عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة الخليج ال27 تفرض أجندتها ضرورة الاندماج وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون واليمن
نشر في سبأنت يوم 06 - 12 - 2006

تنعقد يومي السبت والأحد القادمين في العاصمة السعودية الرياض قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي السابعة والعشرين في ظل ظروف إقليمية بالغة الحساسية تفرض على قادة وشعوب شبة الجزيرة العربية التعاطي مع أجندة مكتضة بالعديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية .
وتناقش القمة جملة من القضايا المطروحة في صدارة جدول أعمالها وعلى رأسها سبل تعزيز التكامل الاقتصادي المنشود بين دول المجلس والجمهورية اليمنية على ضوء استحقاقات نتائج مؤتمر لندن للمانحين للجمهورية اليمنية والذي أسس لمرحلة جديدة وقادمة من الشراكة الاقتصادية اليمنية - الخليجية ، كما يبحث قادة دول المجلس عددا من القضايا الاخري المتعلقة بالتعاون والتكامل البيني بين دول المجلس من قبيل قيام اتحاد جمركي عام 2007 وقيام وحدة نقدية عام 2010م واستكمال عملية تأهيل اليمن للانضمام لمجلس التعاون الخليجي عام 2015 لتحقيق الآثار الايجابية المتوقع تحصيلها من وراء انضمام اليمن للمنظومة الخليجية في ضوء تقييمات خبراء اقتصاد في البنك الدولي والذين أشاروا الى أن انضمام اليمن الى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيكون له أثر ايجابي على منطقة الجزيرة العربية من خلال الزيادة في عدد السكان وتوسيع حجم السوق بنسبة تزيد عن 50 بالمائة.
وتوقع الخبراء بعد اجرائهم العديد من التجارب الإحصائية لتحديد الآثار المترتبة على انضمام اليمن الكامل لدول مجلس التعاون الخليجي من الناحية الكمية أن يؤدي ذلك الى تعزيز المنافسة في أسواق اليمن ودول المجلس والى زيادة الانتاج في اليمن بنسبة 14 بالمائة و 5 بالمائة من دول مجلس التعاون الخليجي وهي الحقيقة التى ادركها قادة دول مجلس التعاون الخليجي وبشكل واضح منذ القمة الخليجية ال 22 في مسقط عام 2001 م عندما اقرت القمة إ نضمام الجمهورية اليمنية الى اربع هيئات خليجية هي مكتب التربية العربي لدول الخليج ومجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية ودورة كاس الخليج العربي لكرة القدم .
وتواصلت الخطوات العملية بين اليمن ومجلس التعاون الخليجي حيث شكلت الامانة العامة لمجلس التعاون مع الهيئات اليمنية المختلفة ( مجموعة العمل المشترك بين دول المجلس واليمن) في اكتوبر عام 2002م لبحث سبل ملائمة التشريعات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين كما تواصلت احتماعات مجموعة العمل المشتركة في كل من الرياض وصنعاء خلال العامين 2003 و2004 .
