الرئيس يؤكد المضي في سياسة "الحزم الاقتصادي" وعدم التفريط بالمركز القانوني والمالي للدولة    فرحة العيد مسروقة من الجنوبيين    الجيش الأمريكي يكشف ما فعلته فرقاطة إيرانية كانت بالقرب من السفينة المحترقة ''فيربينا'' خلال استهدافها من قبل الحوثيين    السلطات السعودية تصدر تعليمات مهمة للحجاج: تجنبوا هذا الفعل خلال أيام التشريق    نازح يمني ومعه امرأتان يسرقون سيارة مواطن.. ودفاع شبوة لهم بالمرصاد    رئيس تنفيذي الإصلاح بالمهرة يدعو للمزيد من التلاحم ومعالجة تردي الخدمات    الرواية الحوثية بشأن احتراق باص في نقيل سمارة.. مقتل وإصابة 15 شخصًا ومصادر تكشف سبب الحادث    كل فكر ديني عندما يتحول إلى (قانون) يفشل    شهداء وجرحى في غزة والاحتلال يتكبد خسارة فادحة برفح ويقتحم ساحات الأقصى    جواس والغناء ...وسقوطهما من "اعراب" التعشيب!    الإصلاح: قدَرُنا كحزب وطني حَمَل على عاتقه حلم اليمن الجمهوري الكبير    تبدأ من الآن.. سنن عيد الأضحى المبارك كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم    "هلت بشائر" صدق الكلمة وروعة اللحن.. معلومة عن الشاعر والمؤدي    هكذا يستقبل ابطال القوات المسلحة الجنوبية اعيادهم    يوم عرفة:    ياسين و الاشتراكي الحبل السري للاحتلال اليمني للجنوب    سجن واعتقال ومحاكمة الصحفي يعد انتكاسة كبيرة لحرية الصحافة والتعبير    وصلت لأسعار خيالية..ارتفاع غير مسبوق في أسعار الأضاحي يثير قلق المواطنين في تعز    استعدادا لحرب مع تايوان.. الصين تراقب حرب أوكرانيا    عزوف كبير عن شراء الأضاحي في صنعاء بسبب الأزمة الاقتصادية    يورو2024 : ايطاليا تتخطى البانيا بصعوبة    لامين يامال: جاهز لأي دور يطلبه منّي المدرب    مدير أمن عدن يُصدر قرارا جديدا    جريمة مروعة تهز صنعاء.. مسلحون حوثيون ينكلون بقيادي بارز منهم ويقتلونه أمام زوجته!    جماعة الحوثي تقدم "عرض" لكل من "روسيا والصين" بعد مزاعم القبض على شبكة تجسس أمريكية    صحافي يناشد بإطلاق سراح شاب عدني بعد سجن ظالم لتسع سنوات    تعز تستعيد شريانها الحيوي: طريق الحوبان بلا زحمة بعد افتتاحه رسمياً بعد إغلاقه لأكثر من عقد!    ثلاثية سويسرية تُطيح بالمجر في يورو 2024.    - ناقد يمني ينتقد ما يكتبه اليوتوبي جوحطاب عن اليمن ويسرد العيوب منها الهوس    الإصلاح يهنئ بذكرى عيد الأضحى ويحث أعضاءه على مواصلة دورهم الوطني    بينهم نساء وأطفال.. وفاة وإصابة 13 مسافرا إثر حريق "باص" في سمارة إب    كبش العيد والغلاء وجحيم الانقلاب ينغصون حياة اليمنيين في عيد الأضحى    - 9مسالخ لذبح الاضاحي خوفا من الغش فلماذا لايجبر الجزارين للذبح فيها بعد 14عاماتوقف    بينها نسخة من القرآن الكريم من عهد عثمان بن عفان كانت في صنعاء.. بيع آثار يمنية في الخارج    خوفا من تكرار فشل غزة... الحرب على حزب الله.. لماذا على إسرائيل «التفكير مرتين»؟    مأساة ''أم معتز'' في نقطة الحوبان بتعز    انقطاع الكهرباء عن مخيمات الحجاج اليمنيين في المشاعر المقدسة.. وشكوى عاجلة للديوان الملكي السعودي    أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم    ألمانيا تُعلن عن نواياها مبكراً بفوز ساحق على اسكتلندا 5-1    لماذا سكتت الشرعية في عدن عن بقاء كل المؤسسات الإيرادية في صنعاء لمصلحة الحوثي    أربعة أسباب رئيسية لإنهيار الريال اليمني    دعاء النبي يوم عرفة..