واصل مجلس الشورى مناقشته لموضوع التنمية البشرية في الجلسة التي عقدها أمس الإثنين برئاسة رئيس المجلس عبدالعزيز عبدالغني.. وفي جلسة أمس أجرى أعضاء مجلس الشورى مناقشات مستفيضة حول قضية التنمية البشرية على ضوء التقرير الذي أعدته لجنة الإصلاح الإداري والتأمينات والموارد البشرية بالمجلس، نوهوا خلالها بالتطورات الحاصلة في مجال التعليم بمختلف مستوياته. ولفت أعضاء المجلس إلى ما تضمنه البرنامج الانتخابي للأخ رئيس الجمهورية والذي أولى التعليم اهتماماً خاصاً متضمناً 14 نقطة على صلة بهذا القطاع الهام والحيوي.. داعين إلى توظيف المزيد من الاستثمارات للنهوض بالتعليم وتجويده كماً ونوعاً.. وفي هذا السياق أكد أعضاء مجلس الشورى ضرورة الارتقاء بالكادر التعليمي وعقد دورات تأهيل مستمرة للمعلمين والموجهين بهدف مواكبة التطورات التي يشهدها قطاع التعليم، وتفعيل الرقابة على المراكز التعليمية والمدارس على نشاط التوجيه. كما أكدوا الحاجة إلى ضرورة تجويد التعليم الفني كادراً ومنهاجاً بما يتواكب مع احتياجات سوق العمل، وتوجيه العناية كذلك إلى قطاع التعليم العام بما يكفل تحسين وجودة مخرجاته بما يلبي متطلبات التنمية ويذكي روح الإبداع والابتكار.. ودعت مناقشات أعضاء مجلس الشورى إلى توجيه الأنظار نحو البنية التحتية لمؤسسات التعليم، والأخذ بعين الاعتبار أهمية العناية باحتياجات هذه المؤسسات من المعامل والخبرات الفنية، وكل متطلبات العملية التعليمية..وشدد أعضاء المجلس على أهمية تفعيل آلية التقييم على أداء القطاعات التعليمية المختلفة بشكل سنوي وبما يسمح باتخاذ الإجراءات المناسبة للتطوير والتحسين والارتقاء بالتعليم في اليمن.. كما شددت المناقشات على أهمية تأمين الاستقلال المالي لقطاع التعليم العالي، والاهتمام بالإدارة المدرسية وتنميط المهام المدرسية ووضع برامج تأهيل فعالة في ثلاث مجالات أساسية، مثل برامج التدريب والإدارة المدرسية لتكون منظمة وهادفة، والاهتمام باللغتين العربية والإنجليزية، والتدريب في مجال الرياضيات.. وتحدث أمام المجلس وزير التربية والتعليم الدكتور عبد السلام الجوفي، ووزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور إبراهيم عمر حجري، وعميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية الدكتورة وهيبة فارع، ورئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم.. وقد أحاط وزير التربية والتعليم مجلس الشورى بالإجراءات التي اتخذتها وتتخذها الوزارة من أجل تطوير التعليم الأساسي والثانوي، وبالاستراتيجيات المعتمدة في هذا المجال.. مستعرضاً التحديات التي تواجه الوزارة وفي مقدمتها تشتت التجمعات السكانية مما يصعب عملية توفير خدمة التعليم في ظل هذا التشتت الجغرافي. وأشار وزير التربية والتعليم إلى الخطة التي اعتمدتها الوزارة من أجل ضمان التوازن الكمي والكيفي في مستوى خدمة التعليم المقدمة وقال: إن الخطة متوسطة وبعيدة المدى، وإن الوزارة تحرص على توفير البنية التحتية للتعليم من خلال بناء المدارس والتي يصل عدد المنجز منها سنوياً إلى 1200 مدرسة.. ونوه بأهمية الدور الذي يؤديه التعليم العالي والذي قال إنه وفر أكثر من 55 مليار ريال على الخزينة العامة للدولة.من جانبه استعرض وزير التعليم الفني والتدريب المهني أهم المؤشرات التي تحققت في هذا النوع من التعليم على ضوء الموجهات التي تضمنها البرنامج الانتخابي للأخ رئيس الجمهورية، موضحاً أن اليمن لديه اليوم 67 معهداً فنياً ومهنياً وخمس كليات مجتمع.. وأضاف إن عدد الملتحقين بالمعاهد الفنية والمهنية وكليات المجتمع يزيد عن خمسة وعشرين ألف طالب وطالبة، في حين يجري تنفيذ 79 مشروعاً تتضمن معاهد وكليات مجتمع بالإضافة إلى 24 مشروعاً لتوسيع وتطوير المؤسسات القائمة.. وأوضح وزير التعليم الفني والتدريب المهني أن هناك ثمانين تخصصاً يتم تقديمها عبر المعاهد وكليات المجتمع ، وأن شوطاً قد قطعته الوزارة لتوحيد الخطة الدراسية والمفردات لعدد 37 تخصصاً، وأن الوزارة تؤهل حالياً 350 من طلاب الدراسات العليا لرفد قطاع التدريس في التعليم الفني والمهني. . من جانبها أكدت عميدة المعهد الوطني للعلوم الإدارية الحاجة الى آليات واضحة لتنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بقطاع التعليم، وتوفير الإمكانيات المطلوبة لتطوير التعليم وكفالة استقلالية التعليم العالي.. معتبرة أن التنمية البشرية هي مسئولية مجتمع بأكمله. . فيما استعرض رئيس جامعة صنعاء التطورات التي تشهدها الجامعة على المستويين المؤسسي والأكاديمي .. مشيراً إلى أن الجامعة شكلت لجنة خاصة لتقييم المناهج، وأولت الجانب التكنولوجي أهمية خاصة، حيث تم إدخال مادة الحاسوب كجزء من المقرر الجامعي.. هذا وسيواصل مجلس الشورى مناقشاته للموضوع في الجلسة التي يعقدها يوم غد الأربعاء بمشيئة الله تعالى. وكان المجلس قد استمع إلى قراءة لمحضر جلسته السابقة وأقره.. حضر جلسة أمس من الجانب الحكومي: وزير التربية والتعليم الدكتور عبد السلام الجوفي، ووزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور إبراهيم عمر حجري، ونائب وزير الخدمة المدنية والتأمينات نبيل شمسان، ورؤساء جامعتي صنعاء الدكتور خالد طميم، والعلوم والتكنولوجيا الدكتور طارق سنان أبو لحوم، وعميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية الدكتورة وهيبة فارع، ووكلاء وزارات التخطيط والتعاون الدولي، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتعليم الفني والتدريب المهني، والصحة العامة والسكان، وعدد من عمداء الكليات والمعاهد أساتذة الجامعات اليمنية، والمسئولين في الجهات ذات العلاقة.