وفي مارس من 2005 م زار الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية الجمهورية اليمنية والتقى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ورئيس الوزراء عبد القادر باجمال ووزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي حيث تم خلال اللقاءات بحث تعزيز التعاون بين اليمن ومجلس التعاون في شتى المجالات وكذا الأتفاق على مسارات التأهيل الاقتصادي لليمن لتواكب اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي والتى تتوائم مع التوجهات اليمنية - الخليجية المستوعبة لحقيقة أن الأوضاع الاقتصادية اليمنية بحاجة إلى خطط عاجلة ومكثفة للتعجيل بتأهيل الاقتصاد اليمني للاندماج في اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي احيث طرحت اليمن في هذا الصدد برنامجين على دول المجلس، الأول يتعلق بتشجيع الاستثمارفي اليمن من خلال توفير الحماية والقروض اللازمة والثاني يتمثل في إنشاء صندوق للتنمية في اليمن يتولى اختيار المشاريع الاستراتيجية لاسيما في مجالات الطرق والكهرباء والطاقة والصناعة وغيرها من قطاعات التنمية وتم قبول الفكرةمن حيث المبدأ حيث بدأ أعضاء مجلس التعاون في اتخاذ الخطوات المناسبة التي تصب، سواء بصورة جماعية أو ثنائية، في اتجاه إنعاش الاقتصاد اليمني التقييمات الأكاديمية والاقتصادية للآثار المترتبة على أنضمام اليمن في دول مجلس التعاون الخليجي اوضحت بجلاء أن ثمة مصالح متبادلة ستجنيها كل من اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي جراء الاندماج المرتقب حيث سيسهم اندماج الاقتصاد اليمني في اقتصاديات دول المجلس على اتساع حجم السوق وزيادة الطلب على السلع وبما يمكن من الحصول على مزايا الحجم الكبير للاقتصاد اليمني والخليجي فضلا عن تعزيز القدرة التنافسية وتخفيض تكاليف المدخلات مما يجذب المزيد من مؤسسات القطاع الخاص المحلية والخارجية و يسهم في زيادة الاستثمارات والتوظيف وهذا ما تؤكده العديد من الدراسات التي أظهرت بأن اندماج اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي سيشكل عمقا استراتيجيا وبعدا إضافيا ومشاركا فاعلا في عملية التنمية بأبعادها المختلفة فضلا عن استقرار المنطقة خاصة وأن اليمن تمثل البوابة الجنوبية لدول المجلس نحو أفريقيا.
وبالرجوع الى تقييم مسار التقارب المضطرد الذي شهدته العلاقات اليمنية - الخليجية تبرز قمة الملك فهد المنعقدة في سبتمبر من العام 2005م في في العاصمة الامارتية ابو ظبي كمنعطف تاريخي هام حيث جاء القرار الخليجي الاستراتيجي المتمثل بإعداد اليمن للاندماج في مجلس التعاون بحلول العام 2015م ايذانا ببدء مرحلة جديدة من التقارب والتعاون والشراكة بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي وتضمن قرار قمة ( الملك فهد ) في ابو ظبي دعم المشاريع التنموية والبني التحتية في الجمهورية اليمنية ودعوة صناديق التنمية الخليجية الى تفعيل أطر الدعم التنموي المقدم لليمن كما اتخذت القمة الخليجية ال 26 أبوظبي خطوة مهمة وعملية تتمثل في توجيه المجلس الأعلى لدول الخليج بدعم تمويل المشاريع التنموية في اليمن والتوجه لعقد مؤتمر لاستكشاف فرص الاستثمار في الجمهورية اليمنية، وذلك تجسيدا للتعاطي المثمر مع أفكار تضمنتها رسائل لقادة دول المجلس من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح نقلها الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اليمنية قبيل انعقاد قمة أبوظبي، حيث تهدف هذه الأفكار إلى برمجة عملية التأهيل الاقتصادي لليمن ليتخذ مسارات تنموية
واجتماعية قبيل الانضمام الكامل إلى المنظومة الخليجية خلال فترة لا تزيد على عشر سنوات .
من جهتها رحبت الحكومة اليمنية حينها بقرارات قمة ابو ظبي الخليجية وبالذات ما يتعلق منها بالعلاقات مع اليمن وبتعزيز جوانب التعاون المشترك بين اليمن ودول المجلس وموافقتهم علي المقترحات التي تضمنتها رسائل فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حول تطوير العلاقات وتأهيل اليمن للاندماج في اقتصاديات دول المجلس.
وكذا تصورات لتبادل الرؤي حول سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية بين اليمن ودول المجلس قبل أن يعقد اجتماع لوزراء خارجية دول المجلس مع وزير الخارجية اليمني لبحث تلك المقترحات والخطة المقدمة حول الاجتماع .
مراقبون سياسيون واقتصاديون يمنيون وخليجيون اعتبروا بدورهم قرارات قمة مجلس التعاون الخليجي ال 26 "قمة الملك فهد" بشأن اليمن بداية لمرحلة جديدة وفاعلة من الشراكة المثمرة بين اليمن ودول المجلس ستفضي مستقبلا الى المزيد ً من تحرير التجارة وإنشاء صندوق دعم التنمية في اليمن .
