رحب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل باستجابة الاطراف الفلسطينية للنداء الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للاشقاء في فلسطين لوضع حد فوري للاقتتال بينهم والاجتماع في رحاب بيت الله الحرام بمكة المكرمة لبحث امور الخلافات القائمة تحكيما للعقل وتغليبا للغة الحوار بمنأى عن اية تدخلات من أي طرف خارجي. واعرب الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك عقده في الرياض اليوم مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي محمد بن عيسى عن امله في ترجمة هذه الاستجابة بالوقف الفوري للاقتتال حقنا للدم الفلسطيني العربي المسلم والمسارعة الى عقد الاجتماع قبل تفاقم الامور وتصاعدها. وقال الامير سعود الفيصل اننا بانتظار وصول الاشقاء الفلسطينين الى المملكة والدعوة غير مشروطة وشفافة للقاء بجوار بين الله الحرام ليتصارحوا ويتكاشفوا ويصلوا الى الحلول التي تجنب المزيد من المأسأي وسفك الدماء وتعود بالمسار الفلسطيني الى وحدة الصف ووحدة الرؤى حتى نستطيع السير الى تحرير الارض وانهاء الصراع والوصول الى سلام يعم بخيره الجميع وخاصة الشعب الفلسطيني. وكشف وزير الخارجية السعودي ان هناك مبعوثا سعوديا يتواجد في طهران حاليا لدراسة الجهود المفضية لنزع فتيل الازمة بين الفرقاء في العراق ولبنان ، وقال ان الحوار السعودي الايراني بدأ منذ ان زار المبعوث الايراني علي لايجاني مؤخرا الرياض .. مشيرا إلى أن الهدف من زيارة المبعوث السعودي لطهران هو ان ايران ابلغت المملكة رغبتها في التعاون لدرء المخاطر عن المسلمين وخاصة الفتنة التي تهدد بالاستشراء في العالم الاسلامي بين الشيعة والسنة. واضاف الفيصل ان هذه الرغبة الايرانية رحب بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نظرا لأن المملكة لا تضمر الا الخير والمودة في التعاون بين كل الدول الاسلامية وخاصة ايران التي وصفها بالدولة الجارة الكبيرة. وأوضح أن المبعوث السعودي المتواجد في طهران حاليا يبحث مع المسؤولين الايرانيين ما يمكن ان تقدمه ايران في هذا الاطار. وحول تعيين عادل الجبير سفيرا للسعودية في واشنطن اكد الامير سعود الفيصل تأييده لهذا الاختيار .. مشيرا في الوقت نفسه الى ان السفير يعين على اساس مدى قدرته على النحاج في مهمته وليس على اساس انتمائه للعائلة المالكة. وفي الشأن اللبناني عبر وزير الخارجية السعودي عن امله ان يشكل الدعم الايجابي لمؤتمر / باريس 3 / حافزا للاشقاء في لبنان لتهدئة الاوضاع المضطربة والعودة مجددا الى طاولة الحوار لبحث قضايا الخلاف بحكمة ومسؤلية وتجنيب لبنان مخاطر النزاعات الداخلية المسلحة حفاظا على وحدته الوطنية واستقلاله وسيادته وارادته الحرة. ودعا الفيصل مجددا الاطراف اللبنانية الى الاستجابة لمبادرة الجامعة العربية وجهودها التي تشكل بارقة امل في ظل الوضع المتوتر في لبنان. وحول الاوضاع في العراق قال أن نزيف الدماء المستمر في العراق وازهاق المزيد من الارواح البريئة يتم دون اي وازع ديني او انساني وأن ذلك مصدر قلق للجميع معربا عن امله ان تحقق الجهود القائمة نتائجها في وقف التدهور الامني بالتعامل مع جميع مصادر العنف والارهاب والمليشيات المسلحة وتحقيق الوحدة الوطنية بين جميع العراقيين بكافة فئاتهم وأعراقهم وأطيافهم السياسية على مبدأ المساواة والتكافؤ بين الجميع والحفاظ على استقلال العراق وسيادته ووحدة اراضيه العريقة بتاريخها وحضارتها وتراثها العربي الاصيل. واعلن الامير سعود الفيصل ان بلاده لن تتراجع عن استضافة القمة العربية في مارس القادم في الرياض منوها بكل الجهود المبذولة لضمان حضور القادة والرؤساء العرب كافة وقال لاأعتقد ان الممكلة تراجعت عن انعقاد القمة بل هي التي تقدمت بذلك وضمان حضور القادة والرؤساء العرب يعود لكل رئيس والمملكة ستبذل كل جهد ان يكون الحضور لكل الرؤساء العرب ولكن القرار النهائي في الحضور او عدمه يعود للقادة انفسهم والمملكة ترحب بالجميع. وحول الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرياض كشف وزير الخارجية السعودي انه سيتم خلال هذه الزيارة التوقيع على عدة اتفاقيات سياسية واقتصادية رفيعة المستوى بين السعودية وروسيا تغطي كافة المجالات .. مشيراً الى تواجد مبعوث سعودي في موسكو حاليا للاعداد للتريبات لهذه الزيارة وقال نحن حريصون على تعزيز العلاقات بين المملكة وروسيا وستكشف نتائج الزيارة اننا نتقدم بهذه العلاقات الى الامام. وعبر وزير الخارجية السعودي عن ارتياحه لسير اعمال الدورة العاشرة للجنة السعودية المغربية المشتركة التي اختتمت اعمالها اليوم والتوصيات التي تمخضت عنها التي شملت تطوير التعاون المشترك وتعزيزه على كافة المجالات الثقافية والتعليمية والاعلامية والسياحية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية. من جانبه اكد وزير الشئون الخارجية المغربي محمد بن عيسى ان بلاده تعتبر نداء خادم الحرمين الشريفين لقادة الشعب الفلسطيني للقاء والحوار في رحاب بيت الله الحرام بمكة المكرمة تعد التزاما خليقا وسياسيا تجاه قضايا الامتين العربية الاسلامية ، وقال ان هذه الدعوة هي سبيل الى الزام الفرقاء الفلسطينين بما سيتفقون عليه في رحاب بيت الله الحرام وهذا بحد ذاته حدث كبير في التاريخ معبرا عن الامل ان يتوصل الفرقاء الفلسطينين الى التوافق وجمع الشمل والمضي قدما في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. من جهة أخرى استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم الثلاثاء في الرياض السفير الامريكي لدى العراق زلماي خليل زاد , وجرى خلال الاستقبال مناقشة اخر تطورات الاوضاع في العراق. سبأنت