تعرف عليه    حتمية إنهيار أي وحدة لم تقم على العدل عاجلا أم آجلا هارون    يورو 2024: المانيا تضرب أسكتلندا بخماسية    هل تُساهم الأمم المتحدة في تقسيم اليمن من خلال موقفها المتخاذل تجاه الحوثيين؟    صورة نادرة: أديب عربي كبير في خنادق اليمن!    المنتخب الوطني للناشئين في مجموعة سهلة بنهائيات كأس آسيا 2025م    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    أروع وأعظم قصيدة.. "يا راحلين إلى منى بقيادي.. هيجتموا يوم الرحيل فؤادي    مستحقات أعضاء لجنة التشاور والمصالحة تصل إلى 200 مليون ريال شهريا    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    منتخب الناشئين في المجموعة التاسعة بجانب فيتنام وقرغيزستان وميانمار    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس علي عبدالله صالح تميز في وقت مبكر بقدرات قيادية ولم يفكر ذات يوم في الوصول إلى السلطة بطريقة غير مشروعة
عاد إلى أرض الوطن بعد غياب دام 13 عاماً .. السياسي مجاهد القهالي ل ( الجمهورية):
نشر في الجمهورية يوم 13 - 02 - 2007

- دعوة الحوثي متخلفة وتتبنى وجهة نظر إقليمية وعلى أتباعه الاستفادة من تسامح الدولة
- لست ناصرياً وانضمامي إلى المؤتمر الشعبي متروك لقناعات قيادة المؤتمر
- الديمقراطية وضعت حداً للانقلابات والصندوق هو الطريق الوحيد للوصول إلى السلطة
- قال لي الأخ الرئيس ان اليمن يتسع للجميع واليمن يفتح ذراعيه لگل أبنائه فقررت العودة
- أسهمت في تأمين خروج عدد من أنصار علي ناصر محمد في عدن عقب أحداث يناير
قال الشيخ مجاهد القهالي الذي عاد مؤخراً من خارج اليمن بعد غياب دام 13 عاماً إن علاقته بالرئيس علي عبدالله صالح تعود إلى ما قبل حركة 13 يونيو عندما كانا عضوين في مجلس قيادة الظل انه عاد إلى اليمن بناء على اتصال تلقاه من الرئيس يوم عيد الأضحى المبارك ، وهو الاتصال الذي ترك الأثر الكبير في نفسه والدافع المعنوي الكبير لاتخاذ قراره بالعودة.. ونفى الشيخ مجاهد أن تكون إقامته في الإمارات العربية المتحدة لجوءاً سياسياً ، موضحاً أنه كان يقيم بصورة عادية بما تربطه من علاقات حميمية ببعض الشخصيات الإماراتية التي سهلت له الإقامة ودراسة أبنائه ومن ثم انتقالهم إلى المجال العملي كأصحاب مشاريع استثمارية كبرى هناك ، مؤكداً أنه لم يتقدم بأي طلب لأية دولة كانت بطلب حق اللجوء السياسي ، وان مسالة عودته كانت مرتبطة أولا وأخيرا بأبنائه ودراستهم وبعض المتعلقات الشخصية الأخرى.. وتحدث القهالي في هذا الحوار الخاص بالجمهورية حول العديد من القضايا التاريخية بدءا بعمله السياسي منذ وقت مبكر مرورا بأحداث القاضي الإرياني الذي حكم اليمن منذ 67- 74م ثم حركة الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي 74-77م ونزوحه بعدها إلى عدن "جنوب اليمن سابقاً" بعد تعيينه سفيراً في إحدى الدول الغربية ، وشهادته على أحداث يناير 86م التي عاصرها إلى غيرها من القضايا التي تناولها الحوار الآتي :
- الجمهورية : هل يمكن أن توجز لنا قصة 13 عاما قضيتها خارج اليمن ؟
القهالي : أولا سعيد كل السعادة بالتحدث إلى صحيفة الجمهورية ، أما فيما يتعلق بسؤالك عن المدة التي قضيتها خارج الوطن وكيف كانت ، فقدت وجدت نفسي بعد أحداث 1994م في جمهورية مصر العربية ، وحينها لم يستوقفني الظرف الذي أمر به أو الذي وصلت إليه فبدأت بالتفكير الجدي لتأهيل الأبناء واختيار مجال الدراسة والتخصصات المناسبة التي تؤهلهم للعمل المهني بشكل مباشر بعد تخرجهم من الكلية ، وهذا بالتشاور معهم وانخرطوا في الهندسة الصناعية وتمكنوا ولله الحمد من التخرج بنجاح وتفوق.