*اليمن أصل العرب
الدعم السياسي الخليجي لمشروع اندماج اليمن في دول مجلس التعاون الخليجي تجسد بصورة واضحة في التصريحات التى وضع من خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود النقاط على الحروف حيث قال في سياق لقائه في الرياض في مايو المنصرم مع اعضاء الجمعية العموميةلاتحاد الصحافة الخليجية .." نتمنى إن شاء الله في يوم من الأيام أن ينضم إليناإخواننا في اليمن الى مجلس التعاون الخليجي لأنه ما من شك شئنا أم أبينا اليمن جزء من الأمة العربية والإسلامية وجزء من الخليج. والصناديق إن شاءالله تكفيه وقليلا قليلا
على خطوة ، خطوة وبعد الخطوة نريد باعا وبعد الباع أكثر وأكثر إن شاء الله فاليمن أصل العرب وهذا أمر ليس فيه كلام وهو الرحم الذي خرج منه العرب" .
كما اكتسب اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع الدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اليمنية في مقر الامانة العامة لمجلس التعاون في اوائل مارس 2006م بالر ياض اهمية كبيرة وهو أول اجتماع من نوعه على هذا المستوى ومثل بحسب تقييمات المراقبين انطلاقة عملية لتنفيذ قرارات قمةابو ظبي الخليجية ( قمة الملك فهد ) والتي تضمنت دعوة صناديق التنمية الخليجية في الاسراع بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن حيث طرحت اليمن في هذا الاجتماع رؤيتها المتعلقة بعملية تأهيل اقتصادها الوطني ليواكب اقتصاديات دول مجلس التعاون والمتركزة في إنشاء صندوق تنموي خاص بدعم مقدرات التنمية في اليمن تسهم فيه دول المجلس وبقية المانحين الدوليين إلى جانب اليمن،وإنشاء مجلس لرجال الأعمال اليمنيين والخليجيين لبحث فرص الاستثمار في اليمن، مع استمرار دعم صناديق التنمية الخليجية لليمن ووكذا بحث إمكانية ترتيب وضع خاص للعمالة اليمنية في دول المجلس،.
وخلص الاجتماع الوزاري اليمني - الخليجي إلى الاتفاق على تشكيل لجنة فنية من وزارات المالية في دول المجلس ووزارة التخطيط والتعاون الدولي في اليمن والأمانة العامة للمجلس مع الاستعانة بالمؤسسات المالية الدولية لإعداد الدراسات اللازمة لتحديد الاحتياجات التنموية وتحويلها إلىخطة عمل وبرامج محددة زمنيا للفترة من 2006 الى 2010 م .
كما خرج الاجتماع بقرارات هامة وضعت قرار قمة ابو ظبي الخليجية ال 26(( قمة الملك فهد )) في مسارة العملي التنفيذي وفق جدول زمني وبرامج محددة لتنسيق الجهود على مستوي الحكومات والقطاع الخاص في كل من اليمن ودول المجلس من خلال تشكيل فريق عمل فني من الطرفين بما في ذلك مسئولي الصناديق بدول مجلس التعاون الخليجي والذي عقد عدة اجتماعات وفقا لجدول زمني متفق عليه بهدف دراسة الاحتياجات التمويلية للاقتصاد اليمني وإقرار مشاريع الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية 2006– 2010م والإعداد لعقد مؤتمر دولي للمانحين برعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بلندن قبل أن يتم الإعداد لعقد مؤتمر لندن للمانحين بمستويات رفيعة وتوج بوضع اللمسات الأخيرة في الاجتماع الثاني المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون واليمن المنعقد بصنعاء مطلع نوفمبر 2006 م والذي وضع التحضيرات لمؤتمر المانحين في لندن بشكلها النهائي ومثل انعقاد مؤتمر المانحين لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بلندن يومي 15 و16 نوفمبر 2006م نقلة نوعية تعبر عن ما قطعته الجمهورية اليمنية ومجلس التعاون الخليجي في علاقاتهما للوصول الى ارضية مشتركة وتفاهم متين خاصة وان مؤتمر المانحين بلندن حقق نجاحا استثنائيا وتحولا كبيرا في مسار العلاقات اليمنية - الخليجية كما أوجد استيعاب ادوليا واقليميا لاهمية دعم اليمن وتأهيلها اقتصاديا حتى تواصل نجاحاتها وتتغلب على التحديات التي تواجهها في ظل نمو سكانها المتزايد .
