وأكدوا أن هذا الحكم يأتي باتفاق جميع المذاهب كحق مطلق للدولة ولا يجوز لأحد سواء كان شخصا أم مؤسسة القيام بهذا الدور وفق ما أجمعت عليه كل المذاهب الإسلامية. حيث يؤكد الشيخ أنيس محمد الحبيشي مدير عام دائرة الوعظ والإرشاد بمحافظة عدن ان الأمر بالإشارة إلى أن الزكاة واجبة على كل مسلم ومسلمة وان بيت مال مسلمين ممثل بالحاكم له الحق في تحصيلها وتصريفها على الفقراء والمحتاجين المسلمين، وكذا توظيفها عبر مشاريع إنمائية تعود بالخير على المسلمين. وأوضح الشيخ الحبيشي أن الوالي العام في أي بلد إسلامي ممثلا لرئيس أو الملك هو الذي له حق تخويل من ينوبه في تحصيل الزكاة ورفدها إلى خزينة الدولة".. معتبرا أن توفير حاجات المجتمع بشرائحه المختلفة من غذاء ودواء وتعليم وصحة وثقافة ورياضة تجد طريقها إلى النور بكل سهولة إذا ما كان بيت مال المسلمين قويا من حيث رفده بالزكاة. ويلفت الشيخ الحبيشي إلى أن بيت مال المسلمين إذا ماكان فقيرا وكانت الزكاة توزع عشوائيا فإن الإصلاح في المجتمع يظل مختلا دون إستراتيجية تحدد ملامح رسم منحنيات النمو. من جانبه أكد العلامة احمد حمود الشيخ احد علماء المحويت ان الزكاة تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء ويعتبر ادائها للدولة واجب ديني. وأوضح ان للدولة الحق شرعا وقانونا في جمع أموال الزكاة وتوزيعها في مصارفها لشرعية ما يعني أهمية أن يقبل الناس على إعطائها للجهات الرسمية المخولة بهذا الأمر. فيما يعتبر الشيخ عبدالرحمن مكرم أمام وخطيب الجامع الكبير بالحديدة، أحقية الدولة في جباية الزكاة أن الدولة أو ولي الأمر إذ شرع بطلب الزكاة بل تسليمها إليه فوراً وتبرئ ذمة المزكي منها كون الدولة مسئولة عن جميع فئات الشعب. ويشير الشيخ مكرم إلى أهمية أن تتوفر لدى الدولة كل الوسائل المحققة لمطالب الأمة ومن أهمها وسائل تحصيل الزكاة وجمعها وطرق صرفها في مصارفها الشرعية. ويؤكد الدكتور عبدالله الوقع رئيس قسم علوم القرآن الكريم في كلية التربية بالمحويت أهمية دور الموارد الزكوية في احداث أثرا إيجابي ملموس فيما يتصل بتحقيق الرعاية الاجتماعية للفقراء ومكافحة الفقر وتوفير مشاريع التنمية و الدور الذي لا يمكن لاحد القيام به سوى الدولة. ويشدد الدكتور الوقع على وجوب تسليم الزكاة إلى الجهات الرسمية والمعنية بتحصيل وجباية الزكاة .. مشيرا إلى ضرورة أن يتعاطى جميع العلماء والمرشدين خطباء المساجد ووسائل الإعلام بجدية واهتمام في اتجاه توعية الناس بأهمية اداء فريضة الزكاة إلى الجهة المعنية والقيام بشرح وتوضيح الإنعكاسات المترتبة على ذلك فيما يتصل بتحقيق التكامل الاجتماعي وتحقيق الألفة والمحبة وتعزيز اواصر المجتمع.