طالبت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات اليمنية "هود" الحكومة الأمريكية باغلاق معتقل غوانتانامو والافراج عن جميع المعتقلين وإعلان أسماء الذى قضوا حياتهم داخل المعتقل0 وعبرت فى رسالة الى السفير الامريكى بصنعاء توماس كراتجسى عن قلقها الشديد عن الانباء التى تناقلها وكالات الأنباء العالمية يوم أمس عن انتحار ثلاثة من معتقلى غوانتانامو بينهم يملى فى ظروف غامضة0 واعتبرت هود فى رسالتها أن معتقل غوانتانامو يمثل نقطة سوداء فى تاريخ الولاياتالمتحدةالامريكية والانسانية جمعاء من خلال اصرارها على عدم اغلاق هذا المعتقل الذى وصفته بالسيئ الصيت والذى يعد أحد ابرز أشكال الانتهاكات لحقوق الانسان وحرياته فى العصر الحاضر0 وكانت السلطات الأمريكية أعلنت أمس الأول عن انتحار ثلاثة من سجناء غوانتانامو هم يمنى وسعوديين فى ظروف غامضة0 من ناحيته عبر إتحاد المحامين العرب اليوم الاثنين عن ادانته الشديدة لممارسات القائمين على معتقل غوانتانامو الأمريكي سيئ الذكر في كوبا .. مطالبا الرأي العام العالمي والمنظمات الحقوقية والقانونية المعنية بحقوق الإنسان بممارسة الضغوط من أجل إطلاق سراح المعتقلين وإغلاق هذا المعتقل الرهيب بشكل فوري . وأكد الاتحاد فى بيان أصدره اليوم أن انتحار العرب الثلاثة بهذا المعتقل احتجاجا على سوء المعاملة والإهانة والتنكيل والضرب بكل القيم والأعراف الإنسانية عرض الحائط لم يكن الا سلوكا كاشفا لاتساع رقعة سياسة القهر والبطش وبشاعة الياتها وتحديها السافر للشعور العام في مختلف مناطق العالم. وشدد اتحاد المحامين العرب في بيانه على أن ما حدث داخل زنزانات معتقل غوانتانامو يمثل جريمة ضد الانسانية ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته فى التقيد الصارم بميثاق الاممالمتحدة وبالقرارات التي تصدر عن مؤسساتها المختلفة وبصفة خاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الاربع. وطالب البيان المجتمع الدولى والأمم المتحدة باجراء تحقيق فوري مهني وعادل في ملابسات عملية الانتحار الجماعية للمعتقلين العرب الثلاثة والمقدمات التي أدت لحدوثها ونشر نتائج هذا التحقيق كاملة خاصة وأن هناك اشتباكات وقعت سابقا بين المعتقلين وحراس المعتقل على خلفية قيام بعض المحققين العسكريين الأمريكيين بتدنيس القرأن الكريم. هذا وقد أثارت محاولات المسؤولين الأمريكيين التقليل من شأن غضب الرأي العام العالمي بعد حادث انتحار ثلاثة معتقلين عرب في غوانتانامو استنكار عدة صحف بريطانية شجبت جميعها رد الفعل الامريكي على الحادث. حيث انتقدت صحيفة "الغارديان" اللندنية الصادرة اليوم في افتتاحيتها الموقف الأمريكي .. مركزة بشكل خاص على تصريح قائد المعتقل الادميرال هاري ريس الذي قال ان الوفيات ليست ناتجة عن اليأس وانما عن حرب غير متناسقة شنت ضد الولاياتالمتحدة. ورأت الصحيفة أن هذا التعبير القاسي والكريه يفتقر الىالانسانية التي ظهرت حتى في تعبير الرئيس الامريكى جورج بوش عن قلقه العميق ولكنها متوافقة تماما مع أسس المعاملة غير المشروع للمشتبه بهم المعتقلين في غوانتانامو منذ عام 2001م . كما رأت الصحيفة البريطانية