الرئيس ..خطاب سياسي مسئول :
التقييمات المرافقة لخطوات التقارب اليمني - الخليجي ومنظومة جهود التنسيق المشترك بين الجانبين لعقد مؤتمر لندن للمانحين اعتبرت أن مضمون الكلمة التى افتتح بها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح اعمال مؤتمر لندن مثل مكاشفة صريحة للتداعيات المتوقعة جراء التاخير في انضمام اليمن الى ميطها الخليجي وبخاصة اشارته الصريحة الى ان بقاء اليمن خارج محيطها الخليجي وتعداده واحد وعشرين مليون نسمة سيترتب عليه انعكايات خطيرة على اليمن والمنطقة من قبيل تشجيع " اللوبي الارهابي" على استغلال واقع البطالة في اوساط الشباب اليمني للسيطرة عليهم وتجيير طاقاتهم في اتجاة التطرف الممقوت الامر الذي سيهدد استقرار وأمن المنطقة ذات التقييمات الموضوعية اكدت أن الحل المثالي والوقائي هو ما شدد علية الرئيس علي عبد الله صالح في كلمته التاريخية والمتمثل بالأخذ بأيدي اليمن للنهوض بها عبر الدعم الاقتصادي والتنموية وصولا الى انضمامها الكامل في دول مجلس التعاون الخليجي معتبرة أن ان هذه النقطة الحاسمة في خطاب الرئيس السياسي مثلت اقوى عوامل نجاح مؤتمر لندن للمانحين كونه هذا الخطاب المسئول حذر من تحول اليمن الى بؤرة للارهاب اذا لم يجد الدعم للنهوض باقتصاده المتردي .
كما ثمنت التقييمات ما تضمنه خطاب الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ممثلة في شخص امينها العام عبد الرحمن بن حمد العطية الذي اعتبر في سياق كلمته بمؤتمر المانحين " إن تاريخا قد بدأ يظهر في منطقة الجزيرة العربية بالتفاعل اليمني – الخليجي والشراكة التي تشكل ضرورة ملحة في ظل التحديات وقدر هذه المنطقة أن يتمثل هذا التنسيق والتكامل لبلوغ الأهداف التي تتطلع إليها شعوب دول
المجلس والشعب اليمني .. ويؤكد أن هناك نقلة نوعية في العلاقات ترجمها مؤتمر لندن للمانحين الذي - قال -إنه حقق أهدافه بتعهدات مالية تصل إلى خمسة مليارات دولار.
ويؤكد مؤتمر المانحين بلندن وما نجم عنه من دعم مالي بمبلغ وقدره أربع مليار وسبعمائة وثلاثة وعشرون مليون أى ما يسد (86%) من الفجوة التمويلية في الخطة الخمسية ( 2007- 2010 م) شكلت و التعهدات الخليجية ما يزيد عن 50% من التعهدات المالية المعلنة عمق العلاقة اليمنية مع دول مجلس التعاون الخليجي القائمة على روح المحبة والإخاء وحسن الجوار وانتقال هذه العلاقة إلى مستوى الشراكة الكاملة.
بعد نجاح مؤتمر المانحين بلندن ..الجديد القادم مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية
نتائج مؤتمر لندن للمانحين لدعم اليمن اكدت بما لا يدع مجالا للشك أن ثمة قناعة خليجية تامة بأهمية وجدوى تقديم وتعزيز أوجه الدعم التنموي المتاحة لليمن وأهمية اندماج الاقتصاداليمني في الاقتصاد الخليجي كون اليمن يعول كثيرا على الدعم الخليجي أكان ذلك المتجسد في المنح المالية المقدمة في مؤتمر المانحين بلندن أو ذاك المتمثل في دعم الصناديق الخليجية السنوي , والمخصص لإقامة مشاريع تنموية تسهم في تأهيل اقتصاد اليمن وتلبية متطلبات الخطة الخمسية 2007 م 2010 م بما
يساهم في ردم الفجوة بين الاقتصاد اليمني واقتصاديات دول مجلس التعاون وبحسب تقييمات خبراء الاقتصاد في كل من اليمن والدول الخليجية فأن نجاح مؤتمر لندن للمانحين لدعم اليمن تجاوز مجرد كونه نجاحا لليمن فحسب بل مثل بل نجاحا لشعوب وحكومات دول الجزيرة والخليج عموما فالتكامل والتعاون المشترك بين دول المنطقة يظل حجر الزاوية للاستقرار السياسي و الاقتصادي والاجتماعي والأمني لهذه المنطقة الإستراتيجية الحيوية الغنية بالثروات الطبيعية وبخاصة النفط والغاز الذين يمثلان عصب الاقتصاد العالمي .