وطبعا طوال بقائي في مصر كنت منشغلا أيضاً بمتابعة أخبار الوطن وما يجري فيها من تطورات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وكنت على تواصل مستمر مع العديد من الإخوة والكثير من الزملاء الذين كانت تربطني بهم علاقات سياسية وودية وأخوية بمختلف مشاربهم ، كان لي تواصل معهم أثناء وجودي بمصر ، وأيضا انشغلت بالقراءة والكتابة والرياضة ومتابعة هموم بعض الأخوة الذين كانوا يأتون إلى مصر لغرض العلاج قدر ما أستطيع.
بعد أن ذهبت إلى الإمارات عام 2001م حاولت أن انشغل بنفس المواضيع والاستمرارية في التواصل مع الكثير من الأخوة والزملاء وأبناء الوطن والكثير من الأقارب و كنت على تواصل حي ومستمر ومتواصل وتمكن أولادي فعلا من إيجاد أعمال مناسبة وفقاً لتخصصاتهم والحمد لله حققوا نجاحاً ملموساً.
اتصال الرئيس اعادني إلى الوطن
- الجمهورية : كيف كانت عودتك إلى الوطن هل حاولت الاتصال أو كانت هناك وساطات لدى الرئيس علي عبدالله صالح لعودتك؟
القهالي : كانت هناك سلسلة من الاتصالات ، ومن المساعي الحميدة الطيبة للكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية كما هو معروف عن اليمنيين أنهم دائما وسطاء خير وتعاون ، ولكن الكثير من هذه الاتصالات لم يُكتب لها النجاح ، ولقد كان لاتصال الأخ الرئيس يوم عيد الأضحى المبارك الأثر الكبير في نفسي والدافع المعنوي الكبير لاتخاذ قرار العودة ، وكان هذا الاتصال رداً على اتصال مسبق مني في نفس اليوم "عيد الأضحى" لتهنئة فخامة الأخ الرئيس بالعيد المبارك وتمنياتي له بدوام الصحة والسعادة ، وفوجئت عقبه باتصال الأخ الرئيس حمل في طياته معاني كثيرة وعكس هذا الاتصال عمق المحبة الصادقة من قبل الأخ الرئيس لأبناء الوطن وليس لشخص مجاهد القهالي فقط ، وكانت دعوته ذات المسؤولية الرفيعة والروح الوطنية الكبيرة بعودتي قائلاً:إن اليمن يتسع للجميع واليمن يفتح ذراعيه لكل أبنائه وأنت واحدٌ ممن ساهموا وشاركوا في بناء الوطن وأهلا بك بين أخوانك وزملائك ولا تتردد في هذا ، فكان لهذه الكلمات أثر كبير في نفسي لاتخاذ قرار العودة بما تحمله من معانٍ كبيرة وعظيمة وعميقة تعكس المستوى الرفيع للمسؤولية التي يتمتع بها فخامة الرئيس والتواصل مع كل أبناء الوطن أكانوا موالين أم مخالفين له في الرأي وهذه ميزة تميزه عن غيره من الزعامات العربية الأخرى.
شيخ أم عميد
- الجمهورية : بما تفضل أن أخاطبك بالشيخ أم بالرتبة العسكرية باعتبارك قائداً عسكرياً؟
القهالي : "يضحك" .. أنا حاليا خارج القوات المسلحة وبالتالي لم يبق لي إلا موقعي الاجتماعي الذي توارثته عن آبائي وأجدادي ، ولا تزال لي رتبة في القوات المسلحة ولكني غير عامل حالياً فيها.
- الجمهورية : لماذا لم تستفد من قرار العفو العام وتعود كغيرك من نازحي حرب 1994م خصوصاً بعد قطع الشيخ زايد رحمه الله الإعانات عن السياسيين اليمنيين؟
القهالي : هناك فرق .. بالنسبة لي فقد كان لي الشرف الكبير أن حضرت اللقاء الذي تم في سفارة الجمهورية اليمنية في أبو ظبي تحت رعاية الأخ الرئيس الذي تحدث فيه مع كل الموجودين في الإمارات ورحب بهم جميعا بالعودة إلى أرض الوطن وناقشنا الكثير من المصاعب التي كانت تقف عائقا أمام العودة إلى الوطن وذللها جميعها ، وبالتالي عادوا جميعاً ، إنما أنا فلم أكن مشمولا من ضمن من الذين كانوا ضيوفا على دولة الإمارات العربية المتحدة ومسألة قرار العفو العام فأنا شخصياً اعتبرته قراراً حكيما ساهم في لم عائلة الوطن والعمل السياسي ما جمع شمل أبناء الوطن وما حقق الخير لكل أبناء الوطن فالقرار كان حكيماً ، شرّف اليمن خارجه وداخله ولكني لم أكن ممن صدرت بحقهم أحكام ولم يكن أمامي أي عوائق دستورية أو قانونية تحول دون عودتي ، وبات قرار عودتي قراراً شخصيا حيث كان هناك بعض المهام والأمور الشخصية المتعلقة بعائلتي وأولادي بعملهم ودراستهم وترتيب أوضاعهم حتى بالنسبة لبعض المسائل الإدارية المتعلقة بوثائق سفري إلى آخره.
