مضيفة: كما انه كان بالنسبة لنا في اليمن المحطة التي توجت مسيرة نضالنا الوطني من أجل التحرر والانعتاق من ربقة النظام الإمامي الكهنوتي والاستعماري البغيض، والنافذة المشرعة التي انطلقت من خلالها الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر صوب ترجمة أهدافها ومبادئها على أرض الواقع وتجاوز كل الصعاب والتحديات التي ظلت تستهدف توهجها وديمومة عطائها السخي في ميادين البناء والإنجاز. واكدت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم ان احتفالات شعبنا اليمني اليوم بالعيد ال38 للاستقلال الوطني الذي يأتي تواصلاً لاحتفالاتنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة (سبتمبر وأكتوبر) اقترن هذا العام بتدشين العديد من المنجزات الاستراتيجية والضخمة في مختلف قطاعات التنمية، وكذا مع ما يشهده الوطن من تحولات سياسية وديمقراطية واجتماعية على طريق البناء الحضاري لليمن الجديد، الناهض والمزدهر. واشارت الى ان ما يميز حدث الثلاثين من نوفمبر، الذي كان محصلة لتضحيات غالية وجسيمة قدمها أبناء شعبنا على دروب الثورة والحرية والاستقلال، أنه شكل قاعدة الارتكاز التي استلهمت منها شعوب الأمة العربية والإسلامية المسار الصحيح وبواعث التطوير والتجديد والتحديث، حيث ظهرت أفكار النهضة ودعواتها التي مهدت للأمة الدخول في طور جديد من رد الفعل على حقب الهيمنة والتخلف التي فرضها الاستعمار على أوطانها، بعد أن حاول تكريس مزاعمه بأن الهدف الرئيسي الذي جاء من أجله إلى تلك البلدان إنما هو لتحديثها وتخليصها من التخلف وإنقاذها من شبح التراجع والانهيار.. إلى غير ذلك من التعليلات والمبررات والمسوغات التي اتخذت صيغاً كثيرة إمعاناً في المكر وإيغالاً في الخديعة وتأكيداً على سوء النية والمقصد. ونوهت الى ان هذه الثورة قد بلغت مراميها رغم الكثير من المصاعب والعقبات، أمكن التغلب على تلك التحديات الجسام بفضل الرجال المخلصين والشرفاء من أبناء هذا الوطن الذين يأتي في طليعتهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، الذي استطاعت الثورة في عهده ترجمة كل مبادئها، حيث أمكن إعادة تحقيق وحدة الوطن في ال22 من مايو عام 1990م، ولم شمل الأسرة اليمنية الواحدة، وإعادة الاعتبار لتاريخ شعبنا، وهو الفعل والإنجاز والحلم العظيم الذي لم يأت نتاج حالة من التمني والأمنيات، بل كان حصيلة جهود مضنية وإرادة قوية وواعية بحقائق العصر ودروس وعبر الماضي ومتطلبات الحاضر وطموحات المستقبل.. ذلك أن وطننا بدون الوحدة والتخلص من ظروف التشطير والتشرذم والانقسامات الداخلية، لم يكن ليتأتى له الانتقال إلى بر الأمان وشواطئ الاستقرار واستشراف واقع المتغيرات التي يمر بها عالم اليوم، وما تموج به من تحديات عاصفة كان يستحيل علينا مواجهتها في ظل واقع التشطير ومناخات عدم الاستقرار التي كانت تحيط بالساحة اليمنية.