كما اعتبر الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية, البرنامج الاستثمارى الذي قدمته اليمن الى مؤتمر لندن للمانحين,وثيقة تستحق الاشادة لانها نجحت الى حد كبير فى تحديد أولويات الاحتياجات الاستثمارية بصورة متجانسة مع الاطار الاقتصادى العام والسياسة الاقتصادية الكلية لليمن.
وقال العطيه في بيان اصدره عقب ختتام مؤتمر المانحين بلندن ان العرض القوى لموقف الحكومة اليمنية من الاصلاحات الاقتصادية والذى قدمه بكل وضوح الرئيس على عبدالله صالح فى افتتاح المؤتمر والذى أكد الاهمية القصوى التىيوليها للاصلاحات الاقتصادية يعد ايضا من اهم ملامح نجاح المؤتمر.
واشار العطيه في بيانه الى ان المؤتمر الذى شارك فيه نحو 42 دولة ومنظمة دولية مانحة مثل خطوة مهمة فى تعزيز العلاقات بين الحكومة اليمنية والمانحين خاصة دول مجلس التعاون وأكد ان نجاح المؤتمر مثل نقلة نوعية كبيرة فى العمل المشترك لمصلحة التنمية فى اليمن.. معربا عن أمله فى ان يستمر ذلك فى المستقبل منخلال التقييم المستمر لنتائج المؤتمر والاستمرار فى دعم جهود الحكومة اليمنية فى تحقيق أهدافها التنموية الطموحة.
واكد العطيه ان المؤتمر نجح نجاحا باهرا بجميع المقايس.. موضحا ان ملامحهذا النجاح قد ظهرت من خلال حجم التعهدات المالية التى قدمتها الدول المانحةلدعم التنمية فى اليمن خاصة الثقة الكبيرة التى عبرت عنها دول المجلس منخلال تعهداتها السخية والتى تجاوزت /50/ بالمائة من اجمالى حجم التعهدات التى تم تقديمها فى الموتمر.
استكشاف فرص الاستثمار .. الجديد القادم
بعد النجاح اللافت لمؤتمر لندن للمانحين لدعم اليمن تجري حاليا التحضيرات النهائية لعقد مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في الجمهورية اليمنية حيث عقدت اللجنةالفنية الخاصة بالمؤتمر والمشكلة من الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والحكومة اليمنية حتى الان ستة اجتماعات في كل من مقر الامانة العامة لمجلسالتعاون في الرياض وصنعاء واقرت في اجتماعها الاخير في ديسمبر الحالي تسليم الوثائق والدراسات العلمية للمؤتمر بصورتها النهائية الى اللجنةالعلمية الخاصة بالمؤتمر .. كما اقرت اللجنة شعار المؤتمر واطلاق الموقع الالكتروني للمؤتمر خلال اسبوعين وأ قرت اللجنة ايضا عقد مؤتمرين صحفيين حول المؤتمر في كل من صنعاء واحدى العواصم الخليجية وسيقدم مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في اليمن المقرر عقده في فبراير القادم عرضا لما يزيد عن اربعين فرصة استثمارية يمنية تتركز في مجالات السياحة والطاقة والكهرباء والثروة السمكية والمناطق الصناعية وتبلغ التكلفة التقديرية لهذه الفرص الاستثمارية التي ستعرض خلال المؤتمرعلى المستثمرين الخليجين والمستثمرين من المغتربين اليمنين في دول الخليج ما بين ( 5-7) مليار دولار ..كما ان هناك توجه ان يتم خلال مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في الجمهورية اليمنية الاعلان عن تشكيل عدد من الشركات اليمنية الخليجية في عدد من القطاعات السياحية والعقارية و الصناعية الطاقة.