لم أكن لاجئاً
الجمهورية : إذاً لم تكن لاجئا سياسيا في الإمارات ؟
القهالي : على الإطلاق .. أنا لم أكن لاجئا سياسيا في الإمارات ولم أتقدم بطلب حق اللجوء إلى آية دولة أخرى على الإطلاق ، ولكني عشت فيها فترة زمنية محددة أعتز بها ، وكانت فترة بقائي في هذا البلد طيبة لم أشعر فيها بأي منغصات ، واستطعت فعلاً أن أكوّن العديد من العلاقات مع بعض الشخصيات الاعتبارية الإماراتية في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها ، ولم أشعر بأي شئ ، بالعكس الواحد يعيش في الإمارات حياة مطمئنة كريمة ولم أشعر في يوم ما بأني غريب فيها قط وهذا من طيب ودماثة أخلاق أهل تلك البلاد.
العمل السياسي من البوابة العسكري
- الجمهورية : هل يمكن أن تحدثنا عن بداية انخراطك في العمل السياسي ؟
القهالي : انخرطت في العمل السياسي مع مجموعة من الزملاء الضباط وعلى رأسهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حينما بدأنا بتكوين بعض الأفكار التصحيحية لتصحيح الأوضاع عام 1972م "في عهد الرئيس الإرياني" وكنا قد بدأنا مجموعة من القيادات العسكرية من أجل تقديم عدد من المقترحات التصحيحية لتصحيح الأوضاع داخل القوات المسلحة وخارجها ، وحينها كنا قد بدأنا فعلا تكوين هيئة صغيرة توسعت إلى حين تكون مجلس قيادة الظل الذي بدوره ..........
- الجمهورية "مقاطعاً" قيادة الظل هل هي نفسها التي كانت قيادة التصحيح خلال حكم الحمدي؟
القهالي : نعم هي نفسها مجلس القيادة التي تمكنت من قيادة حركة 13 يونيو 1974م بقيادة الرئيس إبراهيم الحمدي رحمه الله "1974-1977م" ، وهو المجلس الذي كان يُناقش الكثير من القضايا الكبيرة ويقرها ....
أعود إلى سؤالك وهو متى بدأت الانخراط في العمل السياسي .. تحديداً عام 1972م حينما كوّنا هيئة صغيرة من عدد من الضباط كنت احدهم كما سبق وأوضحت ، وتقدمنا بمقترحات تصحيحية لتصحيح الأوضاع في القوات المسلحة وخارجها وبالذات الأوضاع المالية والإدارية ورفعنا هذه المقترحات إلى رئيس الجمهورية آنذاك وهو القاضي عبد الرحمن الإرياني وكانت معروفاً ونشرت في مختلف الأوساط السياسية والاجتماعية وكان معروف من يقف وراءها وهم عدد من ضباط الجيش منهم الرئيس الحمدي والرئيس الغشمي والرئيس علي عبدالله صالح وقناف زهرة وعبدالله الحمدي وأحمد فرج وأنا وعدد آخر من القيادات العسكرية.
توسعت الهيئة إلى أن كونت مجلس لقيادة حركة 13 يونيو وتمكنت بالقيام بحركة 13 يونيو التي أطاحت بالرئيس الإرياني رحمه الله تلافياً للخلاف حين ذاك الذي كان بين الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان رئيس البرلمان والرئيس عبد الرحمن الإرياني حول عدد من القضايا والهموم ذات الطابع اليمني وخشية منا أن يتفاقم الصراع ويصل إلى حد الخروج إلى الشارع والوصول إلى مرحلة العنف ، تدخلت القوات المسلحة بقيادة الرئيس إبراهيم الحمدي حين ذاك وتمكنت من الحسم لهذا الخلاف وتقدم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر باستقالته كما تقدم الرئيس عبد الرحمن الإرياني باستقالته وتشكل مجلس القيادة المعلن حينذاك عام 1974م.
