تشهد العلاقات اليمنية – الخليجية حراكاً ملموساً وتطورأ ملحوظأ, لا سيما بعد قرارات قمة ابو ظبي الخليجية في ديسمبر الماضي والتي وجه خلالها قادة دول مجلس التعاون الخليجي الصناديق الخليجية لتأهيل الاقتصاد اليمني للاندماج مع الاقتصاد الخليجي, وإسهامات الصناديق والحكومات الخليجية في خطط التنمية وفقا للتصورات التي سلمتها اليمن إلى قمة قادة مجلس التعاون الخليجي في ابو ظبي. وشكلت تلك الخطوة نقلة نوعية في التعاون الخليجي – اليمني ودفعة قوية باتجاه تعزيز التكامل الاقتصادي على طريق الشراكة الكاملة. وكون تأهيل الاقتصاد اليمني للاندماج في اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي يمثل احدى اهم اولويات التعاون بين اليمن ومجلس التعاون الخليجي أجرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) حواراً مع الأخ عبدالرحمن العطية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي.. الى الحور : سبأ : العلاقات اليمنية – الخليجية تشهد تطوراً متنامياً واليوم تعقد اللجنة الفنية لتحديد الاحتياجات التمويلية للجمهورية اليمنية اجتماعها الاول في مقر الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.. ماذا ستناقش اللجنة؟ العطية : اجتماع اللجنة الفنية لتحديد الاحتياجات التمويلية للجمهورية اليمنية هو الاول وسيناقش, كامل الاحتياجات التي يتقدم بها الجانب اليمني والمتعلقة بمشاريع تمويل البنية التحتية والخدمات بما فيها الصحة والتعليم, وسوف يستعرض اجتماع اللجنة الفنية احتياجات اليمن بمشاركة صناديق التنمية المشاركة في الاجتماع وتحديداً صندوق اوبك للتنمية والبنك الاسلامي للتنمية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي.. وبناء عليه سيتم وضع الخطة التي سيتم العمل بها وسوف ترفع هذه الخطة الى الاجتماع القادم لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزير الخارجية والمغتربين اليمني لاعتمادها وتقديمها الى المؤتمر الدولي للمانحين الذي ستتبناه دول مجلس التعاون وسيعقد في اليمن. سبأ : اليمن تطرح مقترح بانشاء صندوق خليجي لدعم التنمية وتاهيل الاقتصاد اليمني للاندماج في اقتصاديات دول مجلس التعاون .. كيف ترون ذلك؟ العطية: اليمن تطرح وثيقة باحتياجات تمويل مشاريعها التنموية والخدمية وأعني بالخدمية الصحة والتعليم وهذا ما تم الاتفاق عليه وهذه الوثيقة التي تسلمناها وعرضت على اللقاء المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون مع وزير الخارجية والمغتربين اليمني في الرياض في الاول من مارس الماضي ووجه وزراء الخارجية بتشكيل لجنة فنية تضم دول مجلس التعاون واليمن والصناديق الخليجية لبحثها بالتفصيل وعرضها عليهم في اجتماع مشترك تمهيداً لاعتمادها لتكون جاهزة لعرضها على المؤتمر الدولي للمانحين. سبأ: نفهم من هذا ان هناك وثيقة وليس انشاء صندوق ؟ العطية : الامور تسير في اطار برنامج مهم ومحدد المعالم والبعد الزمني وكل شيء سيكون جاهزاً وحاضراً متى ما انتهت اللجنة الفنية من اعمالها وسوف تعرض نتائج اجتماعات اللجنة على وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع وزير الخارجية والمغتربين. سبأ: هل ستناقش اللجنة دعم الاقتصاد اليمني ماليا ؟ العطية: ستناقش اللجنة وضع الأطر والخطة بما في ذلك برنامج التمويل للاحتياجات التمويلية للجمهورية اليمنية . سبأ: ما هي ابرز القضايا التي ستناقشوها مع الجانب اليمني خلال زيارتكم لصنعاء بعد ايام ؟ العطية : اقوم بزيارات تقليدية لليمن بدعوة من اليمن ونناقش كل شيء تقريبا بما فيها العلاقات بين مجلس التعاون واليمن والسبل الكفيلة بتعزيزها ودعمها في كافة المجالات انطلاقاً من الروابط الاخوية والعلاقات المتميزة التي تربط بين دول المجلس وشعوبها والجمهورية اليمنية والشعب اليمني الشقيق. وخلال الزيارة القادمة سيتم مناقشة اكثر من موضوع الى جانب متابعة التحضيرات بشأن عقد مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في اليمن المقرر انعقاده في عدن في نوفمبر المقبل والذي نقوم بالاعداد له في الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي مع الجانب اليمني والمؤسسات الخليجية المهتمة بالشان الاقتصادي والتجاري والصناعي والاستثمار, وسيدعى اليه رجال اعمال ومستثمرون من دول مجلس التعاون الخليجي ورجال اعمال يمنيين لبحث امكانيات الاستثمار في الجمهورية اليمنية وستعرض في هذا المؤتمر فرص استثمارية يمنية سيتم اعدادها من قبل الغرفة التجارية والصناعية اليمنيةوالغرف التجارية والصناعية في دول مجلس التعاون الخليجي. سبا: اليمن انضم الى منظمات خليجية هل هناك مقترحات بالمزيد من الانضمام لمنظمات خليجية اخرى ؟ العطية: اليمن انضم الى منظمات هامة في دول مجلس التعاون الخليجي هي مكتب التربية العربي لدول الخليج ومجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية ودورة كاس الخليج العربي لكرة القدم .. وهذه من المنظمات التي تستحوذ على اهتمام قادة دول مجلس التعاون وتلقى الدعم باعتبارها منظمات تمس الانسان وتتعلق بانشطته المتعددة لذلك فان انضمام اليمن الى هذه المنظمات كان في الاتجاه الصحيح وفيما يتعلق يانضمام اليمن الى منظمات جديدة , نعم هناك المنظمة الخليجية للاستشارات الصناعية وهي منظمة هامة وهيئة التقييس الخليجية وهاتين المنظمتين هامتين ونعمل على انضمام اليمن اليهما فمن واقع العملية التدريجية يصبح كل شيء في حينه امر منسجم مع متطلبات التنمية والاندماج الاقتصادي. سبأ: هناك دعوات من عدد من اعضاء مجلس الشورى السعودي خلال مناقشة المجلس اتفاقية انضمام اليمن الى الهيئات الخليجية بسرعة انضمام اليمن الى مجلس التعاون كونها جزء من النسيج الخليجي وان ذلك سيحقق وضع استراتيجي خليجي وسيعزز الامن والاستقرار في المنطقة ؟ العطية : في الواقع دعني اكون صريح معاك من موقعي كامين عام لمجلس التعاون الخليجي اعمل في اطار برنامج وتوجيهات اصحاب الجلالة والسمو فيما يتعلق بالدفع بمجالات التعاون مع اليمن الشقيق الى اعلى درجات ومستويات التعاون واعتقد ما يتحقق الان من تفعيل لهذا الجانب او ذاك هو دليل حي على الرغبة الصادقة والارادة السياسية لقادة دول المجلس في دعم هذا التوجهات لما فيه مصلحة وخير شعوب دول المنطقة بما فيها طبعا اليمن. سبأ: هناك مجموعة عمل مشتركة بين مجلس التعاون واليمن عقدت مجموعة من الاجتماعات خلال الفترة الماضية كيف تقيم نتائج اجتماعاتها ؟ العطية: اعتقد ان مجموعة العمل المشتركة بين مجلس التعاون واليمن عملت ما ينبغي ان تعمله وبالنتيجة الان وبعد صدور قرار قمة ابو ظبي في ديسمبر الماضي بشأن ايلاء الجانب التنموي في اليمن اهتمام خاص وتمويل المشاريع, أصبح دور مجموعة العمل المشتركة بين مجلس التعاون واليمن كبيرا وما اجتماع اللجنة الفنية اليوم في مقر الامانة العامة للمجلس الا تأكيدأ بان مجموعة العمل المشتركة المعنية بالعلاقات وتفعيل مجالات التعاون مع اليمن لها دور كبير في تعزيز العلاقات والدفع بها قدما الى الامام, وهو ايضاً اشارة واضحة للرغبة الصادقة والارادة السياسية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في البدء بالانتقال بالعلاقات في مجالات التعاون مع اليمن الى ارقى المستويات خاصة فيما يتعلق بالتنمية وتمويلها وكل ما يتصل بتفعيل مجالات التعاون الاقتصادي.. واعتقد ان مجالات التعاون بين مجلس التعاون واليمن تتسع وهي ميزة واضحة اذا ما قورنت بعلاقات دول مجلس التعاون بالمجموعات والتكتلات والدول الاخرى. سبأ: اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون والاتحاد الاوربي تاخرت كثيراً الى اين وصلت ؟ وما الذي يعيق توقيعها ؟ العطية : أتفق معك ان المفاوضات مع الاتحاد الاوربي قد طالت وقد تحدثت في هذا الموضوع عدة مرات بل والتقيت مع مسئولين في الاتحاد الاوربي والمفوضية الاوربية حيث تجري هناك الان بعد جولة المفاوضات الاخيرة بين الاتحاد الاوربي ومجلس التعاون تحضيرات لعقد اجتماع بين المفوض الاوربي للتجارة / مندنسون / والوزراء الخليجيين المعنيين بلجنة التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الاوربي ومن المقرر ان ينعقد هذا الاجتماع في النصف الاول من مايو المقبل ويأتي ذلك بناء على رغبة من الجانب الاوربي .. هنا لابد من وقفة وهذا ما نبهت اليه شخصيا لان اطالة المفاوضات بين الاتحاد الاوربي ومجلس التعاون لا يخدم مصالح الطرفين وهما شريكين استراتيجين في التجارة وانا متفائل من ان الامور تسير في اطار صحيح وفي اطار صحي واتطلع ان تنتهي عملية البطء في المفاوضات بين الاتحاد الاوربي ومجلس التعاون قريبا. سبأ: ماذا بشان اتفاقية التجارة الحرة مع الهند ؟ العطية: كان اجتماع مسقط بين الهند ومجلس التعاون ايجابياً وهناك رغبة هندية – خليجية للتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة هذا من ناحية وهناك مؤتمر استثماري سيتم عقده في الوقت ذاته عندما يلتقي وزراء التجارة والصناعة الخليجين مع نظيرهم الهندي وهناك مصالح مشتركة ورغبة مشتركة وارادة مشتركة للانتهاء من اقامة منطقة تجارة حرة بين الهند ودول مجلس التعاون بل والدخول في تفعيل مجالات تعاون اخرى. سبأنت
