قال مجاهد القهالي الأمين العام السابق لتنظيم التصحيح الشعبي الناصري إن مرحلة الانقلابات والحركات المسلحة في اليمن انتهت وأن الشعب اليمني تجاوز مراحل وصفها بالصعبة والمعقدة . وأضاف القهالي في حديث خاص ل(سبأنت) أن الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدها اليمن في سبتمبر الماضي تميزت بحرية التعبير وحرية الرأي والتنافس الجاد , معتبرا أنها مثلت حالة متطورة في حياة الشعب اليمني . وأشار إلى أنه يحترم أحزاب اللقاء المشترك كونها قبلت بنتائج الانتخابات , مؤكدا أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن مشاركته في العمل السياسي الحزبي , ومنوها إلى أنه يتشرف بالانضمام للمؤتمر الشعبي العام . وفيما يلي نص الحوار : ( سبأنت ) ذكرت في بيان العودة أن التفاؤل واليمن الجديد واتصال فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بك , أسباب دفعتك للعودة , كيف ؟ ( القهالي ) كان لحديث فخامة الرئيس أثر كبير في نفسي جعلني أتخذ القرار بالعودة بشكل نهائي , لما تضمن هذا الحديث في طياته من مشاعر المحبة والمودة لكل أبناء الوطن وليس لي , ولما حمل هذا الحديث من المسئولية الرفيعة التي يتميز بها فخامة الرئيس , وسؤاله لا يتوقف عن كل أبناء الوطن في مختلف الظروف والمراحل .. التفاؤل شي عظيم , ما يجري في اليمن من تطورات وإنجازات على الصعيد السياسي والاقتصادي , كلها مؤشرات تؤكد بأن يمن اليوم يختلف عن يمن الأمس ونحن ندرك ونعلم بأن الإنسان اليمني يستطيع اليوم أن يعبر عن رأيه ويوجه نقده إلى مختلف المؤسسات الحكومية , ويستطيع أي حزب سياسي أن ينزل برنامجه السياسي إلى أنصاره بكل سهولة ولا توجد عقبات أمام نشر البرامج السياسية للأحزاب ولا توجد أي مصاعب أمام أي شكل من أشكال التعبير عن الرأي سواء للأحزاب أو الشخصيات أو منظمات المجتمع المدني , نحن اليوم نعيش في مرحلة جديدة توجد فيها منظمات المجتمع المدني ولأننا تجاوزنا الانتخابات الرئاسية والمحلية بنجاح وبدون أي متاعب أو عنف . ( سبأنت ) هل نفهم من كلامك أن خيار التصحيح والتغيير عن طريق الانقلابات والحركات المسلحة قد انتهى؟ ( القهالي ) مرحلة الانقلابات في اليمن انتهت ونحن بحمدالله تجاوزنا مراحل صعبة ومعقدة , كانت اليمن تدخل في صراعات دموية على مدى سنوات , لكننا اليوم وعبر هذه المرحلة التي مرينا بها , نعتقد أننا قطعنا شوطا كبيرا في احترام الرأي والرأي الآخر واحترام وجهات النظر وأجرينا انتخابات رئاسية ومحلية فيها تنافس جاد , طبعا إذا كان هناك ملاحظات على سير الانتخابات أو على مسألة التكافؤ فلنعمل سويا المعارضة والحزب الحاكم من أجل تطوير النظام الانتخابي في المستقبل , والجميع قد قبل بنتائج الانتخابات وهذا شي يشرف اليمن وجعلها نموذجا طيبا للكثير من الدول التي تنهج نهج الديمقراطية الناشئة , وأصبحت اليمن الآن في نظر الآخرين تحظى بالتقدير والاحترام والاهتمام . ( سبأنت ) أشار بيان العودة إلى رغبتك الأكيدة في المساهمة في التغيير وتعزيز الإرادة البناءة .. هل يعني أنك ستعود للمشاركة في الحياة السياسية ؟ ( القهالي ) سأعود للمشاركة في الحياة السياسية كواحد من أبناء اليمن بما يتيح لي الدستور والقوانين , وخلال الأيام القادمة سأجري سلسلة من الحوارات سواء مع زملائي الذين كان يربطني بهم عمل سياسي تنظيمي وتوقفت عنهم منذ فترة أو مختلف القوى الفاعلة في الساحة . ( سبأنت ) هل ستكون مشاركتك ضمن المؤتمر الشعبي العام أو تنظيمك السابق التصحيح الشعبي الناصري ؟ ( القهالي ) لم أتخذ أي قرار بعد , وأنا بحاجة لاستقراء مجمل الأوضاع السياسية في البلاد , وبحاجة إلى الحوار مع مختلف القوى السياسية وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام , طبعا أتشرف بالانضمام للمؤتمر الشعبي العام ولكن انضمامي له لا بد أن يكون وفق أسس قائمة على الحوار . ( سبأنت ) تابعت الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في سبتمبر الماضي , كيف تقيمها ؟ وكيف تنظر إلى أداء المعارضة وأقصد أحزاب اللقاء المشترك ؟ ( القهالي ) كانت انتخابات تنافسية جادة بين مختلف الفرقاء وأطراف العمل السياسي وقد تميزت بحرية التعبير وحرية الرأي وتميزت بالتنافس الجاد الذي يعكس مدى القبول بالرأي الآخر على قاعدة المصلحة العليا للوطن , وقد مثلت هذه الانتخابات حالة متطورة في حياة الشعب اليمني , وكانت مشرفة لليمن في الخارج وكان الكثير من الحاقدين على اليمن يراهنون بأنها ستفشل وتنتهي بصراع دموي وتُدخل اليمن في متاهات لا تحمد عقباها , الحمدلله تمت هذه الانتخابات بأمان . طبعا اللقاء المشترك تمكن من طرح برنامجه الانتخابي ودخل الانتخابات بتنافس شديد , وقبل بالنتيجة وأنا أحترم اللقاء المشترك لأنه قبل بالنتيجة , ويستطيع اللقاء المشترك الآن أن يعمل مع المؤتمر ومختلف القوى السياسية بطرح ملاحظاتهم وتطوير النظام الانتخابي في المستقبل القريب , هناك الكثير من الملاحظات الموجودة لدى الأخوة في اللقاء المشترك كما أن هناك الكثير من الملاحظات الموجودة لدى الأحزاب الأخرى , فلماذا لا يتم الحوار من أجل المستقبل ؟ .. وفي الوضع الراهن الجميع معارضة ومستقلين مقرون بالنتائج التي كانت مشرفة على الصعيد الداخلي والخارجي , وأنا أهنأ الرئيس بفوزه في الانتخابات , وأعتبر أن التنافس في المستقبل هو تنافس برامج وفقا لرؤى وتوجهات أي حزب سياسي والجمهور والصندوق هما الحكم. ( سبأنت ) المؤتمر وجه مؤخرا دعوة لبقية الأحزاب للجلوس على طاولة الحوار , هل ستعمل على التوفيق بين الأحزاب لإتمام الحوار علما بأن الأجواء السياسية والإعلامية متأزمة حاليا بين الحاكم والمشترك ؟ ( القهالي ) اعتبر هذه الدعوة ظاهرة إيجابية من أجل المستقبل , وإذا ما دعيت إلى الحوار فسأبدي آرائي بالاتجاه الذي أراه مناسبا والذي يعبر عن الأهداف والطموحات السياسية والاجتماعية وبما يلبي رؤيتي نحو المستقبل . ( سبأنت ) هل لعودتك دوافع أو اتفاقات سياسية مسبقة ؟ ( القهالي ) أُكن لفخامة الرئيس كل معزة وتقدير واحترام وكان لي الشرف الكبير بأني كنت زميلا له أثناء العمل في القوات المسلحة لهذا تربطني به روابط قوية , ودافعي للعودة هو حديثه معي والذي ترك الأثر الكبير في نفسي , عودتي لم يكن فيها أي اتفاقات مسبقة أو صفقة سياسية , وجاءت العودة بعد أن أجريت اتصالا بالرئيس من أجل تهنئته بعيد الأضحى المبارك , طبعا أبلغوه أن مجاهد القهالي اتصل وهو يعرف أني في الغربة , بعد أربع ساعات اتصل بي الأخ الرئيس وتبادلت التهاني معه , ثم قال لي " لماذا لا تعود إلى اليمن ؟ فاليمن يتسع للجميع , وأنت تعز علينا وعلى اليمن وأهلا وسهلا بك " هذه الكلمات كان لها وقع خاص في قلبي خاصة أنها جاءت من فخامة الرئيس شخصيا , وأنا أعتبر أن الرئيس يكن المحبة الكبيرة لكل أبناء الوطن ولم يقطع صلاته بأي إنسان خارج الوطن أو داخله وهو يحافظ على التواصل مع أفراد الشعب , وما يميز فخامة الرئيس عن غيره من القادة العرب هو أن صلاته مستمرة واحترامه للرأي والرأي الآخر , ويتقبل كل الآراء ووجهات النظر بصدر رحب , وأنا أعتز بأي حوار في المستقبل , وأنتظر باللقاء مع فخامة الرئيس في أقرب وقت ممكن , ولا أدري ما لدى الرئيس وأنا عندي بعض الآراء ووجهات النظر , واتمنى أن تتضافر جهودنا من أجل رفعة الوطن وتقدمه . ( سبأنت ) بكلمات قليلة .. كيف تصف شخص الرئيس علي عبدالله صالح ؟ ( القهالي ) الرئيس علي عبدالله صالح يتمتع بالذكاء الذي يميزه عن غيره , وحبه الشديد واحترامه الكبير لأبناء الوطن , ويمتلك قدرات عجيبة في معرفة الخارطة السياسية والاجتماعية في اليمن , وما يميزه عن غيره هي الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده وقد سجلها التاريخ في أنصع صفحاته .. الرئيس كبير في وطنيته ورفيع في مسؤولياته , وهو حريص دائما على تفادي الصراعات ويعمل من أجل حًل الكثير من المشاكل والمعضلات بالحكمة والمنطق , والبرنامج الانتخابي الذي تقدم به في سبتمبر الماضي لعامة الشعب هو خير من يًعرف فخامة الرئيس لأن البرنامج احتوى على الكثير من الأهداف التي تلبي طموحات أبناء الوطن وتبشرهم بمستقبل أفضل . سبأنت