لا تزال السلطات الحكومية ملتزمة الصمت دون إفصاح رسمي وعلني عن التحقيقات الأولية حول ملابسات الهجوم الانتحاري الذي استهدف مجاميع حاشدة من الجنود خلال انهماكهم في تأدية تدريبات استعراضية بساحة العروض بميدان السبعين الاثنين الماضي وأدت إلى استشهاد نحو 100 من جنود قوات الأمن المركزي وإصابة نحو 300 آخرين. وعلى الرغم من إقرار القاعدة في جزيرة العرب والذي يتخذ من اليمن مقر له بمسئوليته عن التفجير الانتحاري بميدان السبعين ، غير أن تحفظه دون الإفصاح عن هوية منفذ العملية الانتحارية ، أثار تساؤلات عديدة بالنظر إلى أن التنظيم دوما ما كشف في بياناته عن هوية انتحارييه. ورجح مختص بالجماعات الجهادية بأن يكون مسارعة تنظيم القاعدة في إعلان تبني العملية دون الإفصاح عن هوية الانتحاري في بيانه المعلن في اليوم التالي للهجوم ، مرده إلى رغبة التنظيم في خلط الأوراق السياسية في البلاد ، أو يكون الأمر متعلق بالانتحاريين الذين تم القبض عليهما عقب الانفجار الأول، ما يظهر عدم دراية التنظيم أين منهم قد فجر نفسه وأين منهم القي القبض عليه، أو أن في ذلك ترتيبات ومحاذير تخشى من خلالها تكشف خلاياها النائمة لاسيما بالعاصمة ومسانديها وداعميها . واغفل وبشكل لافت بيان تنظيم القاعدة بجزيرة العرب في تبنيه عملية ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء التي هزت كل اليمنيين والمحيط والعالم ، أي إشارة لهوية الانتحاري بخلاف ما اعتاد عليه في عمليات مشابهة. وقال التنظيم في بيانه الذي نشرته منتديات جهادية ان عملية الانتحاري بحزام ناسف جاءت للثأر ممن قتل المتظاهرين العزل من أبناء المسلمين في ثورتهم على الطواغيت الظالمين في ساحات التغيير، كما انها كانت تستهدف وزير الدفاع اليمني وحاشيته ردا على العمليات العسكرية ضد معاقل التنظيم في أبين. وأضاف "لئن كان قد نجى من هذه العملية وزير الدفاع وحاشيته، فإننا نبشرهم بأننا لن نكل ولن نمل حتى النيل منهم، وإننا في حرب مفتوحة ، ونذكر الطغمة العميلة المرتشية التي تقود الجيش وقوات الأمن في اليمن بأن الحرب الأمريكية البريطانية السعودية التي تدور رحاها في أبين لن تدور وأنتم في مأمن في صنعاء، وأننا سنثأر وستصلكم نار الحرب في كل مكان وأن ما حدث ليس إلا بداية لمشوار مشروع من الجهاد". وكشفت تقارير أمنية غير معلنة رسميا وتداولتها الصحافة المحلية ووكالات الانباء ، أن منفذ الهجوم الانتحاري ويدعى أمير الدين علي الورافي، وهو شاب في العشرينات من العمر ويسكن في "حي مسيك" أحد الأحياء الشعبية القديمة بشرق العاصمة صنعاء وينتمي لحزب الاصلاح الذراع السياسي للاخوان، التحق حديثاً بتنظيم القاعدة وتم تجنيده بعد إخضاعه لعملية توجيه مركزة من قبل ناشطين في التنظيم للقيام بتنفيذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف مجاميع مكثفة من العسكر خلال قيامهم بأداء "بروفات" استعراضية استعدادا للمشاركة في عرض عسكري بمناسبة حلول الذكري ال 22 لتحقيق الوحدة . وذكرت التقارير أن أجهزة الأمن تمكنت من إحباط أربع محاولات لتنفيذ عمليات انتحارية كانت تستهدف قوات العرض العسكري، وقالت بأنها اعتقلت انتحاريان يرتديان زياً عسكرياً بعد دقائق على تفجير ميدان السبعين الاثنين، وكانا يرتديان حزامان ناسفان يزن كل منهما نحو 13 كيلوجرام من المتفجرات. وأضافت بأن انتحاريان آخران تم القبض عليهما صباح أمس بالقرب من جولة شارع الستين وهما على دراجتين ناريتين، وكانا يستعدان لتفجير نفسيها على الدراجتين في حافلات الجيش التي كانت تنقل القوات المشاركة في الاستعراض العسكري من ميدان السبعين إلى ساحة كلية الطيران حيث تم نقل العرض العسكري إليها . وتشهد العاصمة اليمنيةصنعاء أجواء مشدودة من التوتر الأمني والتوجس الشعبي، إثر إطلاق تنظيم القاعدة لتهديدات بتنفيذ هجمات انتحارية على غرار الهجوم الانتحاري الذي استهدف الاثنين مجاميع من الجنود بميدان السبعين في العاصمة صنعاء. وفرضت السلطات الأمنية في صنعاء إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة على المنشآت كافة الأمنية والعسكرية في العاصمة، تحسباً لاستهدافها من قبل تنظيم القاعدة، بالتزامن مع إصدار تعميم لكل الوحدات الأمنية العسكرية بعدم التجمع خارج أسوار ومقار الثكنات والمنشآت العسكرية .