كما عقد ت مطلع نوفمبر المنصرم مائدة مستديرة في العاصمة التجارية عدن ضمت ممثلي القطاع الخاص في الجمهورية اليمنية وعدد من المستثمرين الخليجين والشركاء المانحين والحكومة اليمنية في بداية نوفمبر الماضي حيث خرج المشاركون في القاء الموسع بنتائج نابعة من اجندة برنامج الاصلاح الاقتصادي والسياسي في الجمهورية اليمنية قضت بتشكيل لجنة لصياغة التوصيات العملية من القطاع الخاص والشركاء المانحين والحكومة اليمنية .
وتعتزم الحكومة اليمنية قريبا اصدار قرارات واجراءت تنفيذية لتوصيات الاجتماع الموسع لممثلي القطاع الخاص في اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي بهدف توحيد اجراءات الاستثمار وجعلها ميسرة وبما يعكس جدية توجهات الحكومة اليمنية في خلق بيئة استثمارية جاذبة للاستثمارات الخليجية والاجنبية .
اللجنة التحضيرية اليمنية الخليجية المشتركة الخاصة بمؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في الجمهورية اليمنية المكونة من الامانه العامة لمجلس التعاون واليمن من جهتها وجهت الدعوات للمستثمرين والقطاع الخاص في دول مجلس التعاونالخليجي للمشاركة في المؤتمر .. كما تم التوقيع في سبتمبر الماضي في مقرالامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي على عقد تنظيم مؤتمر إستكشاف الفرص الإستثمار في الجمهورية اليمنية مع شركة / كانزاي/ التي رست عليها مناقصة تنظيم المؤتمر من بين 4 شركات تقدمت بطلبات لهذا الغرض .
ومن المقرر ان يشارك في المؤتمر اضافة الى رجال الاعمال والمستثمرين الخليجيين كل من البنك الاسلامي للتنمية والهيئة العربية السعودية للاستثمار ومجلس الغرف التجارية والصناعية بدول مجلس التعاون الخليجي وبرنامج تمويل التجارة العربية.. كما سيشارك في المؤتمر مجموعة من الخبراء واصحاب الاختصاص من داخل وخارج دول مجلس التعاون الخليجي والجمهورية اليمنية وستتخلل فعاليات المؤتمر تنظيم معرضين الاول يتعلق بمنتجات دول مجلس التعاون ويستمر خمس ايام عقب انتهاء المؤتمر والثاني سيخصص لعرض الفرص الاستثمارية في اليمن .
مصادر اقتصادية خليجية اكدت من جانبها ان نجاح مؤتمر المانحين الخاص بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن الذي انعقد في لندن مؤخراً سينعكس بشكل ايجابي على مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في اليمن المقرراقامته من 7 الى 9 فبراير من العام المقبل 2007 مشيرة الى أن ثقة مجتمع المانحين باليمن ستلعب دورا في استقطاب الاستثمارات الخليجية والدولية .
ذات المصادر اشارت الى انه من المنتظر دعوة 300 من رجال الاعمال الخليجين واليمنيين للاطلاع على فرص الاستثمار في الجمهورية اليمنية
انضمام اليمن ..الفوائد الاقتصادية :
التحليلات الاقتصادية المتخصصة اشارت في استخلاصاتها الاكاديمية المرتكزة على قراءة مستقبلية للمفردات التعاون البيني بين اليمن والدول الخليجية أن دول مجلس التعاون الخليجي ستجني قدر اكبر من الفوائد الاقتصادية جراء انضمام اليمن الكامل في تكتلها الاقليمي من تلك التى يتوقع ان تجنيها الاخيرة كون الانضمام اليمني سيمثل عنصر اساسيا وحيويا في ضمان أمن واستقرار منطقة الجزيرة والخليج اضافة الى الفوائد المتعلقة بفتح السوق اليمنية على مصراعيها أمام منتجات وصناعات دول الخليج وبما يضمن ازدياد السوق التجارية بين الجانبين خاصة أن
الرسوم الجمركية ستخفض وتساوى بين كافة أعضاء المجلس كما ستستفيد دول المجلس من عنصر العمالة اليمنية.