أيضا أنه وعلى صعيد القانون الدولي والرأي العام العالمي فان موت المعتقلين لن يغير شيئا ذلك أنهما سبق ودانا هذا المعتقل باعتباره خزيا على الدولة التي تدعي أنها تخوض معاركها من أجل الحرية أما على الصعيد العملي فقد أثبتت سياسة انتزاع المشتبه بهم من كل أنحاء العالم واحتجازهم بشكل غير محدد وبدون اجراءات قانونية فشلا مخجلا .. مشيرة الى أن معظم المعتقلين هناك اما لهم صلات ضئيلة أولا صلات لهم على الإطلاق بالإرهاب وأن ادعاء أمريكا بأنهم النواة الأساسية لتنظيم القاعدة لم يثبت بعد أمام أي محكمة ولن يثبت أبدا على الارجح0. وأوضحت الغارديان أن انتحار المعتقلين سيضاعف الانتباه العالمي تجاه المعتقلين مما سيزيد من قتامة سمعة أمريكا وبريطانيا في العالم العربي والإسلامي والتي سبق أن تلطخت بصور سجن أبو غريب المشينة في العراق. من جهتها قالت صحيفة "الديلي ميل " البريطانية أن وصف مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية انتحار المعتقلين بأنه عمل دعائي جيد يظهر عدم الحساسية المطلق تجاه الرأي العام العالمي وأن الولاياتالمتحدة هبطت فى موقفها الأخلاقي الى الحضيض. فى حين أكدت صحيفة التايمز أن أعداء الولاياتالمتحدة سيستفيدون من الرد الأمريكي على حادثة الانتحار وأن وجود معسكر غوانتانامو خارج الاطر القانونية إساءة لصورة أميركا أمام العالم. من جهته طالب رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا رينيه فان دير ليندن اليوم الاثنين السلطات الأمريكية بأن تغلق نهائيا معتقل غوانتانامو سيئ الذكر في كوبا ، وذلك بعد اقدام ثلاثة من سجنائه على الانتحار وفقا الرواية الأمريكية. وقال فان دير ليندن في تصريحات للصحفيين ان حالات الانتحار هذه تظهر من جديد الأضرار الرهيبة الناجمة عن الاحتجاز غير القانوني في هذا المعتقل الخارج عن نطاق القضاء الاميركي العادي. واضاف ان "ملابسات هذه الوفيات الحزينة يجب ان تخضع لتحقيقات متعمقة وان كان لا يمكن لاي تحقيق ان يصلح الظلم الخطير الذي تعرضوا له". وشدد على انه "اذا كان هؤلاء الرجال قد ارتكبوا جرائم فانه كان يجب توجيه الاتهام لهم ومحاكمتهم والا كان ينبغي اطلاق سراحهم كما طالبت الجمعية البرلمانية الأوروبية بالحاح منذ اكثر من عام". هذا وقد كررت منظمة العفو الدولية امس دعوتها الولاياتالمتحدة إلى اغلاق معتقل غوانتنامو المثير للجدل في كوبا، وذلك إثر انتحار ثلاثة من معتقليه. ودعت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان والتي مقرها لندن ايضا إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة حول كل أوجه سياسات وممارسات الاحتجاز والاستجواب لدى الولاياتالمتحدة في حربها ضد الارهاب. من جهة ثانية تعالت اصوات المشككين في مسلمة الانتحار حيث حمل محامي السعوديين في جوانتانامو خطيب الشمري السلطات الأمريكية مسؤولية «انتحار» سجينين سعوديين ويمني في المعتقل. وقال الشمري: إن الرواية الأمريكية التي اعتبرت وفاة المعتقلين الثلاثة نتيجة عملية انتحار تعتبر موضع شك كبير لدينا خاصة ان الوفاة حصلت في ظروف اعتقال غير عادية تمارس خلالها السلطات الأمريكية رقابة لصيقة