عاد بعد ظهر اليوم الخميس رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية والوفدالمرافق له الى قطاع غزة بعد اداء مناسك الحج يرافقه وزير الخارجية محمود الزهار ووزير الداخلية سعيد صيام والنائب الاول للمجلس التشريعى أحمد بحر. وتزامن عودة هنية مع تشييع حركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح" ثلاثة من عناصرها قتلوا في إطلاق نار بمدينة خان يونس مساء أمس الأربعاء، أثناء خروجهم في عملهم مع جهاز الأمن الوقائي الذي يعملون فيه. وخلال تشييع جثامين القتلىالثلاثة: أسامة نصار، وأسامة الشامي، وأنور النجار، اليوم في المنطقة الوسطى من قطاع غزة أصيب ستة فلسطينيين من المشيعين بنيران مجهولة، اتهمت حركة فتح عناصر من حماس بإطلاقها على المسيرة، فيما نفت ذلك حماس بشدة. وفي شمال غزة قتل عنصر من القوة التنفيذية وأصيب أربعة آخرون بجراح متفاوتة في اشتباك مسلح اندلع قبل قليل بين عناصر من التنفيذية وعناصر من جهاز الأمن الوقائي، ولا زال الاشتباك متواصل فيما التوتر يسود شمال القطاع ووسطه. وللابتعاد عن بؤرة التوتر في المنطقة الوسطى اضطر هنية والوفد المرافق له، الى سلوك طريق ساحلي من رفح للوصول الى غزة، تجنياً للاضطرابات التي يشهدها الطريق الرئيس وسط قطاع غزة حيث مساكن القتلى الثلاثة. ووجهت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني نداءً عاجلا لحقن الدماء الفلسطينية والإسراع في تطبيق وثيقة الوفاق الوطني للخروج من الأزمة الراهنة، مشددة على ضرورة التمسك بالوحدة خاصة في ظل الأيام المباركة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ولقدسية الأشهر الحرام حيث موعد عودة الحجاج من بيت الله الحرام. وقال الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس بالإنابة في بيان صحفي تلقت وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/نسخة منه "تفاجئنا جميعا بالإحداث المؤسفة التي وقعت في محافظتي شمال قطاع غزة وخان يونس، وأدت لاستشهاد خمسة مواطنين، وإصابة العديد". وأضاف "إننا ننظر ببالغ الخطورة لهذه الأحداث التي تقف وراءها فئة مشبوهه والتي تهدف لجر الساحة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية لمواجهات داخلية، وخاصة بعد فترة من الهدوء شهدتها الساحة الفلسطينية". وتبادلت حركتا فتح وحماس الاتهامات حول المسؤولية عن تدهور الوضع بينهما على نحو مفاجئ أمس. وقد أدانت كتلة حركة فتح البرلمانية ما وصفته بالعمل البربري والهمجي الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من عناصر الأمن الوقائي في هجوم من قبل القوة التنفيذية على سيارتهم في مدينة خان يونس ومقتل اثنين آخرين في شمال غزه احدهما امرأة، بالإضافة إلى الهجمات المختلفة التي تقوم بها هذه القوات التنفيذية. وقد استهجنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاتهامات الجاهزة التي تستنسخها حركة فتح مع كل شاردة أو واردة على الساحة الفلسطينية الداخلية ضدها، مؤكدة إدانتها لمنهج التوتير والإرباك المقصود الذي تتبناه جهات مكشوفة لأبناء شعبنا ،داعية حركة فتح للتعقل. من جانبه قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول إن لجنة المتابعة العليا ستعلن مساء اليوم الخميس عن الطرف المسئول عن تعطيل لجنة التحقيق في الأحداث الدامية التي شهدها قطاع غزة في الفترة الماضية. وأوضح الغول أن تعطيل تشكيل لجنة التحقيق في الأحداث الأخيرة احد العوامل المهمة في عودة العنف في غزة ،مؤكدا أن ردود الفعل من أي طرف على الآخر دون الرجوع إلى لجنة المتابعة حسب اتفاق التهدئة الأخير بين حركتي فتح وحماس يعتبر أيضا من أسباب عودة العنف والاحتقان.