وقال إن الحماس والتفاعل الكبيرين اللذين عبرت عنهما المجالس الأعضاء يدل على أن رابطتنا تؤسس نفسها ككيان إقليمي هام يعبر عن آمال وتطلعات شعوبنا إلى إقامة شراكة وتعاون حقيقيين فيما بين دولها يجسد القيم والمعايير التي اشتمل عليها النظام الأساسي للرابطة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأخ رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة في افتتاح أعمال الاجتماع الثاني لمجلس الرابطة صباح اليوم الأربعاء بمقر المجلس بصنعاء والذي يشارك فيه رؤساء مجالس ووفود برلمانية من ثمانية عشر بلداً عربياً وإفريقيا. وعبر الأخ عبد العزيز عبد الغني عن سروره بانعقاد هذا الاجتماع للمرة الثانية بمقر مجلس الشورى ، ناقلاً تحيات فخامة الأخ الرئيس/علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وتمنياته الطيبة للاجتماع بالتوفيق والنجاح، وحرصه الشديد على أن تمضي الرابطة في مسيرتها الهادفة إلى إيجاد إطار فاعل من التعاون الإقليمي بين البلدان العربية والإفريقية، يستنهض كل مقومات التكامل والشراكة السياسية والاقتصادية والثقافية التي يزخر بها هذا الفضاء الجغرافي الهام على الخارطة الدولية. وقال إن اهتمام فخامته بهذا الاجتماع ينبع من إيمانه العميق بالقيم العظيمة التي تعمل من أجلها وتجسدها الرابطة، وتعبر في مجملها عن النهج الذي اختارته اليمن منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، طريقاً إلى المستقبل ، وهو نهج ديمقراطي يقوم على مبدأ التعددية السياسية والحزبية ويمارس الشعب من خلاله حقه في إدارة شئونه من خلال الانتخابات العامة ومن خلال ممثليه في المجالس البرلمانية والمحلية، ومن خلال الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي يزيد عددها اليوم عن أربعة آلاف جمعية ومنظمة. مشيراً إلى أن الديمقراطية وحقوق الإنسان والالتزام بالمعايير الأساسية للحكم الرشيد، وتمكين المجتمع المدني من أداء دوره كشريك في العمل السياسي والتنموي والعناية بالدور الهام للمرأة هي اليوم ثوابت راسخة في نهج اليمن ونظامها السياسي . وأوضح رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة أن انتهاج اليمن هذا النهج ينبع من قناعة ذاتية تامة، متحررة من أي إملاء أو تدخل من الخارج. وقال إن اليمن يحرص في الوقت نفسه على التعبير عن إيمانه العميق بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي بلد، وبأن من حق أي بلد أن ينهج الأسلوب الذي يختاره لنظام الحكم بدون أية إملاءات تأتي من الخارج، وإحترام حرية وسيادة كل البلدان وحقها في تسيير شئونها بنفسها، كما وترفض اليمن سياسة الهيمنة، ومحاولات أي فئة كانت الاستقواء بالخارج. مشيراً إلى اهتمام القيادة السياسية لبلادنا بالدور البارز الذي باتت تؤديه الدبلوماسية البرلمانية في بناء العلاقات بين الدول والشعوب، وهي لذلك تنظر بكل تقدير للخطوات التي نتخذها من خلال هذه الرابطة. وبعد ذلك قرأ السيد ليفينوس أسوجي الأمين العام لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي تقرير الأمانة العامة والذي تضمن تفاصيل تتعلق بالمهام التي اضطلعت بها منذ انطلاق نشاطها في مايو الماضي وبعد أن تم التوقيع مع الحكومة اليمنية على اتفاقية المقر . وفي هذا الصدد أعرب أسوجي عن تقدير الأمانة العامة للرابطة للدعم الذي قدمه اليمن لاستضافة الأمانة العامة وتوفير المقر والتجهيزات. وقال أمين عام الرابطة في تقريره إن اليمن بذل ما في وسعه من أجل ضمان نمو وازدهار الرابطة وفتح آفاق واسعة أمام الأمانة العامة لكي تقوم بمهامها على النحو الذي يحقق مبادئ وأهداف الرابطة. وتضمن تقرير أمين العام الرابطة مقترحات بشأن خطة عمل الأمانة العامة للعام القادم 2006م، بالإضافة إلى ملاحظات لأمانة العامة حول التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة الإفريقية والعربية خلا الفترة المنصرمة . وأشتمل التقرير إيضاحات للمراجعات التي أجرتها الأمانة العامة للنظامين الداخلي والأساسي للرابطة والتعديلات الطفيفة التي اقترحتها فيهما، كما أشتمل تقريرالأمين العام على إيضاح