الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    ليفاندوفسكي يقود التشكيل المتوقع لبرشلونة ضد فالنسيا    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذكرى تتجدد في كل زمان وعهد يتردد في كل مكان
77 عاماً من تأسيس المملكة العربية السعودية " ملحمة القرن العشرين"
نشر في مأرب برس يوم 23 - 09 - 2007

تحتفي المملكة العربية السعودية اليوم الاحد بالذكرى السابعة والسبعين لليوم الوطني الذي يوافق غرة برج الميزان من العام 1386 هجرية شمسية المقابل للحادي عشر من شهر رمضان للعام 1428 هجرية قمرية المصادف الثالث والعشرين من سبتمبر 2007م ، ففي التاسع عشر من شهر جمادى الاولى من سنة 1351ه أعلن الملك عبدالعزيز- رحمه الله- توحيد أجزاء هذه البلاد الطاهرة تحت اسم المملكة العربية السعودية بعدن جهاد استمر اثنين وثلاثين عاما أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله الامين - صلى الله عليه وسلم -سائرا فى ذلك على نهج اسلافه من آل سعود لتنشأ فى ذلك اليوم دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الاسلام وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الانسانية فى كل أصقاع الدنيا ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة باحثة عن العلم والتطور سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل لها ولجميع المجتمعات البشرية ، وشهد توحيد هذه البلاد ملحمة جهادية تمكن فيها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من جمع قلوب وعقول أبناء وطنه على هدف واعد نبيل جعلهم يسابقون ظروف الزمان والمكان ويسعون لإرساء قواعد وأسس راسخة لهذا البنيان الشامخ على هدى من كتاب الله الكريم وسنة رسوله الامين- صلى الله‌ عليه وسلم- فتحقق للملك عبدالعزيز هدفه النبيل الذى استمر فى العمل من أجله سني عمره سائرا فى ذلك على نهج أسلافه من آل سعود الميامين ، ويستذكر أبناء المملكة هذه الذكرى المشرقة باعتزاز وتقدير للملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- على ماحقق لهذه البلاد المترامية الاطراف ولمواطنيها من خير كثير نتج عنه وحدة أصيلة حققت الامن والامان بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهاده وعمله الدؤوب فكانت أمنا وأمانا وبناء ورخاء.
كيان شامخ
ولا تعني هذه الذكرى المتميزة مجرد مناسبة وطنية عابرة فحسب ،وانما وقفة تأمل واعجاب فى قدرة هذا الكيان الشامخ على البناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل وتوفيق من الله أولا ثم بالايمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل فى انفاذ أحكامه، لتشمل كل مناحي الحياة ، فقد قامت الدولة السعودية الاولى في العام 1157ه عندما قرر الامام محمد بن سعود رحمه الله مناصرة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- الهادفة الى العودة الى الاسلام الصحيح وتصحيح المعتقدات مما شابها من الشبهات والجهل ولذلك قام بجهود كبيرة فى مؤازرة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- وتطلعاته الى مجتمع تتمثل فى جميع شؤون حياته سمات المجتمع المسلم الصحيحة ، وتعاهد الامام والشيخ في ذلك العام على التعاون للعودة بالمجتمع‌ فى جزيرة العرب الى عقيدة الاسلام كما كانت عليه فى صدر الاسلام ،ووفقا لما جاء به رسول الأمة -محمد عليه الصلاة والسلام- وسارا على هذا السبيل لتحقيق هذا الهدف الكبير ، بعد ذلك تتابع جهاد آل سعود منطلقين من ذات المنطلق فلم تنطفئ جذوة الايمان فى قلوب الفئة المؤمنة بانتهاء حكم الدولة السعودية الاولى بعد زهاء ستة وأربعين عاما بسبب التدخل الاجنبى ، وفي العام 1240ه قامت الدولة السعودية الثانية بقيادة الامام المؤسس الثاني تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -رحمه الله- الذي واصل ومن بعده أبناؤه نهج أسلافهم نحو ثمانية وستين عاما حتى انتهى حكم الدولة السعودية الثانية عام 1308ه نتيجة عوامل داخلية.
