قال محافظ شبوة«جنوب شرق اليمن» الدكتور علي حسن الأحمدي إن حملة عسكرية وأمنية وشعبية مشتركة أطلقت لتصفية المحافظة وتمشيط كافة مناطقها وتطهيرها ممّا تبقى من عناصر تنظيم القاعدة وأعوانهم ممّن يسمون أنفسهم جماعة أنصار الشريعة الإسلامية. وقال الأحمدي في تصريح ل «$» إن الحملة التي انطلقت من مركز المحافظة مدينة عتق واتخذت مسارها العملي والقتالي باتجاه المديريات الجنوبية، يشارك فيها قائد محور عتق العميد الركن محمد حسين الجماعي ووحدات من اللواء 21 ميكانيكي والأمن المركزي وشرطة النجدة والشرطة العسكرية والأمن العام وجموع من رجال القبائل. وأشار إلى أن الحملة تمكّنت حتى الآن «من دكّ وتطهير وكر خطير لتلك العناصر الإجرامية يقع في قرن السوداء بمديرية حبّان والذي تمركز فيه منذ اندحار وهزيمة فلول هذه العصابة من مدينة عزّان ما يعرف باسم أمير المدينة رأس أفعى التنظيم المطلوب أمنياً سعد بن عاطف والمكنّى بأبي جلال وذلك بعد معركة حامية معهم امتدت معالمها من نهاية النقطة التي تربط مدينة عتق بخط عدن- المكلا. فيما أسفرت المواجهات العنيفة معهم عن مقتل الرقيب أول علي الجبري من أبناء محافظة المحويت والمواطن مهدي محمد بافياض من أبناء مديرية حبّان لتتولى بعد ذلك القوات الشعبية من رجال القبائل المشاركين في الحملة عملية التمركز في الموقع وتكليفها بمهام حراسته وتأمين مستخدمي الطريق العام». ولفت الأحمدي إلى «الإصرار الشديد على مواجهة عناصر هذا التنظيم الإرهابي حتى يتم القضاء النهائي عليه». منوّهاً إلى حجم الخسائر المادية والبشرية الفادحة التي تكبّدها اليمن والمواطنون جرّاء الأعمال الشريرة لهذا التنظيم المارق والذي سعى في الأرض خراباً طيلة الأزمة السياسية التي مر بها اليمن. وأشار إلى «ضربات قاتلة ومتوالية تلقّتها عناصر القاعدة في محافظة أبين ومدينة عزّان ومفرق مديرية رضوم بشبوة خلال الأيام الماضية». مؤكداً أن جبهة المواجهة مع عناصر هذا التنظيم ستظل مفتوحة حتى يتم خلاص المحافظة منها ومن أعمالها الإجرامية. وفي صنعاء التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس المفوض الإقليمي لشؤون الشرق الأدنى والأوسط ومنطقة المغرب بوزارة الخارجية الاتحادية الألمانية بوريس روقة الذي وصل إلى صنعاء في زيارة لليمن تأتي في إطار دعم ألمانيا للتسوية السياسية التاريخية في اليمن وفقاً لمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014. وتناول هادي «طبيعة سير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة وترجمتها على أرض الواقع وفقاً للجداول الزمنية». وأكّد في هذا الصدد أنه لا بد من المضي إلى الأمام بكل قوة وذلك من أجل إخراج اليمن من الظروف والأزمة التي طحنت الأخضر واليابس خصوصاً منذ مطلع العام الماضي 2011. واعتبر هادي أن مساعدة ألمانيا والإتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الخليج قد جنّبت اليمن ويلات الانزلاق إلى مهالك الحرب والانقسام. وقال «إن اليمن عانى أشد المعاناة من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية وتم التغلّب على الأزمة السياسية بتشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية في ال 21 من فبراير الماضي والتي اختار فيها الشعب طريق الخلاص من الأزمات والمضي صوب الوئام والسلام والوفاق على أساس حددت مضامينه التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية». وأضاف «إننا اليوم على موعد مع إنجازات وطنية كبيرة تحدد إطار المستقبل المنشود وفقاً للحكم الرشيد من أجل العدالة والحرية والمساواة