أكد علماء ودعاة عدد من البلدان العربية والإسلامية حرمة النفس الإنسانية من أي طائفة او دين معبرين عن قلقهم من الوضع المتردي في العراق وتوالي الفتن والقتل الواسع للأبرياء وتصاعد وتيرة الأعمال الإجرامية التي ترتكب باسم الدين في العراق وغيرها تحت ستار المذهب أو الطائفية . وقال أكثر من أربعين من العلماء والدعاة المسلمين من بينهم عدد من فضيلة المشايخ العلماء باليمن في بيان: " في الوقت الذي نترقب فيه أن يتحقق للشعب العراقي بأطيافه كافة.. انتهاء أزمته الكارثية التي يعاني منها منذ بداية الاحتلال وما نجم عن ذلك من الانفلات الأمني، بات يقلقنا توالي الفتن والقتل الواسع للأبرياء، وتمكن ثلة من المجرمين والميليشيات من القيام بالتفجيرات الجانبية التي تطال الآلاف من العراقيين الأبرياء ." وأشاروا أنه نظرا لهذا الوضع المتردي " فقد تنادى جمع من العلماء والدعاة من جميع الأطياف والمذاهب الإسلامية إلى إصدار بيان إزاء تصاعد وتيرة الأعمال الإجرامية التي ترتكب باسم الدين في العراق وغيرها تحت ستار المذهب أو الطائفية ". وأكد العلماء حرمة النفس الإنسانية، مشددين في هذا الصدد أن الله سبحانه وتعالى حرم قتل النفس البريئة، مسلمة كانت أو مسيحية أوغيرهما من الطوائف الأخرى أيا كانت، مبينين أن كل من يقتل نفسا بغير مقاومة مشروعة أو قصاص عادل أو حد من حدود الله يقيمه ولي الأمر، فهو مرتكب لجريمة كبيرة وإثم عظيم . كما أكدوا أن العقيدة والشريعة الإسلامية لاتجيز تكفير أحد من المسلمين أهل القبلة وإن جميع فتاوى تكفير المخالفين للمذهب أو الطائفة باطلة وليس لها مستند شرعي، وبالتالي فإن سفك الدماء بناء على فتاوى التكفير يعد جريمة قتل متعمد وانتهاكا لحرمة نفس حرمها الله وقد سبق بيان ذلك في مؤتمر عمان الذي أقره بلاغ مكة ووقع عليه العلماء من المذاهب الثمانية. وأعتبر فضيلة المشايخ العلماء " إن ما يجري في العراق وغيره من سفك لدماء الأبرياء وتدمير للمساجد والمراقد ودور العبادة وتمثيل بالجثث يعد انتهاكا للمقدسات واستباحة للحرمات، وإن جميع المذاهب والطوائف الإسلامية بريئة ممن يرتكب هذه الجرائم . . مهيبين في بيانهم بالأمة وحكامها ودعاتها وجميع أطيافها وشرائحها ووسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها والعمل على إنهاء هذه الفتن التي تلبس ثوب الطائفية ونزع فتيلها قبل فوات الأوان وأن لا تعطي الفرصة لأعداء الأمة المتربصين بالمسلمين والذين لن يجدوا فرصة أعظم من فرصة الفرقة والنزاع.