وفي مفتتح الجلسة الأولى تحدث الأخ عبد القادر باجمال رئيس مجلس الوزراء حيث عبر عن سعادته بالمشاركة في هذه الندوة مع وجود الكثير من الشخصيات التي ساهمت مع الشهداء الابرار والمناضلين الاحرار في تفجير الثورة اليمنية. وقال " ان احتفالنا في تعز هو تكريم لمدننا التي عانت من جور الإمامة، ذلك لان الامامة لم تكن في صنعاء فقط وانما كانت نظاما سياسيا يمتد في كل بقاع اليمن .. مشيرا الى ان الذاكرة ينبغي ان تساند بعضها البعض من حيث رواية الوقائع والاستدلالات العظيمة التي ينتجها المحيط لتلك الاحداث. وأوضح باجمال ان مادتنا العلمية التاريخية عن الثورة اليمنية في مناهجنا التعليمية مادة مبعثرة غير متجانسة وهذه المسالة ينبغي ان يتنبه اليها الأساتذة التربويين والطلاب في المدارس الثانوية والجامعات كون التاريخ لمنفعة اجيال كاملة وليس لمنفعة فرد بعينه, وعليناان نهتم بتدريس طلابنا تاريخنا المعاصر الثوري الوطني دراسة متكاملة ومنهجية، بما يعطي للطالب ليس المعرفة والوقائع التاريخية فقط بل ونتائجها وابعادها واجواءها بوعي كامل. وأضاف قائلا :" والمسالة الثانية هي مسالة الاعلام باعتبار العملية تكاملية بين المدرسة والاعلام، فمن غير المعقول ان يدرس الطالب شيء ويعطيه الاعلام شيء اخر لانها ستخلق التناقض بين وعيه الثابت ووعيه المتحرك. وكانت الجلسة قد إستعرضت من خلال محورها الأول ورقة عمل مقدمة من الأخ فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد الثقافية بعنوان " مدينة تعز فرادة المكان-عظمة الإنسان وجلال التاريخ" تناول فيها مميزات الموقع الجغرافي لمدينة تعز ومراحل نموها وتوسعها والتركيب الوظيفي والسكاني وعبق التاريخ فيها. فيمااستعرض المناضل الشاعر إبراهيم الحضراني في ورقته المعنونة ب " دور الأحرار من خلال تعز من بداية ولاية أحمد حميد الدين للعهد الذي سعى إلى إسكات الأصوات الداعية إلى التحرر والتطور والإنفتاح، ووصل به الأمر إلى جمع الات الطرب من سائر انحاء المدينة وأعلن الهجوم على العصريين بادعاءات باطلة بقوله أنهم هاجمون الدين الحنيف، ما جعل الكثير من الأحرار يفرون الى عدن حيث دخلت القضيةمعركتها الحقيقية واصبح لهم كيان منظما واصلوا من خلاله النضال بدءا بالتخلص من الامام يحيى عام 1948م مرورا بحركة الضباط في تعز عام 1955 م وصولاً الى يوم 26 من سبتمبر عام 1962م يوم إعلان الثورة اليمنية الخالدة. من جانبه أشار الأخ أحمد صالح حاجب في ورقته إلى دور مدينة تعز في احتضان مناضلي الثورة اليمنية وانخراط أبنائها في الدفاع عن الثورة. مؤكداً أن واحدية الثورة اليمنية تجلت بتفاعل كل أبناء اليمنية، كما أن المدن اليمنية ومنها عدنوتعز وفرت الحماية للثوار والمناضلين. وكان الأخ رئيس مجلس الوزراء قد أفتتح معرض الصور المشترك الذي تنظمه دائرة التوجيه المعنوي ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة على هامش أعمال الندوة. وجسد المعرض من خلال الصورة الفوتوغرافية واللوحات الزيتية الواقع المؤلم الذي كان يعيشه أبناء اليمن في ظل الحكم الامامي بعيداً عن كل مقومات الحياة الأنسانية الكريمة منعزلاً عن محيطه الإقليمي والدولي . كما ترصد الصور مراحل الإعداد للثورة ومسيرة الكفاح المسلح والادوار البارزة للمناضلين في الدفاع عن الثورة وحمايتها ، وما بذل من جهود للتخلص من الثالوث الرهيب الفقر والجهل والمرض. كما يضم المعرض صوراً لمدينة تعز تقارن بين ما كانت عليه قبل عام 1962م وماشهدته من تطور منذ قيام الثورة أسوة بغيرها من مدن ومناطق اليمن في مختلف مناحي الحياة. سبأنت