط معلومات عن نية الجيش اقتحام المنطقتين. ودعا قاسم عسكر المنظمات الدولية والإنسانية إلى النظر بكل ما تمارسه السلطات في الجنوب "من قتل وتشريد وتدمير المنازل وضرب القرى الماهولة بالسكان والزج بالمئات من أبناء الجنوب في المعتقلات". وتطرق السفير عسكر إلى ما أسفرت عنه لقاءات قيادات الحراك التي رعاها القيادي حسن باعوم، مؤكدا بان جميع قيادات الحراك قد خولت باعوم بالسير في إجراءات توحيد فصائل الحراك الجنوبي، وإنها كافة الاختلافات والتباينات بينها، منوها إلى أن الأيام القادمة سوف تشهد العديد من المفاجآت. ودعا في سياق كلمته إلى ضرورة تلاحم أبناء الجنوب في مثل هذا الوضع التي "تحاول من خلاله السلطات الحكومية بث روح الفرقة والخلاف بين أبناء الجنوب ليسهل لها ضرب الحراك الجنوبي وقمع أبناء الجنوب". وحضر الفعاليات في الحبيلين إلى جانب قاسم عسكر، القيادي في الحراك ناصر الخبجي والعميد قاسم عثمان الداعري والدكتور فضل هماش والعميد صالح قائد راجح. وفي الضالع، تظاهر المئات من أنصار الحراك الجنوبي إحياءً للذكرى الخامسة للتصالح والتسامح، وأقيم بعد ذلك مهرجان ألقيت فيه العديد من الكلمات والقصائد الشعرية. كما أقيمت فعاليات للحراك في بعض مناطق محافظتي أبين وشبوة.