في معظم دول العالم أقفلت مطاعم أبوابها بعد انتشار فيروس كورونا. والمطاعم التي أبقت أبوابها مفتوحة تشهد حالة من الركود بسبب إحجام الزبائن الذين يخشون من إمكانية انتقال العدوى إليهم من الطعام الذي يعده موظفو تلك المطاعم. فهل المأكولات الجاهزة في المطاعم تنقل فيروس كورونا؟ اختصاصيون وخبراء طبيون حذروا من أن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل إلى الإنسان عن طريق الطعام الجاهز خاصة اللحوم الباردة، والخضروات والفواكه. فالفيروس جديد وكل يوم يتم كشف شيء جديد عنه من خلال ملاحظات الأطباء والباحثين على مدار الساعة. وكانت عدة بحوث قد أثبتت أن الفيروس المستجد يعيش على الأسطح مثل البلاستيك والمعادن لساعات وأيام لكن دراسة جديدة أظهرت أن الأطعمة يمكن أيضا أن تكون ناقلا للفيروس خاصة الرطبة. وقال دكتور جاك كارافانوس من قسم الصحة العامة بجامعة نيويورك لموقع "فايس" إن "الأطعمة الرطبة وشبه الصلبة تعتبر وسطا ملائما جدا للفيروس، مثل الفم، وتطيل أمد بقائه حيا". ورغم الإجراءات الاحترازية التي تطبقها معظم دول العالم، يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره وحصد الأرواح، يقترب الفيروس من تسجيل 4 ملايين إصابة حول العالم ووفاة 275 ألفا. وتعد الولاياتالمتحدة التي سجلت فيها أول وفاة بالفيروس في نهاية فبراير هي الدولة الأكثر تضررا من جراء الوباء، سواء من حيث عدد الوفيات أو الإصابات، إذ تجاوزت حصيلة الإصابات فيها مليون و268 ألف إصابة وأكثر من 76 ألف وفاة. وقد انتشر فيروس كورونا المستجد في جميع دول العالم تقريبا، وفي كل الولاياتالأمريكية خصوصا نيويورك. وقد تم اتخاذ إجراءات مشددة وغير مسبوقة للحد من انتشار الوباء كإغلاق المدارس وإلغاء التجمعات. رغم ذلك اعتبرت السلطات المحلية في عدة ولايات أن السماح لبعض المحال التجارية بمزاولة نشاطها ضروري للسماح للسكان بالحصول على مستلزماتهم اليومية ومن بين تلك المحال البقالات والمطاعم التي تقوم بتوصيل الوجبات الجاهزة. ولكن هذه المحلات يمكن أن تكون مراكز لنشر الوباء حسب بروفيسور دوروثي توفار أستاذة علم المناعة والوبائيات بجامعة ستانفورد "كورونا لا ينتقل عبر الطعام مثل السالمونيلا (التي تسبب التسمم) لكن بالتأكيد يمكن أن يصيب شخصا تناول سلطة أعدها أو نقلها شخص مصاب، لم يغسل يديه". وحسب تقارير منشورة فقد حثت عدة دول عربية مواطنيها، على تجنب تناول الوجبات الجاهزة خصوصا الفلافل الأكلة الأكثر شعبية في المنطقة خاصة مصر. ويقول كارافانوس أن الأغذية مثل اللحوم الباردة والخضروات والوجبات المعرضة للهواء، "أكثر عرضة للتلوث بالفيروس حيث يستطيع العيش فيها لنحو خمسة أيام". بحوث حديثة كانت قد أشارت إلى أن الفيروس يشكل أيضا خطرا على حياة الإنسان من خلال الأدوات المنزلية مثل الشوك والملاعق والسكاكين البلاستيكية والمعدنية حيث يعيش الفيروس فيها لمدة تصل إلى 72 ساعة. كما يستطيع العيش في الأواني الزجاجية لنحو 48 ساعة، حسب تلك البحوث. ومن بين الأماكن التي تشكل مرتعا خصبا للفيروس الفواكه والخضروات ذات الغلاف القوي الذي يمكن التخلص منه، مثل الموز. "إذا أسعل شخص في تفاحة فان هناك احتمال لنقل الفيروس لجسمك عن طريق يدك، كما أن أكلها يشكل خطورة ما لم تقم بغسلها جيدا" يقول كارافانوس. ويحذر كارافانوس من أن فرص الإصابة بطعام ملوث خلال توصيل أكل المطاعم، تبقي قائمة حتى إذا اتبعت المطاعم إجراءات السلامة المطلوبة حلال عملية إعداد الطعام، ويضيف "أسلم شيء هو أن تذهب بنفسك للبقالة والحصول على ما تريده ويكفيك لمدة أسبوعين حتى شهر". ويرى الباحثون أن الأكل المعبأ في مثل هذه الظروف أفضل بكثير من الأكل المكشوف. الميدان اليمني