وصنع المستقبل المنشود». وشدّد هادي على أن المسألة الاقتصادية هي لب المشكلة وما يزيد ذلك تفاقماً هو الاعتداء على منشآت البنى الاساسية وخاصةً أنبوب النفط والإمدادات الكهربائية. ونوّه بالأهمية القصوى لمساعدة اليمن الآن من أجل تلافي التطورات السلبية التي تؤثّر على حياة الناس معيشياً واقتصادياً واجتماعياً، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. وتحدّث هادي عمّا خلّفه العمل الإرهابي في اليمن الذي اكتوى بنار الإرهاب منذ زمن. وقال «الاستثمار والسياحة والصناعة واستخراج الثروات النفطية والغازية كلها تأثّرت تأثّراً بالغاً من الأعمال الإرهابية». وأكّد أنه لا بد من الخلاص من هذا الداء الخبيث. داعياً إلى التعاون في هذا المجال وبما يعزّز جهود اليمن في محاربة الإرهاب العدو المشترك للعالم والذي لا يوقفه كابح أو حدود أو دين أو أخلاق. من جانبه أشار المفوض الإقليمي لشؤون الشرق الأدنى والأوسط ومنطقة المغرب في وزارة الخارجية الاتحادية الألمانية إلى أن ألمانيا ستعمل على دعم اليمن حتى خروجه من الأزمة ونجاح المرحلة الانتقالية بكل متطلباتها، لافتاً إلى أن اللجنة الوزارية التي تبحث التعاون المشترك ستنعقد في ألمانيا الشهر القادم وستناقش المزيد من برامج التعاون وتقديم المساعدات اللازمة لليمن في مختلف المجالات.. وقال «إن الحل السياسي في اليمن مثّل نموذجاً رائعاً يجب أن يكون محل التزام وتقدير الجميع وذلك من أجل مصلحة اليمن العليا وخروجه إلى آفاق التطور والنماء». كما التقى وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر عبد الله القربي قائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى اللواء جيمس ماتيس والوفد المرافق له. وشدّد وزير الخارجية على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين خاصةً في مجال مكافحة الإرهاب ومعالجة جذور التطرّف باعتبار الحل الأمني وحده لن يكون بمقدوره هزيمة التطرّف والإرهاب. من جانبه أكّد اللواء ماتيس دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لليمن ولقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وجهوده في تعزيز أمن واستقرار اليمن والانتقال به نحو المستقبل. كما أكّد دعم الولاياتالمتحدة لليمن في كافة المجالات لإنجاح جهودها في مكافحة الإرهاب والتطرّف وإعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية. وناقش اللقاء- وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية- العلاقات الثنائية بين اليمنوالولاياتالمتحدةالأمريكية خاصةً في مجال مكافحة الإرهاب. الى ذلك دانت الولاياتالمتحدة العملية الانتحارية التي اودت بحياة قائد المنطقة الجنوبية في الجيش اليمني اللواء الركن سالم علي قطن الذي قاد بنجاح الحرب على القاعدة في جنوباليمن. وقتل اللواء الركن سالم علي قطن في هجوم انتحاري نسب للقاعدة قرب منزله بحي المنصورة في كبرى مدن الجنوب، بحسب ما اعلن موقع وزارة الدفاع ومصدر طبي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان «الولاياتالمتحدة تدين بشدة الهجوم الارهابي الذي استهدف اللواء سالم علي قطن» واصفة الهجوم بانه «هجوم جبان». واضافت ان «اللواء علي قطن قاد الحملة ضد قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، في جنوباليمن وحقق اخيرا نجاحات كبيرة بطرده تنظيم القاعدة من مدن يمنية عدة». واوضحت نولاند ان «الولاياتالمتحدة ستواصل دعم الرئيس اليمني وجميع الذين يواصلون الجهود التي قام بها اللواء علي قطن في معركتهم لتحقيق مستقبل مزدهر للشعب اليمني «ا ف ب»:--