بطولة وشجاعة
وبزغ فجر اليوم الخامس من شهر شوال من العام 1319ه ايذانا بعهد جديد، حيث استعاد الموحد الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- مدينة الرياض معيدا ملك أبائه وأجداده فى صورة صادقة من‌ صور البطولة والشجاعة والاقدام ،فوضع -طيب الله ثراه- أولى لبنات هذا البنيان الكبير على أسس قوية هدفها تحكيم شرع الله والعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‌ ، وواصل الملك الموحد عبدالعزيز جهاده لإعلاء كلمة الله ونشر عقيدة التوحيد الصافية والعودة بالامة فى هذه البلاد المباركة الى دين الله عودة نصوحا على نهج قويم يحوطه الحزم وقوة الارادة ، ولم يفت في عضد الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين قلّة العدد والعدة ،وانطلق من الرياض بذلك الايمان الصادق فى جهاده حتى جمع الله به الصفوف وأرسى دعائم الحق والعدل والأمن والأمان‌0 توحدت القلوب على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فتوحدت ارجاء البلاد واينعت تلك الجهود امنا وامانا واستقرارا وتحول المجتمع من قبائل متناحرة الى شعب متحد ومستقر يسير على هدى الكتاب والسنة ، وتفيأ المواطن الامن والامان وكذا الحاج والمعتمر وزائر مسجد الرسول المصطفى -عليه الصلاة والسلام -وأصبحت السبل الى الحرمين الشريفين آمنة ميسرة وهي الغاية التى كانت هاجس الملك عبدالعزيز الذي لايفارقه بغية خدمة دين الله وخدمة المسلمين كافة ، ومثلما أرسى -طيب الله ثراه- دعائم الحكم داخل بلاده على هدى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقد اعتمد النهج نفسه فى علاقات المملكة وسياساتها الخارجية ، وانطلاقا من هذا النهج وهذا التوجه الاسلامي القويم دعا- رحمه الله- الى التعاون العربي والتضامن الاسلامي وأسهم اسهاما متميزا فى تأسيس الجامعة العربية، واشترك فى الأمم المتحدة عضوا مؤسسا كما سجل له التاريخ مواقف مشهودة فى كثير من الاحداث العالمية والقضايا الاقليمية والدولية ، وتجسد القضية الفلسطينية أنموذجا بارزا يؤكد دعم واهتمام الملك عبدالعزيز بقضايا أمته وحقوقها فكان _رحمه الله _عميق الصلة بهذه القضية راسخ التوجه تجاهها متميزا فى ذلك بحكم موقعه ومواقفه الاصيلة والثابتة بين الزعماء العرب.
منهج قويم
وسخر الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه للقضية الفلسطينية دبلوماسيته المعهودة ودافع عن القضية فى اتصالاته المستمرة مع زعماء العالم ونهج استراتيجية واضحة فى التعامل مع القضية لاعادة الحقوق المشروعه للفلسطينيين ، ورحل الملك عبدالعزيز رحمه الله بعد أن أرسى منهجا قويما سار عليه أبناؤه من بعده لتكتمل أطر الأمن والسلام وفق المنهج والهدف نفسه المستمدين من شرع الله المطهر كتاب الله وسنة رسوله ، وكان الملك سعود -رحمه الله- أول السائرين على ذلك المنهج والعاملين فى اطاره حتى برزت ملامح التقدم واكتملت هياكل عدد من المؤسسات والاجهزة الاساسية فى الدولة ، وجاء من بعده رائد التضامن الاسلامي الملك فيصل -رحمه الله -فتتابعت المنجزات الخيرة وتوالت العطاءات وبدأت المملكة فى عهده تنفيذ الخطط الخمسية الطموحة للتنمية ، وتدفقت ينابيع الخير عطاء وافرا بتسلم الملك خالد -رحمه الله -الامانة فتواصل البناء والنماء خدمة للوطن والمواطن خاصة والاسلام والمسلمين عامة ،واتصلت خطط التنمية ببعضها لتحقق المزيد من الرخاء والاستقرار ، وازداد البناء الكبير عزا ورفعة وساد عهد جديد من الخير والعطاء والنماء والانجاز بعد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ملكا على البلاد ، وتميزت الانجازات فى عهده -رحمه الله- بالشمولية والتكامل لتشكل ملحمة عظيمة لبناء وطن وقيادة أمة جسدت ما اتصف به الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- من صفات متميزة من أبرزها: تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله وتفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الاسلامية والمجتمع الانساني بأجمعه في كل شأن وفي كل بقعة داخل الوطن وخارجه ،اضافة الى حرصه الدائم على سن الانظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات ،قابلته أوامر ملكية سامية تتضمن حلولا تنموية فعالة لمواجهة هذا التوسع ، ولم تقف معطيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- عند ما تم تحقيقه من منجزات شاملة فقد واصل الليل بالنهار عملا دؤوبا يتلمس من خلاله كل مايوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه ،فأصبحت ينابيع الخير فى ازدياد يوما بعد يوم وتوالت العطاءات والمنجزات الخيرة لهذه البلاد الكريمة ، وقد ترك نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- يوم الاثنين 26 جمادى الآخرة 1426ه الموافق 1 أغسطس 2005م أثرا وحزنا عميقين فى نفوس أبناء المملكة والامتين العربية والاسلامية بخاصة والعالم بعامة ،لفقد قائد فذ نذر نفسه لخدمة دينه وأمته‌ منذ اضطلاعه بمسؤولياته وعمل باخلاص وتفان من أجل قضايا الامة والعالم أجمع.
بيعة وعهد
وفى يوم الاثنين 26 / 6 / 1426ه الموافق 1 أغسطس 2005م بايعت الاسرة المالكة الكريمة صاحب السمو الملكى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ملكا على البلاد وفق المادة الخامسة من النظام الاساسي للحكم ،وبعد اتمام البيعة أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية اختيار صاحب السمو الملكى الأمير سلطان بن عبدالعزيز وليا للعهد حسب المادة الخامسة من النظام الاساسي للحكم ، كما بايع على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- خادم الحرمين‌ الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام المواطنون يتقدمهم أصحاب السمو الملكي الأمراء وسماحة مفتي عام المملكة وفضيلة رئيس مجلس القضاء الاعلى ومعالي رئيس مجلس الشورى وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأصحاب المعالي الوزراء وكبار قادة وضباط القوات المسلحة والأمن العام ، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- فى 28 جمادى الآخرة 1426ه الموافق 3 أغسطس 2005م كلمة للمواطنين والمواطنات قال فيها : «اقتضت ارادة الله - عز وجل- أن يختار الى جواره أخي العزيز وصديق‌ عمري خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -تغمده الله‌ برحمته وأسكنه فسيح جناته- بعد حياة حافلة بالاعمال التي قضاها فى طاعة الله - عز وجل - وفي خدمة وطنه وفي الدفاع عن قضايا الامتين العربية والاسلامية. في هذه الساعة الحزينة نبتهل الى الله - عز وجل - أن يجزي الراحل الكبير خير الجزاء عما قدمه لدينه ثم لوطنه وأمته وأن يجعل كل ذلك فى موازينه وأن يمن علينا وعلى العرب والمسلمين بالصبر والأجر ، ومضى حفظه الله قائلا ... أيها الاخوة ، اننى اذ أتولى المسؤولية بعد الراحل العزيز وأشعر أن الحمل ثقيل وأن الامانة عظيمة استمد العون من الله - عز وجل- وأسال الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير فى النهج الذي سنه مؤسس المملكة العربية السعودية العظيم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه‌ - واتبعه من بعده أبناؤه الكرام - رحمهم الله - وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن دستورا والاسلام منهجا وأن يكون شغلي الشاغل احقاق الحق وارساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، ثم أتوجه اليكم طالبا منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الامانة وألا تبخلوا علي بالنصح والدعاء.
