شنت طائرات حربية في وقت متأخر من ليل الأمس غارة جوية على مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة في مناطق نائية وعرة بمحافظة البيضاء، في وقت كشفت فيه وزارة الداخلية اليمنية عن خطة أمنية لمنع تسرب أي عناصر إرهابية من والى أبين حيث يتمركز مسلحو "القاعدة"، وقالت إن الخطة تتضمن إجراءات لإقفال المحافظة من سائر منافذها البحرية والبرية، ورفع حال التأهب القصوى في صفوف الجيش. قال مصدر محلي في محافظة البيضاء المجاورة ل أبين أن قصف الغارة تركز على منطقة نائية بالمحافظة هي المخنق ودقي وممدود وحيد أسلم في حين استمر تحليق الطيران حتى الساعة الأولى من اليوم السبت. وذكرت المصادر أن تلك المنطقة تشهد نشاطا لعناصر تنظيم القاعدة في اليمن ، فيما قال شهود عيان أن تجمعات كبيرة رصدت لمسلحي القاعدة وبشكل علني أمس الجمعة بالمئات مع عتاد حربي وأنهم أدوا صلاة الجمعة في وادي المخنق حيث استهدفتهم الغارة ليلا. وبحسب المصادر فان القصف الجوي خلف حرائق ولم يتسنى معرفة نتائج تلك الغرات ، في حين أشارت أنباء إلى سقوط العشرات من عناصر القاعدة ، وان مسلحين من التنظيم منعوا المواطنين من الدخول إلى المناطق التي استهدفها القصف. في غضون ذلك قالت صحيفة "الخليج " الاماراتية في عددها يوم السبت أن وزارة الداخلية اليمنية كشفت عن تنفيذ خطة أمنية لمنع تسرب أي عناصر إرهابية إلى المحافظة، وقالت إن هذه الخطة تتضمن إجراءات لإقفال المحافظة من سائر منافذها البحرية والبرية، ومنع تسلل الإرهابيين من والى أبين، ورفع حال التأهب القصوى في صفوف الجيش لمواجهة أي هجمات إرهابية خصوصاً في هذه المنطقة الحيوية التي تقع في إطار مرفأ عدن الاستراتيجي حيث تتزود كثير من السفن التجارية والناقلات البحرية بالوقود. فيماأفادت مصادر أمنية السبت أن 23 عنصرا من القاعدة قتلوا في غارات جوية ليلا على مواقع للتنظيم الإسلامي في محافظة البيضاء. وقال مسؤول في أجهزة الأمن لوكالة فرانس برس "إن 23 مقاتلا من القاعدة قتلوا في غارات جوية مساء الجمعة على مواقع التنظيم في منطقة جبلية قرب مدينة البيضاء كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، ولم تؤكد الحصيلة مصادر أخرى من الشرطة". وأكدت مصادر أمنية أخرى هذه الحصيلة، موضحة أن الغارات استهدفت مواقع في المخنق ودقي وممدود وهي ثلاث قرى تقع إلى غرب البيضاء. وتستهدف غارات يقول سكان إنها أمريكية بشكل متكرر عناصر القاعدة في جنوب وشرق اليمن. وألقت التداعيات الناجمة عن التوسع الهائل لهجمات ونشاطات تنظيم القاعدة ومتحالفين معه في المحافظات الجنوبية والشرقية ووسط وشمال ، واستهداف وحدات الجيش اليمني النظامي والتي أسفرت عن سقوط نحو ما يزيد عن 220 شهيدا من العسكريين خلال اقل من اسبوعين ، ألقت بضلالها على استحقاقات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق التسوية الخليجي، وخصوصاً بعد التقارير الأمنية الصادرة عن وزارتي الداخلية والدفاع والتي أكدت مضي التنظيم الأصولي بإسناد نافذين متشددين دينيا وعسكريا وقبليا ، في تنفيذ تهديدات بشن المزيد من الهجمات الإرهابية في مناطق متفرقة والمضي في مشروع إنشاء الإمارات الإسلامية والسيطرة على المدن وتفكيك الجيش وإسقاط الدولة في استنساخ لتجربة طالبان الأفغانية. *المؤسسة الدفاعية تتعرض لاستهداف ممنهج وتأتي عمليات استهداف القوات المسلحة والأمن النظامية الاخيرة والمتصاعدة والموسعة في خارطتها مؤخرا كجزء من التصعيد الذي تحاول قوى التطرف والإرهاب ، أن تفرضه بعد انتخاب الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي وإعلانه عن تصميمه التصدي لهم بقوة كواجب ديني ووطني . إذ كشفت هذه العمليات ، تكاملية حلقة ممنهجة من إطلاق أيادي القتل والغدر والتطرف لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وجهاديين متلاقين معه ،ودعمهم ماديا وحربيا ومليشياتيا وإعلاميا من طرف نافذ ورئيسي بالأزمة اليمنية تحت غطاء المبادرة الخليجية ، وفي ظل تجاهل لهذا التصعيد من قبل الراعين للاتفاق لاسيما خليجيا ،على الرغم من أن مضي المبادرة للنفاذ جاء حرصا على صون دماء اليمنيين بما فيه أبناء القوات المسلحة والأمن ،والحفاظ على مكتسبات البلاد ومؤسسته الدفاعية. وإزاء تكشف ذلك، دعت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان "إلى وضع حد للاعتداءات المتكررة على منتسبي القوات المسلحة والأمن" والتي قالت أن "المؤسسة الدفاعية تواجهها بأقصى درجات المسؤولية الوطنية وضبط النفس حرصاً منها على الوئام والسلم الاجتماعي وتهيئة الأجواء المناسبة لاستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية والوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني, والتزاما بالنهج المعلن لحكومة الوفاق الوطني ومجمل الجهود الرامية الى إخراج الوطن من الفوضى والأزمة الطاحنة التي مر بها إلى بر الأمان". وكانت حكومة الوفاق دعت في اجتماع استثنائي الأربعاء الماضي إلى تضافر الجهود لمواجهة خطر الإرهاب واضطلاع سائر القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني لمساندة قوات الجيش والأمن في التصدي لخطر القاعدة، كما شددت على توحيد الجهود الاستخبارية والأمنية والعسكرية والعمل برؤية واحدة وخطة متناسقة لمواجهة الإرهاب ودحر قوى الشر" . وتعهدت الحكومة "اتخاذ الإجراءات الرادعة لاستئصال شأفة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وصوره وتقديم كل الدعم للأجهزة العسكرية والأمنية للقيام بواجباتها على الوجه الأمثل لتعزيز الأمن والاستقرار والقضاء على آفة الإرهاب" .