ومستمرة على المعتقلين سواء من خلال المراقبة الفردية او من خلال كاميرات المراقبة التي تعمل 24 ساعة في اليوم. ونوه الشمري الى ان وفاة المحتجزين الثلاثة تكشف سوء المعاملة في القاعدة ومدى انتهاكات حقوق الإنسان، وأن انتحارهم إذا صح يأتي ردا على ما تعرضوا له من قمع وظلم، محملا السلطات الأمريكية مسؤولية وفاتهم . واعتبر المحامي أن وفاة المعتقلين سواء كانت بسبب القتل أو الانتحار جريمة اخرى تضاف إلى الجرائم والتجاوزات التي تحصل يوميا بحق المعتقلين وتشكل مخالفات واضحة وصارخة لمبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الفيدرالي الأمريكي. ودعا الشمري إلى تشكيل لجنة مستقلة من المنظمات الدولية والإنسانية للتحقيق في ظروف وفاة المعتقلين وفي التجاوزات غير القانونية التي تحصل كل يوم في غوانتانامو. كما طالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية ب «تحقيق عاجل» في أسباب الوفيات، على ان تشارك فيه جهات دولية محايدة، كما طالبت باستعجال تسليم جثتي العتيبي والزهراني لأهاليهما، لدفنهما وفق أحكام الشريعة. واعتبرت الجمعية في بيان ان الحدث المأسوي يؤكد مجدداً مشروعية الدعوات المتكررة الصادرة عن المؤسسات الحقوقية الدولية، بضرورة إطلاق جميع المعتقلين الذين مضت على احتجازهم سنوات من دون سند قانوني، واغلاق المعتقل الذي «أصبح استمراره وما يُمارس فيه من تعذيب جسدي ونفسي، وصمة عار على جبين الإنسانية». في الوقت ذاته، اتهم الناطق باسم حركة «طالبان» محمد حنيف السلطات الاميركية بقتل المعتقلين الثلاثة، مؤكداً أن «المقاتلين الإسلاميين لا ينتحرون أبداً». وقال: «المسلم والمجاهد لا ينتحر أبداً. هذا أمر لا يجوز في الشريعة الإسلامية». كما شكك معتقلون كويتيون سابقون في معتقل غوانتنامو الأمريكي في كوبا في الرواية التي قدمتها السلطات الأمريكية بشأن انتحار ثلاثة معتقلين عرب في المعتقل، ووصفوا هؤلاء بأنهم ملتزمون دينيا. وقال عبدالعزيز الشمري لوكالة فرانس برس: إنني أستبعد استبعادا تاما أن يكونوا قد أقدموا على مثل هذا الفعل ، مستحيل ان يكونوا قد انتحروا. في الوقت نفسه، قال بريطاني اعتقل لمدة عامين ونصف العام في معسكر الاعتقال الأمريكي في غوانتانامو إنه أصيب بصدمة عندما أقدم ثلاثة من المعتقلين هناك على «الانتحار» شنقا لكنه قال إن المعاملة التي يتلقاها السجناء هناك تجعل محاولات الانتحار أمرا «حتميا». وقال شفيق رسول الذي سجن في معسكر غوانتانامو في كوبا بعد القبض عليه في أفغانستان إنه خلال الفترة التي قضاها في معسكر الاعتقال حاول بعض النزلاء الانتحار بعد أن تعرضوا للضرب المستمر والاستجواب عدة مرات. وقال «بصفة أساسية لم تكن لي أي حقوق خلال فترة العامين ونصف العام التي قضيتها هناك». تجدر الاشارة الى ان القيادة الجنوبية الأمريكية اعلنت في بيان لها يوم السبت الماضي ،ان حراس المعتقل قد عثروا على اثنين من المعتقلين هماسعوديان ويمني في المعسكر (1) لا يبدون أي استجابة وقد توقف تنفسهم في زنازينهم» ليوضح بعدها الجيش الأمريكي أن الطبيب أعلن عن وفاة المحتجزين الثلاثة بعدما باءت كلُ محاولاتِ انقاذهم بالفشل. سبانت