وبوقفه تأمل لمؤشرات تلك النجاحات التي أحرزتها هذه الثورة لابد وأننا الذين سنتوقف عند أرقام لافتة للانتباه فكما اشار الاخ الرئيس علي عبدالله صالح فقد مثلت هذه الثورة جسرا لانتقال الوطن اليمني بين زمنين وواقعين متباينين لامجال للمقارنة بينهما .. بين عهود الظلام والاستبداد والطغيان والقهر والحرمان والتخلف وبين عهد الحرية والديمقراطية والعدالة والانفتاح والتقدم والازدهار فقد ارست الثورة بأهدافها الخالدة وتضحيات مناضليها وشهدائها الأبرار شروط وعوامل التحول النوعي للوطن من كيان معزول متقوقع في شرنقة الإمامة والاستعمار ودياجير التخلف والظلم والتمزق المريع إلى كيان حي متجدد تزدهر في رحابه قيم وطنية وانسانية ومعطيات حضارية معاصرة. وقد جرت هذه الثورة التحديثية تحت عنوان (التجديد المستمر) وهي التي تنتهج سبيل الرؤية المستقبلية في التخطيط والتنفيذ وإقامة وإنجاز مشروعاته الخدمية والإنمائية. ويظل الانسان عماد ثورة البناء العصري كما كان هدف ووسيلة ثورة التنمية التي قاد مسيرتها وإنجازاتها الشاملة الاخ الرئيس علي عبدالله طوال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وهي التي تتقدم الآن في الاتجاه المستقبلي وفق منظور استراتيجي ترتسم معالمه الانمائية على امتداد ربع قرن قادم بما يحمله ذلك من معان في غاية الأهمية والدلالة لعل أهمها مايؤكد على ان تطورا غير عادي تحقق في الفكر والأداء الإنمائي سمح بامتلاك ناصية الرؤى والتقديرات وكذا القدرات العملية والتنفيذية على استنطاق التطلعات الوطنية وترجمتها إلى برامج واقعية. وفي ذلك ايضا مايدل على التمكن من الأساليب والوسائل الاستباقية للزمن وللمتغيرات والتطورات المحتمل قدومها وحصولها وكأننا أمام عملية تنموية وقائية من مختلف التقلبات. وفي هذا السياق شهدت بلادنا طوال الأعوام والمراحل الماضية من تاريخ المسيرة السبتمبرية والأكتوبرية ثورة تعليمية بلغت ذراها في العقدين الأخرين استهدفت تحرير العقل اليمني من الخرافات وثقافة التقوقع والتخلف وتزويده بإشعاعات التفكير العلمي وبما يحرر الانسان اليمني من أدران التردد والسلبية واعداده ليصبح شريكا ذا إسهام ودور معتبر في صنع القرار السياسي وفي تحقيق المنجز الإنمائي معا. وفي ضوء ذلك صار من المتاح ان نستدل على مبدأ الشراكة كمنطلق للمسيرة الجديدة لثورة التحديث التي يقودها فخامة الاخ الرئيس من خلال مايتم ايلاؤه لمسألة البناء التنموي والذي شهدنا يوم امس جزءاً من تفاصيله من خلال ماتم افتتاحه من المشاريع الانمائية والخدمية في محافظة عدن . وعلى هدى العصر... عصر العلم والتكنولوجيا تنتظم وتتكامل مختلف الجهود الوطنية في اتجاه العمل من أجل بناء وتأمين المستقبل اليمني الافضل. وتتزود المهمة الحضارية لهذا النهج التجديدي بعناصر وأسباب المقدرة على التفاعل بل التعامل مع معطياته وتحدياته من النبع الدافق بالحيوية الذي تمتاز به هذه المرحلة والتي تسعى الى توظيف كل المكونات والمقدرات في صالح الانطلاق بثورة التحديث نحو الغايات الوطنية الكبرى في التطور والتقدم وتحقيق الازدهار الشامل. *26 سبتمبر وتحت عنوان الثورة المتجددة كتب اللواء الركن/ محمد علي القاسمي رئيس هيئة الاركان العامة تكون سماء الوطن اكثر صفاءً وضحاها اكثر إشراقاً مع كل إطلالة جديدة للثورة اليمنية من خلالها ينتثر الضوء على الأرجاء الواسعة في رحاب ربوع الوطن، ينير الدروب والمسالك التي عملت قوى التخلف والإستبداد والمستعمر الغازي الذي ينهب ولايهب ويغتصب الحقوق والحريات.. المستعمر والمستبد اللذان عملا بخط متساوٍ على تعزيز الجهل والتخلف