الداخلية تعلن ضبط أجهزة تشويش طيران أثناء محاولة تهريبها لليمن عبر منفذ صرفيت    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    عاجل: هجوم صاروخي للحوثيين في خليج عدن وإعلان أمريكي بشأنه    قيادي حوثي يسخر من إيران ويتوقع تعرض الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي) للاختطاف مع مروحيته    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    شيخ الأزهر يعلق على فقدان الرئيس الإيراني    بن دغر يدعو للتحرك بشأن السياسي محمد قحطان.. وبن عديو: استمرار اختطافه جريمة بحق الوطن    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الوزير الزعوري يتفقد سير العمل بمشروع إعادة تأهيل شوارع ومداخل مستشفى المعاقين ومركز العلاج الطبيعي عدن    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    - البرلماني حاشد يتحدث عن قطع جوازه في نصف ساعة وحرارة استقبال النائب العزي وسيارة الوزير هشام    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يرمز لها بالدب .. برلين مدينة التناقضات الجميلة
نشر في سبأنت يوم 20 - 03 - 2007

كل شيئ في مدينة برلين عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية بماضيها التاريخي العريق، يستوقفك ويشدك إليه على الرغم من بساطته أحيانا، وربما تفاهته وسذاجته أحيانا أخرى...كهل منكسر خبر الكثير من تجارب الحياة يبدو في هيئة محارب قديم عند أحد الأركان المتوارية يعزف أنشودة الحظ التعيس، مسنة تنتحب أمام أحد الأضرحة بألم وحزن شديدين، إيقاع حركة الحياة اليومي الشاق ،مسحه التقدم الحضاري والصناعي المتناغم مع إيقاع حركة الناس، ندى صباحات برلين الناعسة المغرقة في ثمالة الليل الصاخب، حتى فوضى القُبل الشاردة في تسابيح اللحظة ، جميعها تشدك إلى مشهد مدينة تتراءى لك في صورة فاتنة تغتسل تحت المطر.
رغم رصيد هذه المدينة الحضاري والصناعي الهائل .. إلا أنها لا تشعرك بالغربة،ولا تشيع حفلا رسميا خاصا على شرف استقبالك فيها لأول مرة ،كما أنها لا تحتاج منك إلى مجهود كبير لاكتشافها.. فهي سرعان ما تكشف لك عن حقائقها وتناقضاتها بسهولة، وتلبي كل رغباتك وطلباتك مثلك مثل أي فرد من أبناءها، ودونما أي تحفظ أو مقدمات.. فقط حاول ان تفتح لها صدرك ، وعش حياة ساكنيها.
على طول الطريق الإسفلتي الممتد من مدينة فرانكفورت إلى برلين العاصمة جنوبا حوالي 350 كيلو متر .. كانت مشاهد الجمال الطبيعي الأخاذ للمساحات الزراعية المكسوة بالخضرة ، والأدوية السحيقة المترعة بعذوبة مياه الجليد المنساب من قمم السلاسل الجبلية، والمدن التجارية
والصناعية المتناثرة هنا وهناك.. كافية لان يمنح صفاءها وسحرها الأسطوري الطاقة الكافية، لجميع أعضاء الوفد اليمني المشارك في يوميات معرض بورصة برلين للسياحة الدولية للتكيف مع حالة الطقس البارد مدة الإقامة في برلين.
ليل برلين لا يختلف عن غيره في أي مدينة أخرى إلا انه كثيرا ما يكون مغريا إلى حد التحريض على التقاعس على النوم رغم الشعور بالإجهاد من مشقة السفر..أشياء كثيره تداعب عواطفك أضواء المباني الزجاجية والأسمنتية المتناهية في الارتفاع، الشوارع المكتظة بحركة المركبات والمارة من مختلف الأجناس والجنسيات ، وشغف التسوق الجنوني الذي يبدأ في التضاؤل رويدا رويدا، كلما استغرقت المدينة في ليلها الطويل.
تجوب شوارع المدينة بنظرات متفحصة ، في تفاصيل ملامح أناس لا يكترثون بالغرباء في مدينتهم التي تعج بالأجانب من مختلف الأجناس ، أعين مملوءة بالكبرياء ، وخطى واثبة يعتليها الاعتداد بالنفس ، ومع ذلك سرعان ما تلتمس العذر لذلك التباهي ، بمجرد ارتطام نظراتك بكل ما يشير إلى حالة التطور والنمو المذهل الذي قطعها هذا البلد كمركز قوة عظمى سياسيا وصناعيا وعلميا وثقافيا لولا الغلطة التي ارتكبها "النازيون" بتفجير الحرب العالمية الثانية.
