رحب الأخ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى رئيس مجلس رابطة مجالس الشيوخ والشورى في أفريقيا والعالم العربي بمشاركة جمهورية السودان والجمهورية التونسية الشقيقتين في الاجتماع الثاني لمجلس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي الذي بدأ اعماله اليوم بصنعاء بمشاركة ممثلين عن 18 دولة ، وأعرب عن ثقته بأن وجودهما في الرابطة سيشكل إضافة هامة للمكانة التي تحتلها رابطتنا إفريقياً وعربياً. كما عبر عن شكره وتقديره لمجلس الشورى بمملكة البحرين الشقيقة الذي أبدى رغبته في استضافة المؤتمر الثاني للرابطة، وقال إن ذلك يعبر عن الاهتمام الذي يبديه مجلس الشورى البحريني ومملكة البحرين بهذه الرابطة وبدورها المحوري في خدمة العلاقات العربية الإفريقية. ولفت الأخ عبد العزيز عبد الغني إلى الدلالة التي يمثلها انطلاق نشاط الأمانة العامة للرابطة من مقرها بصنعاء منذ إبريل الماضي .. وقال إن ذلك يشكل أهمية بالغة في هذه المرحلة من مسيرة رابطتنا في اتجاه استكمال البنية المؤسسية للرابطة، مشيداً بالدور الذي قام به الأمين العام ومساعديه. لكنه أوضح بأنه لا زال أمام أمانة العامة الكثير مما يتعين عليها عمله، لتمارس دورها وتقوم بمهامها بدرجة عالية أكبر خلال الفترة القادمة، وهو ما يتطلب الوقوف بإيجابية أمام مقترحات التي تقدم بها الأمين العام من أجل مساعدة الأمانة العامة على النهوض بدورها على النحو الذي يحقق مصالح وتطلعات المجالس الأعضاء في الرابطة. داعياً الجميع إلى تقديم المقترحات المناسبة والعملية المحفزة لدور الرابطة بحيث يمكن تقديمها ومناقشتها في هذا الاجتماع وفي الاجتماعات والمؤتمرات القادمة للرابطة، منوهاً في هذا الصدد بالمبادرة التي تضمنتها ورقة الأخ مصطفى عكاشة رئيس مجلس المستشارين في المملكة المغربية والتي خص بها هذا الاجتماع. وتطرق رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة في كلمته إلى التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الأحداث التي يشهدها عالمنا اليوم تضعنا أمام صورة غير مرضية، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى أن يستشعر المجتمع الدولي بدوله ومنظماته مسئولياته تجاه الأحداث المأساوية التي تفرزها الصراعات والحروب وبالأخص تلك التي تشهدها المنطقة الأقرب لنا منطقة الشرق الأوسط. وقال إن الشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت وطأة احتلال شديد القسوة يصادر الحقوق والحريات ويعيق العملية السلمية التي يفترض أن تقود إلى إقامة دولة فلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية ولخارطة الطريق، بل انه تمادى في بطشه وإرهابه ويمضي في تضييق الخناق على ملايين الفلسطينيين معتبراً أن المستقبل الآمن لدول وشعوب المنطقة وللعالم بأسره والمفعم بالازدهار الاقتصادي وبقيم الحرية الديمقراطية، ظل بعيد المنال إذا لم يبدِ العالم اهتماماً أكبر بإنهاء معاناة الشعب فلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وبعودة الأراضي السورية واللبنانية التي تحتلها إسرائيل، قدر اهتمامه بإزالة كل بؤر التوتر التي تشهدها العديد من المناطق الأخرى في العالم. وأشار إلى الأحداث الجارية في العراق وإلى مشكلة الاحتلال الأجنبي لهذا البلد وإلى مناخ العنف الذي أفرزه، وقال إن ذلك يضيف بعداً جديداً للتوتر في المنطقة تبرز معه الحاجة الملحة إلى الإسراع في إنهائها من خلال الحل السياسي الذي يكفل مشاركة كافة أطياف الشعب العراقي في