والإفقار للشعب واستغلال مقدرات الوطن على نحو من الإستنزاف العابث. والحياة تتجدد في إطلالة المناسبة الغالية في رحاب السيرة النضالية المجسدة للكفاح العظيم الذي خاضته جماهير شعبنا من اجل التحرر من ثنائية الإستعمار والإستبداد، التي تكللت بالإنتصار الكبير للثورة اليمنية في «26سبتمبر 1962م و14أكتوبر 1963م» ومازالت السيرة النضالية مدداً داعماً للإستمرارية والحيوية والتجدد في الثورة اليمنية، بدلالات عميقة تتجسد من خلال تواصل مسيرة الثورة واتصالها التاريخي بماضيها الحضاري البعيد وحيويتها المتجددة الحاضرة واستشرافها للمستقبل بعيون آفاقها واسعة وتطلعات لاتحملها الأماني لانها تستند على أساسات قوية وتنطلق من عوامل جديرة بتحقيق التطلعات والطموحات المشروعة التي اصبحت استحقاقات يجب ان ننالها ونجني ثمارها ونحصدها لأنها جاءت ثمرة الإرث التاريخي لنضال شعبنا الذي كافح بجسارة حتى نال حريته واستقلاله وهي استحقاقات مشروعة تتوج ذلك النضال الطويل، وهي ايضاً استحقاقات للجهد المعاصر في ظل الزخم الثوري الناهض الذي انتقل من ثورة البندقية الى ثورة المعول ودوران عجلة البناء والتنمية والتقدم الى الأمام في عهد أتسم بإرادة الانجاز والانتصار لمبادئ واهداف الثورة اليمنية التي صارت حقائق مشهودة ومحسوسة وملموسة على أرض الواقع تتمثل في المنجزات والمكاسب التي تحققت الى الآن وخلقت الأرضية الخصبة لبنية استراتيجية مستقبلية ناهضة. هذا العهد لاشك انه العهد الذي نعيش حاضره العظيم في ظل قيادة رمز الوطن ووحدته فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي استطاع أن يخلق عهداً زاخراً بالعطاء والنماء والتقدم، قاهراً للتحديات محطماً عقدة العثرات والعقبات التي أحبطت تقدم شعبنا ووطننا ردحاً من الزمن، حيث كان الإنجاز ليس اكثر من خطاب هش، وتجاوز كل ذلك بخطاب الإنجاز والاعجاز العملي على أرض الواقع في الإدارة والمنشأة وبنية المجتمع وتحوله وتنميته، وخلق شخصية قوية للجمهورية اليمنية متفاعلة مع الحراك الدولي الاقليمي والعربي والعالمي، مما عكس حضوراً قوياً لبلادنا في المحافل الولية وباتت اليمن معلومة المكان والدور والموقف في الخارطة الدولية، وكل ذلك يعد من المكاسب الكبيرة التي صنعتها حكمة القائد وإرادته التي لم تنثني مما جعل الحديث في أي زمان ومكان عن الثورة اليمنية وعن اليمن لابد وان يشار الى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.. قائداً وزعيماً وحكمة وإرادة شجاعة. لذلك ونحن اليوم نعيش افراح الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» نجد انفسنا مشدودين الى عظماء الثورة وفرسانها من المناضلين الشجعان- أحياءً وشهداء وموتى- وعند تذكرهم فإنها لاشك ذكرى الخلود والوفاء والعرفان، والإعتزاز شموخاً بأدوارهم البطولية وكفاحهم من أجل الحرية وصناعة التاريخ المشرق للوطن اليمني.. وفي فرحة الانتصار بالثورة ها نحن نتواصل مع الفرحة الكبيرة بتجدد حيوية الثورة وهي تدلف ابواب العقد الخامس بمزيد من المنجزات والمكاسب.. ومزيد من الإجلال والإكبار للمناضلين الأوفياء، الذين ما انقطعت عنهم يد الوفاء السخية من فخامة الأخ الرئيس الذي يحمل بين حنانيه الوفاء والتقدير لكل من أسهم بفعل جميل من أجل الوطن. وما الاحتفالات بأعياد الثورة إلاّ نموذج من نماذج الوفاء والتقدير للمناضلين وللوطن.. واعتراف وتعريف بالمنجزات والمكاسب التي أصبحت تشكل ملحمة نضالية سطر خطوطها وشيّد بناها هذا العهد المشرق في ظل مسيرة الثورة التي سوف تظل حركة دائبة، وتشد رحالها دوماً الى المستقبل لأنها متجددة. سبانت