أكدت نشرة "أخبار الساعة" حرص دول "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" على دعم اليمن والحفاظ على الأمن والاستقرار فيه، بالنظر إلى ما يمثله من أهمية في معادلة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بوجه عام، ولهذا تعمل على إنجاح المسار الانتقالي الذي رسمته "المبادرة الخليجية" لحل أزمة اليمن سياسيا، ومساعدته على تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يواجه فيها تحديات اقتصادية وأمنية وإنسانية متشابكة، ووضعه على طريق التنمية والاستقرار. وتحت عنوان "دعم خليجي لأمن اليمن واستقراره"، قالت إنه من هذا المنطلق تعطي دول "مجلس التعاون" أهمية خاصة للمساعدات الإنمائية والإنسانية لليمن، مشيرة إلى أن المؤتمر الوزاري الرابع لأصدقاء اليمن، الذي أنهى اجتماعاته يوم الخميس الماضي في نيويورك كان مناسبة مهمة لتأكيد هذا الدعم الخليجي. فقد أوضح معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام ل "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" أمام المؤتمر أن "دول المجلس تسهم بنحو 70 في المئة من إجمالي المساعدات التي يتلقاها اليمن، وأن الاستثمارات الخليجية الخاصة في اليمن تشكل نحو 80 في المئة من حجم الاستثمار الأجنبي، وهذا يؤكد بجلاء أن دعم اليمن يشكل أولوية رئيسة لدى دول "المجلس". وأضافت النشرة، التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، أن دول مجلس التعاون تدرك أهمية تقديم المساعدات التنموية إلى اليمن، ليس من أجل مساعدته على تجاوز المشكلات الاقتصادية الصعبة التي بدأت تنعكس سلبا على الأوضاع المعيشية للشعب اليمني فقط. وإنما لأنها أصبحت أحد المداخل المهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار هناك أيضا، لأن البيئة التي أفرزت جماعات التطرف هناك وساعدت تنظيم "القاعدة" على التغلغل والوجود في العديد من المحافظات، لا تنفصل عن المشكلات الاقتصادية الصعبة وانتشار الفقر وتنامي معدلات البطالة بين الشباب. دعم خليجي أوضحت أخبار الساعة بأن الدعم الخليجي لليمن ينطلق من اعتبارين رئيسيين، الأول مساعدته على التنفيذ الكامل ل "المبادرة الخليجية"، وتطبيق استحقاقاتها المختلفة، وبصفة خاصة إنجاح "الحوار الوطني"، المقرر أن ينعقد في شهر نوفمبر المقبل، ويعول عليه في صياغة دستور جديد للبلاد والتهيئة للانتخابات النيابية المقررة في أوائل عام 2014. والاعتبار الثاني يتعلق بالموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به اليمن، حيث يشرف على واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، وهو "مضيق باب المندب" الذي يربط بين البحر الأحمر وبحر العرب، مؤكدة أن الحفاظ على الأمن والاستقرار في اليمن قبل أن يكون مصلحة وطنية فهو مصلحة إقليمية ودولية.