نهج متواصل
كما أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل -سعود حفظه الله -في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء يوم الاثنين الثالث من شهر رجب لعام 1426ه بقصر اليمامة فى مدينة الرياض‌ عن ألمه والشعب السعودى وأمة الاسلام لوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود- رحمه الله- الذي اختاره الله لينتقل من دار الفناء الى دار البقاء وتوجه الى الله- عز وجل -أن يتغمد الراحل الكبير بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ، وقال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز : «لقد فقدنا والعالم بأسره قائدا فذا وزعيما نذر حياته لتحقيق الازدهار الشامل لبلاده والرخاء الدائم لشعبه واحقاق الحق ونصرة واعانة المظلوم والاسهام الفاعل الشجاع فى توطيد السلام والامن والاستقرار فى أنحاء العالم» ، وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن المملكة العربية السعودية لن تحيد بعون الله عن السير فى النهج الذي سنه‌ جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وسار عليه من بعده أبناؤه الملوك البررة -رحمهم الله -متمسكة بشرع الله الحنيف والسنة النبوية المطهرة مدركة مسؤولياتها الجسام بوصفها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومهد العروبة وأحد أبرز الدول المؤثرة على مختلف الصعد ، وشدد الملك المفدى على أن توجهات وسياسات المملكة على الساحات العربية والاسلامية والدولية نهج متواصل مستمر ، وقال : «نحن عازمون على مواصلة العمل الجاد الدؤوب من أجل خدمة الاسلام وتحقيق كل الخير لشعبنا النبيل ودعم القضايا العربية والاسلامية وترسيخ الامن والسلم الدوليين والنمو الاقتصادى العالمي.. وندعو المولى العلي القدير أن يعيننا على تحمل المسؤولية وأداء الامانة كما يحب ويرضى.
منجزات تنموية
وتشهد المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد الوطن في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة والاقتصاد ، فقد اظهر تقرير متابعة السنة الاولى 1425 / 1426ه لخطة التنمية الثامنة 1425 / 1430ه انجازات حققت المعدلات المستهدفة في الخطة وفي بعض الحالات فاق النمو المعدلات المستهدفة ، وتجاوزت المملكة العربية السعودية في مجال التنمية السقف المعتمد لانجاز العديد من الاهداف التنموية التي حددها ( إعلان الالفية / للامم المتحدة عام / 2000 ) كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة ، ومما يميز التجربة السعودية في السعي نحو تحقيق الاهداف التنموية للألفية الزخم الكبير في الجهود المتميزة بالنجاح في الوصول إلى الاهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر والنجاح بإدماج الاهداف التنموية للالفية ضمن أهداف خطة التنمية الثامنة وجعل الاهداف التنموية للالفية جزءا من الخطاب التنموي والسياسات المرحلية وبعيدة المدى للمملكة ، كما سخرت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ما تحقق من فائض إيرادات الميزانية في السنوات الثلاث الماضية لتخفيض الدين العام حيث انخفض من 660 بليون ريال عام 1423/ 1424ه يمثل ما نسبته 82 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي إلى 366 بليون ريال عام 1426/ 1427ه يمثل نسبة 28 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي ، وتم اعتماد عدد من البرامج والمشاريع التنموية إضافة لما هو وارد في الخطة الخمسية الثامنة وفي ميزانية الدولة وشملت هذه البرامج والمشاريع مشاريع المسجد الحرام والمشاعر المقدسة وتحسين البنية التحتية والرعاية الصحية الاولية والتعليم العام والعالي والفني والاسكان الشعبي ورفع رؤوس أموال صناديق التنمية .. كما تم تعزيز احتياطيات الدولة ، ودعم صندوق الاستثمارات العامة .