لكن تعود لتكتشف أن لحظة السكون تبقى حالة استثنائية ، نادرا ما تمنحك برلين صفاءها الروحي والذهني لتتأمل في أسرارها ، وسط دوي سيارات الشرطة والإسعاف المتعالي بين الفينة والأخرى ..أعود لمقر إقامتي في الفندق ، بعد تلك الجولة ، واطل من نافذة الغرفة لا تأمل في حالة السكون والصمت والحزن الذي تغط فيه المدينة ، بعد ان اغتسلت ببقايا المطر مما علق بها من خطايا على مدى ماض حافل بالأحداث كانت فيه هي المتربعة على العرش.
فعبر قرون طويلة من مراحل تطورها شهدت هذه المدينة الكثير من الأحداث المأساوية المحزنة ، التي أدت إلى تدمير مساحة واسعة من بنيتها التحتية ، وتهجير سكانها ، وتقسيما من القوى العظمى ، بداية من تحولها من قرية لصيادي السمك ومركز للتجارة على نهر شبريه ، مرورا بتحولها إلى مركز للدولة البروسية ، وتأسيس الرايخ الألماني عام 1871م ، وحتى سقوط
جدار برلين عام 1989م وانهيار المعسكر الشيوعي واستعادة الوحدة الوطنية الألمانية عام 1990م .
بيد أن الوجه المشرق لهذه المدينة يتجلى بوضوح في صباح اليوم التالي، حيث كان الجو باردا كثيف المطر .. فرغم الأجواء الغائمة إلا ان ملامح العاصمة الاتحادية والسياسية لجمهورية ألمانيا الموحدة أخذت تلمع تحت المطر ، لتقودك إلى التمعن في الأهمية التي باتت تحتلها كواحدة من كبرى الحواضر الثقافية في قلب أوروبا ، وأبرز العواصم والمراكز الاتحادية والسياسية والاقتصادية في العالم ، التي يحتذي بها كنموذج للعاصمة التي استطاعت في فترة قياسية أذابته جميع الفوارق السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين شعب ألمانيا الغربية والشرقية سابقا ، ما
جعل من ألمانيا الاتحادية عموما اكثر من أي وقت مضى بمثابة قطب الرحى بين الشرق والغرب ودول وسط أوروبا وشرقها خصوصا بعد انتمائها للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
تتلفت يمنة ويسرة ، في مضيك لمقر افتتاح المعرض ..المدينة تعج بحركة الناس السريعة ، الكل يمضي إلى حال سبيله وفق برنامج زمني يبدو مدروسا ومخطط له سلفا .. والوقت والالتزام بالانظمة واللوائح حتى في حركة التنقل والمواصلات ، يتضح بأنها سمة رئيسية من سمات المجتمع ، وكذلك الحال بالنسبة للهاجس الامني الذي يبدو طابعا يوميا مألوف اعتاد عليه الناس هنا في ظل انتشار الجريمة المنظمة بشكل ملفت واستفحال افةالارهاب.
فيما تبدو الاحتياطات الامنية ، وحالة الترقب والتوجس الحذر تحسبا لوقوع أي كارثة عند مداخل معرض بورصة برلين للسياحة الدولية على مدى ايامه أكثر كثافة خصوصا وقد بدأ ان الذعر من شبح الارهاب لم يعد محصورا على بلد ومنطقة بعينها أو يتوقف عن حدود الزمان والمكان ، بقدر ما بات كابوسا فضيع يؤرق الجميع.معرض وتميز.
هكذا فتح معرض بورصة برلين الذي يعد أكبر تظاهرة سياحية من نوعها في العالم ابوابه امام الزوار بمشاركة 260 دولة وما يزيد عن 3 الف و600 شركة ووكالة سياحية عربية واجنبية بينها 14 شركة وطنية ، وكان الاهتمام الالماني بالمعرض قد عكس الاهمية التى تحتلها السياحة بوقوعها في المرتبة الثانية ضمن قائمة القطاعات الصناعية التى يعتمد عليها الاقتصاد الالماني بعد صناعة السيارات.
كنت اتردد على المعرض يوميا ، وكان اللافت حقا إلى جانب تجهيزات المعرض التقنية والفنية المذهلة ، ومساحته الكبيرة جدا التي لاتستطيع معها التجول فيه بأكمله، وعدد زواره الذين يتجاوز عددهم أكثر من مليون زائر سنويا، مثله مثل بقيه المعارض ال163 ذات الطابع الاقليمي التي تحتضنها الولايات الالمانية ال(16).
سجلت البلدان العربية بتعدد وثراء منتجها السياحي وتفرده حضورا متميزا وكانت اليمن ضيف شرف الملتقى العربي الألماني هي التي مثلت كل هذا الموروث عبر عرضها لمنتجات متنوعة شكلت خلاصة الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي الغزير لليمن والذي انبثقت منه كل هذه الانواع من الموروثات.