- الجمهورية : مجلس القيادة هو نفسه مجلس الظل؟.
القهالي : لا .. الظل كان يختلف عن هذا .
- الجمهورية : أنت كنت عضوا في الظل وعضواً في المعلن ؟
القهالي : لا .. أنا كنت عضواً في مجلس الظل فقط .
الرئيس علي عبدالله صالح
- الجمهورية : متى بدأت علاقتك بالرئيس علي عبد الله صالح؟ وكيف هي الآن قبل وبعد عودتك من الإمارات ؟
القهالي : علاقتي بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح توطدت بشكل أكثر قرباً حينما تم تعييننا الاثنين في نفس اليوم ، أنا تم تعيني قائدا للواء الأول مشاه بمحافظة تعز ، وهو تم تعيينه قائدا للواء تعز وكان لقائي به يتم بصورة شبه يومية بحكم العمل وتعمقت علاقتي به وتعززت أكثر فأكثر خصوصاً انه أصبح قائدي المباشر "عسكرياً" لان قائد اللواء يشمل كل الوحدات العسكرية الموجودة في اللواء ، كما تعززت علاقتي معه أثناء لقاءاتنا الدورية في مجلس القيادة عام 1974م .
الجمهورية : علاقتكم كانت عسكرية بحتة أم أنها كانت تشمل العمل السياسي؟
القهالي : علاقاتنا كانت مميزة كجميع العلاقات آنذاك ، فكانت تأخذ الجانب العسكري والسياسي والأخوي وغيرها من أوجُه العلاقات المُميزة ، والأخ الرئيس في حينها كان يمتاز بقدرات وبذكاء كبير.
وللأمانة كان يختلف عن غيره كثيراً ، وكانت عنده طاقة هائلة وإمكانية كبيرة فعلا بحل الكثير من القضايا والهموم التي تعانيها وحدات القوات المسلحة والموجودة في لواء تعز وكان منشغلا بكل هموم تلك الوحدات ......
- الجمهورية : كان في الثلاثينيات من عمره ؟
القهالي : تقريبا في هذا الحدود .
- الجمهورية : هل كنت تلمس فيه طموح إلى الزعامة أو القيادة أو أن يكون رئيساً؟
القهالي : قدراته التي كانت تميزه عن غيره من القادة العسكريين كانت مؤشرا بان هذا الإنسان سوف يكون له مستقبل غير عادي.
- الجمهورية : أقصد في الجلسات الخاصة وفي مقايل القات .. هل كان يصرح ببعض طموحه الذي يسعى إليه مثلاً؟
القهالي : لم يكن الرئيس علي عبدالله صالح يفكر في حينه أن يصل إلى السلطة من خلال انقلاب عسكري أو أي شئ من هذا القبيل ، لكنه كان يتميز عن غيره بمستوى العمل الكفء والقدرات الكبيرة التي كان يتميز بها في الأداء العملي سواءً كان على الصعيد العسكري أو الاجتماعي أو الشخصي أو السياسي ، وكان يحظى باحترامنا جميعاً نحن كضباط الجيش وقادة الوحدات العسكرية وهذا ليس نابعاً من كونه قائدا عسكريا لنا ولكنه لما يتمتع به من صفات طيبة جعلتنا نحترمه ونقدره ولأنه كان يمتاز بالقدرات والأخلاق الحميدة والتعاون والمحبة الصادقة لكافة الضباط والأفراد في مختلف الوحدات.
الجمهورية : هل اختلفت معه فيما بعد ؟
القهالي : لم اختلف معه على الإطلاق وكان بالنسبة لي يعتبر مرجعاً أعود إليه في العديد من القضايا .
