قالت صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر يوم أمس ال 29 مارس 2016م، إلى قضية اختفاء 3 أمراء سعوديين في ظروف "غامضة"، وذلك بعد إعلان بعضهم عن مواقف معارضة للنظام السعوديّ. وقالت بأن الأمير السعودي سلطان بن تركي اختفى أثناء كان مغادرته باريس على متن طائرة خاصة كان يُفترض أن تذهب إلى القاهرة. ورغم الحماية الخاصة التي كان يُحاط بها، وطوال الوقت، إلا أن سلطان اختفى في الأول من فبراير 2003 عن الأنظار. وكشفت الصحيفة أن سلطان استقلّ في ذلك التاريخ طائرة خاصة من باريس، وذلك بقصد زيارة أصدقاء والده، تركي بن عبد العزيز، في مصر مشيرة بأنه حجر مسبقاً في فندق كمبنسكي في حي الغاردن سيتي في القاهرة. إلا أن سلطان لم يصل إلى هناك. وحسب الصحيفة فقد أكد أحد الموظفين الذين يعملون لمصلحة سلطان بن تركي بأن الأخير تم اختطافه، وأُجبر عن الترحيل القسري إلى الرياض، حيث فُرضت عليه هناك الإقامة الجبرية. وقد أصبح الموظف الذي يُشارك في دعاوى قضائية ضد أفراد من عائلة آل سعود، يقف وراء عدد من الدعاوى التي رُفعت بهذا الخصوص أمام محكمة سويسرية منذ العام 2003م. وتقول الغارديان بأن اختفاء سلطان بن تركي تعدّ الحالة الثالثة من نوعها من بين أمراء آل سعود، وخاصة ممن سبق وأعلنوا "مواقف صريحة ضد الحكومة السعودية"، وكانت "النتيجة أنهم اختفوا دون أي أثر لهم". الأمير تركي بن بندر بن محمد بن عبدالرحمن.. ذهب للصيد في المغرب، واختفى! قبل ذلك كان الحال ذاته مع الأمير تركي بن بندر بن محمد بن عبدالرحمن، والأمير سعود بن سيف النصر بن سعود بن عبدالعزيز. يقول معلقون بأن هذا المصير "الغامض" وهو ما "ينتظر المنشقين عن العائلة الملكية في السعودية". كان الأمير تركي بن بندر ضابط شرطة قبل أن يقود نزاعا حادا على الميراث، الأمر الذي دفعه للمغادرة إلى فرنسا. عام 2009 بدأ تركي نشاطه المعارض من باريس، مطالبا بالإصلاح السياسي. وفي مارس 2011 بدأ بنشر أشرطة فيديو ناقدة على موقع يوتيوب. وكان شريط الفيديو الأخير قد نُشر في يوليو من العام الماضي، وبعدها ذهب تركي في رحلة عمل إلى المغرب.. واختفى. الأمير سعود بن سيف النصر بدأ نشاطه المعارض قبل عامين، وبسرعة لافتةٍ نجح في فرض نفسه باعتباره من أبرز النقّاد اللاذعين لحاكم السعودية، وخاصة محمد بن سلمان. كان نشاط سعود كثيفا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قبل أن يتوقف الحساب عن التغريد فجأةً في 9 سبتمبر الماضي. تنقل الغارديان عن صديق للأمير سعود بأنه كان يخطط للقاء مجموعة عمل إيطالية روسية، يُفترض أنها أرسلت له طائرة لنقله إلى إيطاليا، والتي لم يصلها أبدا. يرجّح صديقه أن وجهة "الرحلة القسرية كانت الرياض". السلطات السعودية لا تعلق على موضوع اختفاء هؤلاء "الأمراء المعارضين". فقدان أثرهم، وعلى هذا النحو الغامض، يدفع مراقبين إلى اتهام السلطات بالتورط في "حملة ممنهجة تستهدف الأمراء المنشقين والمعارضين".