تباشير الخير
وتحمل ميزانية العام الحالي تباشير الخير لكل مواطن حيث تم تخصيص مبالغ كبيرة منها لتحقيق نقلة نوعية في مجال تنمية القوى البشرية التي تمثل الدعامة الاساسية للتنمية الشاملة وفي مجال الرعاية الصحية والاجتماعية ومن ذلك زيادة مخصصات الايتام والمعوقين واختصار الاطار الزمني للقضاء على الفقر ، وتم حتى الآن الإعلان عن إنشاء العديد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض وإعلان مطار المدينة المنورة مطاراً دولياً وتوسعة مطار الملك عبدالعزيز بجدة وإنشاء مطار المدينة الاقتصادية برابغ ، وتضاعف أعداد جامعات المملكة في أقل من عامين من ثمان جامعات إلى حوالي عشرين جامعة الى جانب افتتاح العديد من الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات ، وكانت زياراته المتواصلة -حفظه الله- لعدد من المناطق والمدن والمحافظات اضافة أخرى لاهتمامه بالمواطن حيث استقبل من قبل أبنائه المواطنين استقبالاً كبيراً يبرز مدى ما يكنه أبناء هذا الوطن له -حفظه الله- من حب ومودة ، أما استتباب الأمن فى البلاد فهو من الأمور التى أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جل اهتمامه ورعايته منذ وقت طويل وكان تركيزه الدائم -حفظه الله- على أن الاحتكام الى الشريعة الاسلامية من أهم المرتكزات التى يجب أن يقوم عليها البناء الامنى للمملكة العربية السعودية ، وقد تحقق لشعب المملكة في عهده حفظه الله العديد من الانجازات المهمة منها مبادراته المستمرة للعفو عن المطلوبين الأمنيين الذين يسلمون أنفسهم وعفوه عن سجناء الحق العام وتسديد ديون مسجوني الحقوق الخاصة من السعوديين والمقيمين ، كما تم إصدار نظام هيئة البيعة لتعزيز البعد المؤسسي في تداول الحكم وبدأت المجالس البلدية تمارس مسؤولياتها المحلية بعد انتخابات نزيهة ومشرفة وزاد عدد مؤسسات المجتمع المدني وبدأت تسهم في مدخلات القرارات ذات الابعاد الاجتماعية والاقتصادية وتم تشكيل هيئة حقوق الانسان وإصدار تنظيم لها وتعيين أعضاء مجلسها كما تم انشاء جمعية اهلية تسمى جمعية حماية المستهلك وقام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بدوره في نشر ثقافة الحوار في المجتمع واسهم في تشكيل مفاهيم مشتركة بشأن النظرة إلى التحديات التي تواجه المجتمع وكيفية التعامل معها
مبادرات انسانية
وفى إطار الأعمال الإنسانية للمملكة العربية السعودية يحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله على أن تكون المملكة سباقة في مد يد العون لنجدة أشقائها في كل القارات في أوقات الكوارث التى تلم بهم ، ويثمن العالم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بكل إعتزاز وتقدير المبادرات الإنسانية التي يقوم بها ملك الإنسانية لمساعدة الأشقاء والأصدقاء وعلاج المرضى وإغاثة المنكوبين في النوازل والكوارث ، وعلى الصعيد الاسلامي لقيت قضايا الأمة الإسلامية وتطوراتها النصيب الأكبر من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكانت دعوته حفظه الله لعقد القمة الاستثنائية الثالثة في مكة المكرمة يومي 5 و 6 ذي القعدة 1426ه الموافق 7 و 8 ديسمبر 2005م ايمانا منه بضرورة ايقاظ الامة الاسلامية وايجاد نوع من التكامل الاسلامى بين شعوبها ودولها والوصول الى صيغة عصرية للتعامل فيما بينها أولا ومع الدول الأخرى التى تشاركنا الحياة على هذه الأرض اضافة الى العمل الجاد على حل مشكلات الدول الفقيرة من خلال صندوق خاص لدعمها وجعلها تقف على قدميها ، وقال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي افتتح بها أعمال القمة : ان الوحدة الاسلامية لن يحققها سفك الدماء كما يزعم المارقون بضلالهم فالغلو والتطرف والتكفير لا يمكن له أن ينبت فى أرض خصبة بروح التسامح ونشرالاعتدال والوسطية، وهنا يأتي دور مجمع الفقه الاسلامي فى تشكيله الجديد ليتصدى لدوره التاريخى ومسؤوليته فى مقاومة الفكر المتطرف بكل أشكاله وأطيافه، كما أن منهجية التدرج هي طريق النجاح الذى يبدأ بالتشاور فى كل شؤون حياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للوصول الى مرحلة التضامن باذن الله وصولا الى الوحدة الحقيقية الفاعلة المتمثلة فى مؤسسات تعيد للامة مكانها فى معادلات القوة ،
