أكد الأخ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى على أهمية التعليم العالي باعتباره المقياس الأهم لمعرفة مستوى الحداثة التي يتمتع بها المجتمع. مشدداً على ضرورة توجيه المزيد من الدعم لهذا النوع من التعليم، في المستوى والنوعية وربطه بحاجة التنمية وبمتطلبات دعم وتقوية مجتمع المعرفة الذي هو اليوم الهدف، بل والطموح المشترك للإنسانية في عصرها الراهن. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأخ رئيس مجلس الشورى في افتتاح الاجتماع الأول للمجلس من دورة الانعقاد السنوية الأولى للعام الحالي 2006م، والمخصص لموضوع التعليم العالي والتنمية. وقال رئيس مجلس الشورى: لقد شكل التعليم أحد أهم الأهداف التي وضعتها الثورة اليمنية المباركة نصب عينها، ونجحت في تحقيقه كما يؤكد ذلك الواقع وتثبته المؤشرات ، فخلال أكثر من أربعين عاماً، حقق شعبنا نقلة هائلة في مجال التعليم، وكانت البداية من الصفر تقريباً. لافتاً إلى ما تحقق في هذا المجال مع وجود آلاف المدارس وتواصل عمليات البناء والإنشاء للمدارس والمعاهد في كل أنحاء البلاد، وحيث يستوعب المنجز منها ما يزيد عن خمسة ملايين طالباً وطالبة، ومع وجود سبع جامعات حكومية وعدد من الجامعات الخاصة، وهناك العشرات من المعاهد الفنية والمهنية في مختلف التخصصات. وأشار رئيس مجلس الشورى إلى ما تحقق في عهد فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح والذي مثلت فترة حكمه للبلاد أخصب الفترات التي تطور فيها التعليم ولازال وتعززت خلالها بنيته المادية بالمنشآت وبالإمكانيات الفنية والمادية الكبيرة. وقال رئيس مجلس الشورى إن المجلس إذ يخص التعليم بأولى اجتماعاته لهذا العام، ويختار التعليم العالي مرتبطاً بالتنمية، ليكون موضوعاً لهذا الاجتماع، فإنه بذلك يضع مناقشاته للتعليم في سياقها الموضوعي الصحيح، إذ لم يعد من الممكن الحديث عن التعليم وإعداد السياسات والخطط والاستراتيجيات الخاصة به في معزل عن المجال الذي ينبغي أن يتوجه بمخرجاته إليه. معتبراً أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي هذا المجال، والذي يجب أن يمثل المؤثر الأول في تحديد حجم ومستوى ونوع ما نحتاجه من تعليم أكاديمي عال أو فني أومهني. وأكد الأخ عبد العزيز عبد الغني على أهمية المناقشات التي سيجريها المجلس حول موضوع التعليم والتنمية بمشاركة المعنيين من الجانب الحكومي، داعياً إلى أن تتركز هذه المناقشات على الجوانب الجوهرية وأن يجري ترتيب الأولويات على النحو الذي يسهم في الخروج بنتائج تدعم توجهات الدولة والمجتمع ورغبتهما في جعل الصلة بين التعليم العالي أو الجامعي قوية بين هذا النوع من التعليم وبين ما تقتضيه متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وقال إن هناك حاجة ماسة لأن يسهم الجميع وخصوصاً المعنيين في تقييم واقع التعليم العالي واقتراح إجراءات من شأنها أن تحدث التحول المرجو في طبيعة ومضمون التعليم الجامعي، بما يتوافق مع متطلبات المرحلة، وعلى أهمية أن تتوجه مثل هذه الإجراءات نحو إعادة ترتيب الأولويات على مستوى المساقات العلمية للتغلب على الخلل الذي نلحظه اليوم، بحيث تتوزع المدخلات البشرية بشكل مدروس على مساقات علمية تطبيقية قادرة على تلبية حاجة المجتمع والتنمية من الكوادر الكفؤة والمؤهلة. 1422م وكان المجلس قد استهل اجتماعه بقراءة الفاتحة على روح الأخ عبدالملك إسماعيل محمد عضو مجلس الشورى الذي وافاه الأجل يوم أمس السبت. إلى ذلك قام الدكتور فضل أبو غانم رئيس لجنة التربية والتعليم بقراءة جانب من تقرير اللجنة حول التعليم العالي والتنمية والذي تضمن عرضاً لواقع التعليم العالي من خلال الوضع الراهن للجامعات اليمنية. وقد أجرى أعضاء المجلس مناقشات أكدت على أهمية العناية بقطاع التعليم العالي، وبضرورة إجراء عملية تقييم شاملة لكل الجامعات اليمنية التي تشكل قوام هذا القطاع، من حيث السياسات الأكاديمية وطبيعة الإمكانيات المتاحة. هذا وقد حضر الدكتور محمد هدايت نور وحيد رئيس المجلس الاستشاري الإندونيسي والوفد المرافق له والذي يزور اليمن حالياً جانباً من جلسة مجلس الشورى. وقد ألقى رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي كلمة أمام مجلس الشورى عبر فيها عن غبطته بزيارة اليمن، وقال إن مثل هذه الزيارة تجسد رغبتنا المشتركة في توطيد العلاقات بين المجلسين والبلدين الشقيقين. وتطرق إلى ما يجمع إندونيسيا واليمن من قواسم مشتركة لا تتوقف على الدين والتاريخ فقط ولكنها تعبر أيضاً عن التزامهما بقيم الشورى والديمقراطية والوحدة والسلام، ودعم القضايا العادلة للشعوب وفي المقدمة منها قضية الشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ونوه بالدور الذي يضطلع به مجلس الشورى في تعزيز مسيرة الديمقراطية في اليمن وبالتوجهات الإيجابية نحو ترسيخ هذه التجربة بما يحقق مصالح اليمن وشعبه. واثنى على التطور الذي تشهده اليمن في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح سياسياً واقتصادياً ، وعبر عن ارتياحه لما شاهده من نهضة في محافظتي حضرموت وعدن اللتين زارهما. وعبر عن تقديره للرعاية التي يحظى بها الطلبة الإندونيسيين في اليمن وعن ارتياحه للتقييمات الإيجابية التي سمعها من المسئولين حول مستوى الانضباط لدى الطلبة الإندونيسيين ورغبتهم في تحصل العلم والتزود بمنهج الوسطية. وجدد التعبير عن شكره لليمن حكومة وشعباً على الدعم الذي قدماه لضحايا كارثة تسونامي التي ضربت إقليم آتشيه الإندونيسي.. حضر الاجتماع الدكتور عبدالوهاب راوح وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور محمد يحيى الشرفي وزير الدولة لشئون مجلسي النواب والشورى والدكتور صالح باصرة رئيس جامعة صنعاء وعدد من وكلاء وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والمسئولين من الجامعات اليمنية. سبأنت