بشأن الجانب المالي . ومن المقرر أن يقف الاجتماع على مدى يومين أمام جملة من الموضوعات المتصلة بتطوير وتنشيط أداء الرابطة وأمانتها العامة ، ومن بين تلك الموضوعات مناقشة أوراق العمل المقدمة من المجالس الأعضاء ، ومناقشة وإقرار تقرير الأمين العام والتعديلات المقترحة على النظامين الداخلي والأساسي وإقرارها، وكذا مناقشة مشروع الميزانية وإقرارها، بالإضافة إلى إقرار مقترح المساهمات في الميزانية ، فضلاً عن إقرار برنامج أنشطة الأمانة العامة للعام المقبل ، وتحديد موعد مؤتمر الرابطة القادم الذي ستستضيفه مملكة البحرين، بالإضافة إلى الوقوف أمام أهم التطورات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية وكذا إقرار البيان الختامي . ويشارك في هذا الاجتماع رؤساء وممثلون عن مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة لها في افريقيا والعالم العربي الثمانية عشرالأعضاء بالرابطة وهي : الأردن، السعودية، قطر، الجزائر، المغرب،مصر،البحرين،وعمان،جنوب إفريقيا، مدغشقر، ناميبيا، نيجيريا، إثيوبيا، بوتسوانا، وليسوتو، اليمن ، بالإضافة إلى حضوركل من السودان وتونس بصفة مراقب .. حضر الجلسة الافتتاحية عدد سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدون لدى بلادنا. وكان رئيس مجلس الشورى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى عبر عن ترحيبه الكبير بمشاركة جمهورية السودان والجمهورية التونسية الشقيقتين في هذا الاجتماع، وأعرب عن ثقته بأن وجودهما في الرابطة سيشكل إضافة هامة للمكانة التي تحتلها رابطتنا إفريقياً وعربياً. كما عبر عن شكره وتقديره لمجلس الشورى بمملكة البحرين الشقيقة الذي أبدى رغبته في استضافة المؤتمر الثاني للرابطة، وقال إن ذلك يعبر عن الاهتمام الذي يبديه مجلس الشورى البحريني ومملكة البحرين بهذه الرابطة وبدورها المحوري في خدمة العلاقات العربية الإفريقية. ولفت الأخ عبد العزيز عبد الغني إلى الدلالة التي يمثلها انطلاق نشاط الأمانة العامة للرابطة من مقرها بصنعاء منذ إبريل الماضي .. وقال إن ذلك يشكل أهمية بالغة في هذه المرحلة من مسيرة رابطتنا في اتجاه استكمال البنية المؤسسية للرابطة، مشيداً بالدور الذي قام به الأمين العام ومساعديه. لكنه أوضح بأنه لا زال أمام الأمانة العامة الكثير مما يتعين عليها عمله، لتمارس دورها وتقوم بمهامها بفعالية أكبر خلال الفترة القادمة، وهو ما يتطلب الوقوف بإيجابية أمام مقترحات التي تقدم بها الأمين العام من أجل مساعدة الأمانة العامة على النهوض بدورها على النحو الذي يحقق مصالح وتطلعات المجالس الأعضاء في الرابطة. داعياً الجميع إلى تقديم المقترحات المناسبة والعملية المحفزة لدور الرابطة، بحيث يمكن تقديمها ومناقشتها في هذا الاجتماع وفي الإجتماعات والمؤتمرات القادمة للرابطة، منوهاً في هذا الصدد بالمبادرة التي تضمنتها ورقة الأخ مصطفى عكاشة رئيس مجلس المستشارين في المملكة المغربية والتي خص بها هذا الاجتماع. وتطرق رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة في كلمته إلى التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، مشيراً في ا الصدد إلى أن الأحداث التي يشهدها عالمنا اليوم تضعنا أمام صورة غير مرضية، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى أن يستشعر المجتمع الدولي بدوله ومنظماته مسئولياته تجاه الأحداث المأساوية التي تفرزها الصراعات والحروب وبالأخص تلك التي تشهدها المنطقة الأقرب لنا منطقة الشرق الأوسط. وقال إن الشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت وطأة احتلال شديد القسوة يصادر الحقوق والحريات، ويعيق العملية السلمية التي يفترض أن تقود إلى إقامة دولة فلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية ولخارطة الطريق، بل أنه يتمادى في بطشه وإرهابه ويمضي في تضييق الخناق على ملايين الفلسطينيين إقتصادياً ومعيشياً. معتبراً أن المستقبل الآمن لدول وشعوب المنطقة، وللعالم بأسره والمفعم بالازدهار الاقتصادي وبقيم الحرية والديمقراطية،سيظل بعيد المنال إذا لم يبدِ العالم اهتماماً أكبر بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبعودة الأراضي السورية واللبنانية التي تحتلها إسرائيل، قدر اهتمامه بإزالة كل بؤر التوتر التي تشهدها العديد من المناطق الأخرى في العالم. وأشار إلى الأحداث الجارية في العراق وإلى مشكلة الاحتلال الأجنبي لهذا البلد وإلى مناخ العنف الذي أفرزه، وقال إن ذلك يضيف بعداً جديداً للتوتر في المنطقة تبرز معه الحاجة الملحة إلى الإسراع في إنهائها من خلال الحل السياسي الذي يكفل مشاركة كافة أطياف الشعب العراقي في صياغة مستقبلهم في إطار الوحدة الوطنية ووحدة وسيادة أراضي العراق، وبما يضمن الهوية العربية ولإسلامية لهذا البلد ويؤدي إلى إنهاء الاحتلال الأجنبي له. وحيا رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة بشائر السلام الآتية من السودان، والذي أنهى لتوه حقبة من الصراع المسلح بين شماله وجنوبه، وشكل حكومة وحدة وطنية ستضع هذا البلد الشقيق بدون شك على أعتاب مرحلة جديدة من التطور والازدهار والأمن والاستقرار. كما أشاد بالخطوات الإيجابية التي تحققت على صعيد إنهاء العنف في إقليم دار فور من خلال الحوار الذي يرعاه الإتحاد الإفريقي، وأكد على أن إنهاء هذا العنف ينبغي أن يتم على أساس إيمان كافة الأطراف وبالذات المنظمات المسلحة في الإقليم بوحدة السودان وأمنه واستقراره. وبشأن الوضع في الصومال أكد رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة أن الوضع لا يزال بحاجة إلى اهتمام أكبر من قبل المجتمع الدولي ودعم الجهود التي تبذلها دول الجوار الإقليمي لإحلال السلام فيه، ودعم العملية السياسية والخطوات التي جرى إنجازها باتجاه استكمال بناء مؤسسات الدولة الصومالية، مشيداً بالمبادرات والجهود التي تبذل في هذا الإطار، وفي المقدمة ماتبذله الجمهورية اليمنية في هذا الخصوص. ولفت رئيس مجلس الشورى إلى الأحداث والتطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الموريتانية الإسلامية، العضو المؤسس في الرابطة.. مشيدأً بالمسئولية العالية التي أظهرها الشعب الموريتاني تجاه تلك الأحداث. وقال إذا كان مجلس الشيوخ الموريتاني قد تغيب عن اجتماعنا هذا فإننا نتوقع مشاركته في الاجتماعات المقبلة للرابطة بمشيئة الله تعالى، ولقد تلقينا تأكيدات بذلك من السلطة الجديدة التي عبرت عن رغبتها في الإبقاء على عضويتها في الرابطة واستعدادها للإيفاء بكافة الالتزامات المترتبة عليها تجاه هذه العضوية. وبشأن قضية الإرهاب، اعتبر رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة بأن المجالس والدول الأعضاء في الرابطة معنية بتأكيد مواقفها الثابتة من هذه الظاهرة، وإيمانها بأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهتها واستئصالها. وقال إنه ومن منطلق الحرص على احتواء هذا الظاهرة والحيلولة دون أن تكون سبباً في إبقاء العلاقات الدولية متوترة حاضراً ومستقبلاً، فإننا نؤكد على الحاجة الماسة والضرورية إلى عقد مؤتمر دولي لمناقشة هذه الظاهرة الخطيرة ومعرفة أسبابها وطرق معالجتها ووضع تعريف واضح ودقيق له، يفرق بين الإرهاب بما فيه إرهاب الدولة وبين المقاومة المشروعة للشعوب لنيل حريتها واستقلالها، وعدم إلصاقه بدين أو جنس أو ثقافة. وفي سياق عرضه لمشكلة الفقر التي يعاني منها العديد من الدول الأعضاء في هذه الرابطة، أوضح رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة بأن الديون التي ترزح تحت وطأتها هذه البلدان قد ضاعفت من معاناتها، بسبب ما تستنزفه خدمة الديون من مداخيل مالية محدودة. مؤكداً في هذا السياق على الحاجة إلى تعاون أعمق فيما بيندول الرابطة لمواجهة هذا التحدي الاقتصادي الكبير والعمل معاً من أجل إسقاط تلك المديونيات مع فوائدها، مع تأكيد المطالبة من الدول الغنية التي التزمت بتقديم المساعدة للدول الأشد فقراً بأن تأخذ بعين الاعتبار كذلك حاجة الشعوب الفقيرة إلى المعرفة وإ متلاك التكنولوجيا وتوطينها باعتبار ذلك كفيل باجتثاث الفقر وتوفير فرص حياة أفضل لتلك الشعوب، بالإضافة إلى مطالبتها بتوجيه جزء من المساعدات التي تقدمها للقضاء على الأمراض المستعصية.