الرئيس علي ناصر محمد
{.. الجمهورية : المعروف انك ترتبط بالرئيس علي ناصر محمد "رئيس جنوب اليمن قبل الوحدة" بعلاقات ودية شخصية وسياسية هلا حدثتنا عنها؟
القهالي : الأخ الرئيس علي ناصر محمد تربطني بشخصه علاقات تاريخية حميمة .. في أحداث يناير 86م استضفت في منزلي الكثير من الشخصيات ومن مختلف الأطراف المتقاتلة أو طرفي الصراع آنذاك وتمكنت من إقناع الكل بالهدوء ولم يتعرض أي شخص ممن كانوا في منزلي إلى أي سوء وكان عددهم يزيد عن سبعين شخصاً من كلا الطرفين ، وعملت في المرحلة الأولى على إخراج من تيسر له الأمر حينما بدأت الأمور تحسم باتجاه الطرف الآخر المناوئ للرئيس علي ناصر وعودتهم إلى أي مكان يرغبون في الذهاب إليه ، وفي الفترة اللاحقة عملت على إخفاء والمساعدة على خروج من تبقى عندي من أنصار الرئيس علي ناصر محمد إلى خارج حدود "جنوب اليمن" آنذاك "عام 1986م" ووفرت لهم الحماية ورفضت القبول بأي تسليم لهم على الإطلاق رغم الدعوات التي طرحت عليّ آنذاك ، وفوجئت بقوة عسكرية اقتربت من منزلي لحسم الأمر عسكريا وأخذهم بالقوة وتدخل الشهيد الأستاذ جار الله عمر وحال دون أن يتم حسم الأمر عسكرياً وأخرجتهم من عدن دون أن يُمسوا بأذى وهذه الحادثة وطدت علاقتي بالرئيس علي ناصر.
الجمهورية : يقال انه اتصل بك مؤخراً وحاول أن يثنيك عن الاستجابة للرئيس علي عبدالله صالح والعودة إلى الوطن .. ما صحة ذلك؟
القهالي : هذا غير صحيح ، بالعكس الرئيس علي ناصر محمد بارك عودتي وشجعني عليها.
لست ناصرياً
- الجمهورية : هل تنتمي سياسياً إلى الحزب أو الحركة الناصرية المعروفة؟
القهالي : أنا تحالفت مع التنظيم الناصري ولكني لم أكن في يوم الأيام منظماً في الحزب الناصري ولم يسبق لي أن كنت عضواً في هيئاته التنظيمية ، ولكني تحالفت وتعاونت مع الإخوة الناصريين في فترات عديدة ، وكانت الأيام التي سبقت الوحدة اليمنية عندما كنت أرأس جبهة التصحيح الديمقراطية عاملا في الجبهة الوطنية الديمقراطية وكنت حينها من قيادات الجبهة قبل الوحدة ، وشاركت في الحوار الذي سبق الوحدة كتنظيم سياسي مستقل مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأمين عام الحزب الاشتراكي علي سالم البيض كجزء من الحركة السياسية القائمة حينذاك وتقدمت بوجهة نظري إلى تلك الاجتماعات ، وبعد الوحدة جاء إليّ عدد من الإخوة الناصريين على رأسهم الدكتور فضل أبو غانم وعبد الفتاح البصير وعدد كبير من الإخوة الناصريين طلبوا أن نكوّن تنظيماً موحداً وبعد حوار ونقاشات دارت بيننا توصلنا إلى إنشاء تنظيم موحّد يُسمى تنظيم التصحيح الشعبي الناصري وما كدنا نوحد أنفسنا حتى تفرقنا بحكم أن مدة التجربة كانت قصيرة وطبيعة المرحلة كانت مختلفة نظرا لسلسلة من الخلافات والتباينات في الرأي ووجهات النظر لدى مختلف أطراف العمل السياسي لاسيما الأطراف الأساسية في إعادة توحيد اليمن "المؤتمر والاشتراكي" وتمكن التنظيم بعدها بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية عام 1993م وحصل التنظيم على عدد من الأصوات في مختلف الدوائر الانتخابية في اليمن وبعد أحداث 1994م انفرط العقد فهناك من كون حزب التصحيح الناصري وانضم إلى المجلس الوطني للمعارضة وهناك من انظم إلى المؤتمر الشعبي العام وهناك من أسس حزبا آخر برئاسة الأخ ياسين مكاوي وعدد آخر حاول الحياد والى حد الآن بقى مستقلا عن الانخراط تحت أي مسمى جديد أو الانضمام لأي تنظيم سياسي آخر.
- الجمهورية : ماذا ستعمل أنت بعد عودتك لليمن ؟
القهالي : حالياً أنا في مرحلة تنفس الصعداء وأجريت سلسلة من الحوارات واللقاءات والمشاورات مع عدد الأطراف وهناك العديد من الأخوة الذين كانوا معارضين لفكرة التحالف مع الناصريين لازالوا غير منتمين إلى أي تنظيمات سياسية وبقوا منتظرين وسأعمل خلال الفترة القادمة ........