قمة عربية
وفي المجال السياسى حافظت المملكة على نهجها الذى انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة ومنها الصعيد الخارجي الذي يهدف لخدمة الاسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم ومد يد العون والدعم لهم فى ظل نظرة متوازنة مع مقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولي وأسس العلاقات الدولية المرعية والمعمول بها بين دول العالم كافة منطلقة من القاعدة الاساس التى أرساها المؤسس الباني وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة ، وفى ذلك قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود رعاه الله فى افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى بتاريخ 3ربيع الأول 1427 ه : «إن منهجنا الاسلامي يفرض علينا نشر العدل بين الناس لا نفرق بين قوي وضعيف وأن نعطي كل ذي حق حقه وفي هذا الاطاراستضافت مدينة الرياض خلال المدة من التاسع إلى العاشر من شهر ربيع الأول 1428 ه الموافق للثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر مارس 2007 م أعمال مؤتمر القمة العربية العادية التاسعة عشرة التي صدر في اختتام أعمالها / إعلان الرياض / الذي أكد ضرورة العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء إليها وإعطاء أولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي وتطوير العمل العربي المشترك في المجالات التربوية والثقافية والعلمية ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح ورفض كل أشكال الإرهاب والغلو والتطرف وتأكيد أهمية خلو المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل بعيدا عن ازدواجية المعايير وانتقائيتها محذرين من إطلاق سباق خطير ومدمر للتسلح النووي في المنطقة ومؤكدين حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية وفقا للمرجعيات الدولية ونظام التفتيش والمراقبة المنبثق عنها ،
جهود دولية
وقام حفظه الله خلال الفترة من 22 / 12 / 1426 ه وحتى 3 / 1 / 1427ه بزيارات إلى عدد من الدول منها جمهورية الصين الشعبية وجمهورية الهند ومملكة ماليزيا وجمهورية باكستان تلبية لدعوات رسمية موجهه لخادم الحرمين الشريفين من أصحاب الجلالة والفخامة ملوك ورؤساء هذه الدول ، كذلك قام حفظه الله خلال الفترة من 30 ربيع الآخر 1428ه الى 13 جمادى الآخرة 1428ه بزيارات الى عدد من الدول الشقيقة والصديقة شملت المملكة المغربية ومملكة اسبانيا والجمهورية الفرنسية وجمهورية بولندا وجمهورية مصر العربية و المملكة الاردنية الهاشمية ، وتصدرت قضايا الاقتصاد والتعاون التنموى موضوعات زياراته حفظه الله‌ وفتحت آفاقا جديدة ورحبة من التعاون بين المملكة وتلك الدول‌ ، كما بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع قادة ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة الذين زاروا المملكة العربية السعودية القضايا والمشكلات الاقليمية والدولية للوصول الى قرارات ونتائج فاعلة لما يشغل الرأى العام ، ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أياد بيضاء ومواقف عربية واسلامية نبيلة تجاه القضايا العربية والاسلامية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية حيث استمر على نهج والده الملك عبدالعزيز رحمه الله فى دعم القضية سياسيا وماديا ومعنويا بالسعي الجاد والمتواصل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى فى العودة الى أرضه واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطنى وتبنى قضية القدس ومناصرتها بكل الوسائل ، وفى هذا الإطار قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم «مشروع الامير عبدالله بن‌ عبدالعزيز» قدم لمؤتمر القمة العربية فى بيروت عام 2002م وقد لاقت هذه‌ المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها تلك القمة واكدتها القمم العربية اللاحقة خاصة قمة الرياض الاخيرة وأضحت مبادرة سلام عربية.