صياغة مستقبلهم في إطار الوحدة الوطنية ووحدة وسيادة أراضي العراق، وبما يضمن الهوية العربية لهذا البلد ويؤدي إلى إنهاء الاحتلال الأجنبي له. وحيا رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة بشائر السلام الآتية من السودان، والذي أنهى لتوه حقبة من الصراع المسلح بين شماله وجنوبه، وشكل حكومة وحدة وطنية ستضع هذا البلد الشقيق بدون شك على أعتاب مرحلة جديدة من التطور والازدهار والأمن والاستقرار. كما أشاد بالخطوات الإيجابية التي تحققت على صعيد إنهاء العنف في إقليم دارفور من خلال الحوار الذي يرعاه الإتحاد الإفريقي ، وأكد على أن إنهاء هذا العنف ينبغي أن يتم على أساس إيمان كافة الأطراف وبالذات المنظمات المسلحة في الإقليم بوحدة السودان وأمنه واستقراره. وبشأن الوضع في الصومال أكد عبدالعزيز عبدالغني أن الوضع لا يزال بحاجة إلى اهتمام أكبر من قبل المجتمع الدولي ودعم الجهود التي تبذلها دول الجوار الإقليمي لإحلال السلام فيه، ودعم العملية السياسية والخطوات التي جرى إنجازها باتجاه استكمال بناء مؤسسات الدولة الصومالية ، مشيداً بالمبادرات والجهود التي تبذل في هذا الإطار، وفي المقدمة ماتبذله الجمهورية اليمنية في هذا الخصوص. ولفت رئيس مجلس الشورى إلى الأحداث والتطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الموريتانية الإسلامية، العضو المؤسس في الرابطة ، مشيدأً بالمسئولية العالية التي أظهرها الشعب الموريتاني تجاه تلك الأحداث. وقال إذا كان مجلس الشيوخ الموريتاني قد تغيب عن اجتماعنا هذا فإننا نتوقع مشاركته في الاجتماعات المقبلة للرابطة بمشيئة الله تعالى، ولقد تلقينا تأكيدات بذلك من السلطة الجديدة التي عبرت عن رغبتها في الإبقاء على عضويتها في الرابطة واستعدادها للإيفاء بكافة الالتزامات المترتبة عليها تجاه هذه العضوية. وبشأن قضية الإرهاب، اعتبر رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة بأن المجالس والدول الأعضاء في الرابطة معنية بتأكيد مواقفها الثابتة من هذه الظاهرة وإيمانها بأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهتها واستئصالها. وقال إنه ومن منطلق الحرص على احتواء هذا الظاهرة والحيلولة دون أن تكون سبباً في إبقاء العلاقات الدولية متوترة حاضراً ومستقبلاً، فإننا نؤكد على الحاجة الماسة والضرورية إلى عقد مؤتمر دولي لمناقشة هذه الظاهرة الخطيرة ومعرفة أسبابها وطرق معالجتها ووضع تعريف واضح ودقيق له، يفرق بين الإرهاب بما فيه إرهاب الدولة وبين المقاومة المشروعة للشعوب لنيل حريتها واستقلالها، وعدم إلصاقه بدين أو جنس أو ثقافة. وفي سياق عرضه لمشكلة الفقر التي يعاني منها العديد من الدول الأعضاء في هذه الرابطة، أوضح رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة بأن الديون التي ترزح تحت وطأتها هذه البلدان قد ضاعفت من معاناتها، بسبب ما تستنزفه خدمة الديون من مداخيل مالية محدودة. مؤكداً في هذا السياق على الحاجة إلى تعاون أعمق فيما بين دول الرابطة لمواجهة هذا التحدي الاقتصادي الكبير والعمل معاً من أجل إسقاط تلك المديونيات مع فوائدها، مع تأكيد المطالبة من الدول الغنية التي التزمت بتقديم المساعدة للدول الأشد فقراً بأن تأخذ بعين الاعتبار كذلك حاجة الشعوب الفقيرة إلى المعرفة وإلى امتلاك التكنولوجيا وتوطينها باعتبار ذلك كفيلا باجتثاث الفقر وتوفير فرص حياة أفضل لتلك الشعوب، بالإضافة إلى مطالبتها بتوجيه جزء من المساعدات التي تقدمها للقضاء على الأمراض المستعصية.