- الجمهورية "مقاطعا" التنظيم الموجود حالياً برئاسة عبد العزيز مقبل ما مصيره؟
القهالي : أنا انظر إلى تنظيم التصحيح الذي يرأسه الأخ عبد العزيز مقبل كما انظر تماماً إلى أي حزب أو تنظيم موجود في الساحة وهي نفس النظرة التي أنظرها إلى تنظيم التصحيح الذي يرأسه الأخ ياسين مكاوي "كما سمعت انه انشأ حزباً بنفس التسمية" ، وأنا أتعامل مع الجميع بروح الأخوة والزمالة العمل المشترك والتفاهم والحوار وقد نتوصل جميعنا إلى صيغة موحدة وهذا متروك للحوار وللجميع ، وأنا لم استكمل بعد سلسلة الحوارات التي أجريها مع بعض الأطراف وحينما أتمكن من استكمالها سوف أعلن عن النتائج.
- الجمهورية : في حال لم تصل إلى نتيجة مع التنظيمين القائمين هل ستنشئ حزباً جديداً؟
القهالي : هذا سؤال سابق لأوانه وأنا متفائل بالحوارات التي أجريها حالياً.
- الجمهورية : هناك توقعات سياسية بانضمامك للمؤتمر الشعبي العام "الحاكم"؟
القهالي : أنا أشرت في بداية حديثي إلى أن المؤتمر الشعبي العام حقق العديد من المنجزات التنموية في مختلف المجالات وأهمها تحقيق الوحدة والديمقراطية والعمل من اجل التنمية وتطوير الحياة العامة في البلاد ، واعتز بدوره بالشراكة مع فرقاء العمل السياسي الآخرين ، وانضمامي للمؤتمر من عدمه متروك لقناعات قيادة المؤتمر وقناعتي أنا أيضا ، وكما سبق أن قلت فاني الآن بصدد إجراء عدد من الحوارات مع بعض الأطراف السياسية لكنني إلى الآن لم التقى بقيادات المؤتمر للنقاش حول هذه المسائل ، اترك هذه المسألة للحوار وللمستقبل القريب.
- الجمهورية : ما رأيك في اللقاء المشترك؟
القهالي : اللقاء المشترك تكوين يضم في إطاره خمسة أحزاب موجودة داخل البلاد ، وهو جزء من العمل السياسي في اليمن ، واللقاء المشترك لديه برنامجه السياسي وأنشطته السياسية والاجتماعية والثقافية والى آخره ، وأنا شخصيا اعتبر المعارضة الوجه الآخر للنظام ولا يوجد بيني وبين أحزاب اللقاء المشترك أي سوء تفاهم .. أنا احترمهم كثيرا ، وللمشترك أولوياته ومهامه في هذه المرحلة وأنا لم ادخل معه في أي حوار ولا اعرف كيف يفكر بالنسبة لي أو لغيري وقد استقبلني الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للاشتراكي ولم يستقبلني أي قيادات أخرى من اللقاء ولم تشر أي من صحفه إلى عودتي أو إلى البيان الذي أصدرته في الإمارات العربية المتحدة قبل عودتي باستثناء صحيفة الثوري.
أشاروا إلى البيان الذي أصدره الأخ عبد العزيز مقبل وبعض التنظيمات الناصرية الأخرى لكنهم لم يشيروا إلى بياني في صحفهم وأنا اعتبر أن المعارضة في هذه المرحلة مكملة وجزء لا يتجزأ من النظام السياسي العام .
- الجمهورية "مقاطعاً" واخذ منها موقفاً؟
القهالي : لا لم آخذ منهم موقفاً ويمكن أن يكونوا هم اخذين مني موقف.