صندوق الانتفاضة
كما اقترح حفظه الله فى المؤتمر العربى الذى عقد فى القاهرة فى أكتوبر من عام 2000م انشاء صندوق يحمل اسم انتفاضة القدس برأس مال قدرة مئتا مليون دولار ويخصص للانفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا فى الانتفاضة وإنشاء صندوق آخر يحمل اسم صندوق الاقصى يخصص له ثمانمائة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها وأعلن -حفظه الله- عن اسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين ، كذلك وجه رعاه الله في يوليو عام 2006م بتخصيص منحة قدرها مائتان وخمسون مليون دولار للشعب الفلسطيني لتكون بدورها نواة لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين ، وعندما حدث خلاف بين الفلسطينيين سارع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- بتوجيه الدعوة لأشقائه قادة الشعب الفلسطيني لعقد لقاء في رحاب بيت الله الحرام بمكة المكرمة لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية ودون تدخل من أي طرف والوصول إلى حلول عاجلة لما يجري على الساحة الفلسطينية ، واستجاب القادة الفلسطينيون لهذه الدعوة وعقد كل من فخامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس / أبو مازن / ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ودولة رئيس الوزراء الفلسطيني انذاك إسماعيل هنية اجتماعات في قصر الضيافة في مكة المكرمة بحضور عدد من المسؤولين في حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين ، وتوجوا تلك الاجتماعات باتفاق مكة الذي أعلن بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام في العشرين من شهر محرم 1428ه ، وفيما يتعلق بلبنان الشقيق عندما حدث الاعتداء الاسرائيلي السافر على بيروت وعلى الجنوب اللبنانى في شهر يوليو من العام الماضي دانت المملكة بشدة تلك العمليات العسكرية وحذرت المجتمع الدولي من خطورة الوضع في المنطقة وانزلاقه نحو أجواء حرب ودائرة عنف جديدة من الصعب التنبؤ بنتائجها خاصة في ظل التراخي الدولي في التعاطي مع السياسات الاسرائيلية ودعت المجتمع الدولي الى الاضطلاع بمسؤلياته الشرعية والانسانية لايقاف العدوان الاسرائيلى السافر وحماية الشعب اللبنانى الشقيق وبنيته التحتيه ودعم جهود الحكومة اللبنانية الشرعية للحفاظ على لبنان وصون سيادته وبسط سلطته على كامل ترابه الوطنى
جهود محمودة
وبادرت المملكة وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الاتصال بالمجتمع الدولي وسعت من خلال علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول العالم الاخرى ومن خلال الامم المتحدة الى رفع ماوقع على لبنان وتم التوصل الى وقف الغارات الاسرائيلية البشعة على العاصمة اللبنانية والهجوم البري على الجنوب اللبنانى ، ولم تكتف المملكة العربية السعودية بالتحرك السياسي بل شعرت بالمأساة الانسانية التى خلفها العدوان الاسرائيلي على لبنان . ومن هذا المنطلق وجه خادم الحرمين الشريفين رعاه الله الدعوة لحملة تبرعات شعبية . كما وجه حفظه الله بايداع وديعة بألف مليون دولار فى المصرف اللبنانى المركزي دعما للاقتصاد اللبناني ، واستجابة لنداء دولة رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتحويل مبلغ خمسين مليون دولار بشكل فوري ليكون تحت تصرف دولة رئيس الوزراء لصرفه على الاحتياجات الاغاثية العاجلة وتوفير الخدمات اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب اللبنانى الشقيق في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون جراء الاعتداء الاسرائيلي الذي مس الشعب اللبنانى بأسره وعرض الأبرياء لأسوأ الظروف الانسانية ، كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتخصيص منحة قدرها خمسمائة مليون دولار للشعب اللبناني لتكون نواة صندوق عربي دولي لاعمار لبنان ، وفي مؤتمر باريس 3 الذي عقد في شهر يناير من هذا العام قدمت المملكة العربية السعودية للبنان مساعدات بلغت مليار دولار لدعم مشاريع التنمية في لبنان من خلال الصندوق السعودي للتنمية وبالتنسيق مع الحكومة اللبنانية إضافة الى تقديم منحة بمبلغ 100 مليون دولار للحكومة اللبنانية لدعم الميزانية العامة لديها ، وفيما يتعلق بالعراق فقد اكدت المملكة الحاجة الماسة الى التعاون الدولى من اجل ان يعود العراق الى الساحة العربية والدولية دولة ذات سيادة كاملة تنعم بالامن والاستقرار .