كما سيؤثر انظمام اليمن الى المنظومة الخليجية ايجابا على التكتل السياسي والاقتصادي الخليجي في مواجهة مجمل التحديات الاقليمية ظلت تحيط بالمنطقة وسيمثل ضمانة حقيقية لوحدة الصف في منطقة الجزيرة والخليج امام أى محاولات لاذكاء جذوة التمزق اوالتشتت وبما يوحد المواقف بشكل مؤثر على صعيد الاسهام في حل خارطة المعضلات العاصفة التي تجتاح المنطقة العربية .
* اليمن ..تعزيز القدرات الخليجية
ومما لاشك فيه أن اليمن بجغرافيته السياسية مؤهلا للعب دور مركزي في تعزيز قدرات وامكانات دول المجلس، كونه أضحى الظهر الآمن لدول المجلس من خلال اسهامه في حماية الحدود البرية المتاخمة لها وهي ابعاد استراتيجية استوخاها قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قرارهم التاريخي الصادر عن قمة مسقط الثانية والعشرين والذي تضمن موافقة دول المجلس على الانضمام الجزئي لليمن الى عضوية المجلس من خلال الانضمام الى عضوية كل من مكتب التربية والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية ودورة كأس الخليج وهو القرار التاريخي الذي مثل نقطة تحول بارزة في مسيرة العلاقات اليمنية الخليجية الممتدة جذورها الى آلاف السنين بجوانبها واتجاهاتها المختلفة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية والأمنية وخطوة في الاتجاه الصحيح لنمط العلاقات القائمة في منطقة الجزيرة و الخليج .
وبحسب الدراسات الاقتصادية التى عنيت بتحليل واستقراء ابعاد الانضمام اليمني لدول مجلس التعاون الخليجي فأن مما لاشك فيه أن ارتباط اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي في علاقة شراكة واندماج كلي سيضيف عاملا مهما الى معادلة الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة العربية، ويعمل على تعظيم مصالح دول المجلس واليمن وتعزيز مكاسبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كون العلاقات الاقتصادية اليمنية - تكتسب أهمية خاصة في اطار العلاقات والروابط التي تربط اليمن بمجلس التعاون الخليجي .
ويقول خبراء الاقتصاد أن السنوات المقبلة ستتبرز اهمية العوامل والمحددات الاقتصادية بين اليمن والدول الخليجية لاعتبارات تتعلق بكون الدول الخليجية تمثل كتلة اقتصادية مهمة على مستوى العالم نظرا لكونهاأكبر قوة نفطية في العالم سواء من حيث الاحتياطي أو الانتاج أو الصادرات،حيث تقدر احتياطياتها من النفط بحوالى 474 مليار برميل، أي ما يعادل 46 فيالمائة من الاحتياطي العالمي وتنتج حوالى 24 في المائة من اجمالي انتاج النفطفي العالم، كما تبلغ حصة الدول الخليجية من الصادرات النفطية العالمية حوالى40 في المائة، الأمر الذي يعني استمرار تدفق
عائدات النفط و مبالغ كبيرةعلى الدول الخليجية ولفترة طويلة نسبيا.
كما تعاني دول مجلس التعاون الخليجي من نقص حاد في الموارد البشرية حيث تعدالدول الخليجية، باستثناء المملكة من الدول الصغيرة قليلة السكان، ويقدرعدد سكان الدول الست بحوالى 28 مليون نسمة، الأمر الذي فرض عليها استيرادالعمالة الأجنبية لتغطية احتياجاتها، في الوقت الذي يعاني فيه اليمن من مخرجات النمو النمو السكاني، حيث قارب عدد سكان اليمن علي 22 مليون ن نسمة، الأمر الذي يعني قدرة اليمن علي المساهمة في سد الفجوة الخليجية بين قدراتها المالية والنقص في القدرات البشرية .
وسيسهم ارتباط الدول الخليجية بمنطقة تجارة حرة منذ الثمانينات وباتحاد جمركي منذ العام 2003م في الدخول ضمن سوق واحدة ومفتوحة مما يعمل على زيادة قدراتهاالانتاجية الداخلية ويعزز من مقدرتها التنافسية، وبالتالي فان انضمام اليمن الى عضوية مجلس التعاون سيعمل على توسيع حجم هذا السوق من ناحية ومن ناحيةثانية سيمثل فرصة كبيرة لليمن للاستفادة من امكانيات وقدرات هذا السوق.
سبأنت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.