الحوثي والقذافي
- الجمهورية : قضية الحوثي .. كيف تنظر لها؟
القهالي : انظر إلى قضية الحوثي من حيث الأساس بأنها دعوة متخلفة ، بدأت بتكوين الميليشيات المسلحة واختتمت بممارسة العمل المسلح بشعارات شبيهه لشعارات نسمعها في بلدان وأماكن مجاورة ، أعطت هذه الحركة إطارا ضيّقا في المجتمع اليمني غير مفهوم أهدافها السياسية .. ما نسمع عنها أنها تطرح بعض الشعارات المذهبية المعبرة عن بعض الأطراف الإقليمية ، طبعا هذا ليس لمصلحتهم ولا لمصلحة اليمن .. العودة إلى الوراء والى الميليشيات المذهبية والقبلية والعصبوية في تقديري أن الوضع الذي وصلنا إليه في اليمن قد تجاوزناها بكثير ونحن نعيش الآن عهداً جديداً ومختلفاً ، عهداً امتلكت اليمن فيه تجربة كبيرة في مجال الديمقراطية والانتخابات الرئاسية وغيرها ، هذه التجربة التي وضعت حدا نهائيا لكافة الجهات الطامحة للوصول إلى السلطة عن طرق الانقلابات العسكرية والتكتلات المذهبية والعصبوية والى آخرها ، وأصبح اليوم الصندوق هو الحكم بين الحاكم والمعارضة وأصبح الطريق واضحا أمام أبناء المجتمع اليمني أن الطريق الوحيد للوصول إلى السلطة هو عبر الصندوق ولا غيره ، وان المسار الديمقراطي المتحضر هو المسار الوحيد لحكم اليمن ، لم يعد هناك أي مجال لأي دعوات مذهبية أو فئوية أو قبلية أو غيرها ، حيث تم تحديد المستقبل بالانتخابات والصناديق فقط.
صحيح أن هناك بعض الملاحظات للإخوة في المعارضة فيما يتعلق بالانتخابات أو بالمستقبل ، أنا في تقديري انه يمكن الوصول إلى حلول لتلك الملاحظات من خلال الحوار عبر الدعوة التي وجهها المؤتمر الشعبي العام باتجاه المشاركة في بناء الوطن والمستقبل الزاهر ، وفيما يتعلق بالمسألة الاقتصادية فهناك جملة من المصاعب والتراكمات الموجودة لها حلول كفيلة بتطوير أوضاعنا الاقتصادية وإزالة كافة المصاعب في برنامج الأخ الرئيس الانتخابي من خلال تبني إنشاء لجان وطنية لمكافحة الفساد ولجنة المناقصات والعمل من اجل الفصل بين السلطات وتهيئة المناخ للتداول السلمي للسلطة ومن اجل التنمية الشاملة والعاجلة المخططة والمبرمجة ، فانا أدعو الجميع على تضافر الجهود لنعمل على بناء مستقبل زاهر وتوفير حياة كريمة للشعب اليمني.
أما الحوثي فاني انصحه بالاستجابة للدعوة التي وجهها الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بتشكيل حزب سياسي وان ينخرطوا في الحياة السياسية وان يسلموا أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة ، ونصيحتي للحوثي وأتباعه أن يتخلصوا من هذه الدعوة المتخلفة وان ينخرطوا في منظمة العمل السياسي وان يضعوا كل رؤاهم ووجهات نظرهم وكل أهدافهم بشكل واضح وان يُعبّروا عنها بكافة الأشكال الصحفية ووسائل التعبير الموجودة كغيرهم من الأحزاب والتنظيمات السياسية القائمة ، أما مسألة الدعوة إلى تكوين الميليشيات والمواجهة المسلحة لكل أشكال الدولة المدنية والعسكرية فانا اعتبرها خارجة عن القانون والدستور والنظام وخارجة عن كافة أشكال العمل السياسي والديمقراطي ، وهناك توجيهات صدرت إلى محافظة صعده بتعويض المتضررين ، أنا في تقديري أن دعوة الأخ الرئيس لهم كلها أساليب حضارية ينبغي أن يستفيدوا منها.
المذكرات للتاريخ
- الجمهورية : سمعنا انك بدأت تكتب مذكراتك وشهادتك على الأحداث التي عايشتها فهل ستطبعها أنت أو ستوصي بطباعتها حتى لا تسبب لك احراجات مع البعض؟
القهالي : نعم لقد بدأت خلال الفترة السابقة بكتابة مذكراتي وشهادتي على الأحداث التي عايشتها وعاصرتها وقطعت فيها شوطاً كبيراً وأنا على وشك الانتهاء من كتابتها ، وقد بدأت بهذه الخطوة كوني مشاركاً في العديد من الأحداث التي جرت على الساحة اليمنية بدءا من انقلاب 5/ نوفمبر وحتى اليوم ، وقبلها عندما كنت طالباً في المدرسة المتوسطة حيث ساهمت ضمن الطلبة الذين دخلوا إلى بيت البدر "نجل الإمام" يوم الثورة ، وساهمت في المظاهرة التي اندلعت قبل قيام الثورة بفترة وجيزة وسجنت حينها في سجن الرادع .
هذه الأحداث جميعها ومشاركتي الفاعلة فيها حيث كنت على اطلاع بالكثير من خفاياها ومسبباتها جعلتني اخذ قرار كتباتها بتجرد وسأعمل على نشرها في الوقت المناسب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.