جهود دبلوماسية
وضاعفت الدبلوماسية السعودية جهودها على الساحتين الاقليمية والدولية لما تمر به المنطقة من أزمات وصراعات وذلك عبر انتهاج الحوار والتشاور وتغليب صوت العقل والحكمة في سبيل درء التهديدات والأخطار والحيلولة دون تفاقمها والعمل على تهدئة الاوضاع وتجنب الصراعات المدمرة وحل المشاكل بالوسائل السلمية وذلك وفق ما تفرضه تعاليم ديننا الحنيف ويمليه ضميرنا وشعورنا بالمسئولية ، وقد اضطلعت المملكة العربية السعودية خلال هذه الفترة الحرجة بمسؤوليتها خاصة أن المملكة قد استضافت القمة الاستثنائية التي عقدت في مكة المكرمة وتسلمت رئاسة قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في الرياض ورئاسة الدورة الحالية للقمة العربية التي عقدت في الرياض كذلك ، وأضحى من واجب المملكة وهي تحرص على إصلاح أحوال العرب والمسلمين وجمع كلمتهم أن تبادر قبل غيرها إلى صياغة دور فاعل خليجيا وعربيا وإسلاميا لكي تتمكن من تفعيل أسس التعاون في سبيل الحفاظ على هوية الامة العربية والاسلامية والدفاع عن قضاياها وصيانة مصالحها ،
المصالحة السودانية
وفي الاطار نفسه عقدت في جدة مساء يوم الاحد الرابع من رمضان الجاري الموافق 16 سبتمبر 2007م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- الجلسة الختامية لمؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية التي شارك فيها فخامة الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد ودولة رئيس البرلمان آدم محمد نور ودولة رئيس الوزراء علي محمد جيدي ورئيس لجنة المصالحة الوطنية علي مهدي محمد ومشايخ القبائل وممثلو الفصائل وكبار الشخصيات الصومالية ، وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمة القاها خلال الجلسة: إن الوصول إلى الاتفاق خطوة أولى ولا بد أن يعقبها التزام كامل ببنوده وأحكامه وعمل جاد لوضعها موضع التنفيذ وإنني متفائل بأنكم قادرون - بعون الله - على أن تجعلوا الاتفاق فجرا لعهد جديد يحمل الأمن والازدهار لأبناء الصومال الشقيق ويعزز السلام والمودة بين الصومال وجيرانه ، ويبرهن خادم الحرمين الشريفين في هذه المصالحة وفي غيرها من المصالحات على انه رجل السلام الاول كما يبرهن على مدى حرصه على لم شمل هذه الامة وتجنيبها ويلات الفتن والخلافات والصراعات الجانبية ، كما ان للمملكة اسهاماتها الواضحة والملموسة في الساحة الدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري وعملها الدؤوب لمكافحة الارهاب والجريمة طبقا لما جاء به الدين الاسلامي الحنيف الذي اتخذت منه المملكة منهجا في سياساتها الداخلية والخارجية بالاضافة الى مجهوداتها في تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة إلى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية ومساعدتها على الحصول على متطلباتها الاساسية لتحقيق نمائها واستقرارها ،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.