وكانت المفاجئة ان تحصل اليمن من بين اكثر من دولة مشاركة في فعاليات المعرض على احدى جوائز مدينة البوابة الذهبية للافلام الالمانية عن فيلم " القاضي والمتطرف " الذي عالجت فيه اليمن وبصورة حضارية قضية الارهاب عبر الحوار الفكري الذي كان القرأن الكريم وبشهادة دولية مصدر الافكار ومنبع كل ما ما يجسد مبادىء الحوار والتعايش السلمي مع الشعوب.
خصوصية البيئة اليمنية وطابعها الفلكلوري والمعماري الاصيل والعروض الفنية الرائعة والرصيد التراثي والحضاري الفني الكبير والازياء الشعبية المتنوعة والصور الفوتوغرافية التي تتحدث عن كل زاوية وركن هنا في اليمن جميعها كانت كافية لان يحظى اليمن من خلال هذه
التظاهرة الدولية باهتمام اعلامي يعزز من مكانته على الخارطة السياحية الدولية ويدخض كل الدعايات المغرضة التي تستهدف النيل من صورته وسمتعه على المستوى الخارجي .
ومثلما تميز الجناح اليمني بخصوصيته اليمنية الفريدة فان من بين الاجنحة العربية برز الجناح الاماراتي كواحد من أكبر وافضل الاجنحة بتصميمه الهندسي الرائع، وما احتواه من معروضات سياحية عكست في الواقع الحس السياحي الراقي للقائمين على المعرض والاهتمام الكبير الذي توليه دولة الامارات العربية بالقطاع السياحي .
تميز الجناح السورى كذلك بالزخارف والمصنوعات الحرفية القماشية والفضية والخشبية والخزفية الراقية التى تدلل على تقدم فن الصناعة الحرفية التي عرفتها حضارة بلاد الشام منذ وقت مبكر ، واتسمت أخرى بالشمول والتعدد في منتجها السياحي ..
فيما أنفردت اليمن التى كان حضورها هذا العام افضل من أي عام مضى باعتماد مشاركتها بدرجة رئيسية على العروض الفنية التى كانت تقدمها فرقة الرقص الشعبية الفلكلورية اليمنية وسط تحلق الزوار وبعودة اليمن إلى القائمة الخاصة بالترويج لأفضل المقاصد السياحية في العالم.
كان المعرض على مساحته متنفسا واسعا ، تبحث الدول فيه عن موطىء قدم في اسواق السياحة العالمية ، وتحاول قدر الامكان تحسين صورة اسواقها السياحية المحلية ، وايجاد اسواق جديدة لها بما يعزز من حجم السياحة الوافده اليها ، ويقوي من قطاعاتها السياحية خصوصا بعد الضربة العنيفة التى وجهتها احداث الحادي عشر من سبتمبر للسياحة في كثير من بلدان العالم بشكل عام .
ملتقى على هامش يوميات معرض بورصة برلين للسياحة الدولية الذي يعد اكبر معرض سياحي على مستوى العالم ، عقد الملتقى السياحي العربي الألماني التاسع للعام 2007م بحضور مجموعة من البلدان العربية وقادة العمل السياحي في العالم.. الملتقى عقد برعاية وزير الاقتصاد والعمل الالماني السيد فولفغانغ كليمنت ،وحضور عدد كبير من صناع القرار السياحي في المانيا والبلدان العربية والعالم .
وبدأ الملتقى الذي سجلت فيه اليمن حضورا قويا فرصة هامة لالتقاء رجال الأعمال العرب والألمان وغيرهم من الناشطين اليمنيين في القطاع السياحي بشكل مباشر ، فيما ركزت أعماله على تقوية وتعزيز مكانة اليمن في سوق السياحة الدولية، والبحث في مواضيع تحديث البنية التحتية ، وتحسين مناخ الاستثمار السياحي الداعمين لهذا التعاون ، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز تواجد الشركات الألمانية في الدول العربية ، سيما وأن الشركات الألمانية تعطي أولوية تطوير صناعتها السياحية لتصبح احد أهم مصادر الدخل القومي خلال السنوات القادمة .
في كل عام، عادة ما يسبق اليوم الأخير للمعرض يوما مخصص لرجال المال والأعمال ، يتم فيه توقيع مئات الاتفاقيات والصفقات المالية بين الشركات ووكالات السياحة والسفر والدول مع بعضها البعض بهدف تفعيل وتعزيز التعاون فيما بينها في المجال السياحي وتسفر عن .. وفي هذا اليوم بالذات يبقى مشهد المعرض أشبه بخلية نحل كبيرة تبلغ فيه الحركة ذروتها والكل منشعل بابرام وعقد الصفعات مع الطرف الأخر في أجواء يغلب عليها طابع المصالح والمنافع المتبادلة.
ضمن يوميات المعرض أقامت اليمن مأدبة عشاء على شرف اختيارها ضيف شرف الملتقى العربي الألماني أقامها رئيس الوفد اليمني نبيل الفقيه وزير السياحة في أحدى صالات المعرض وحضرها كبار رجال المال والأعمال والناشطين والإعلاميين في مجال السياحة، والاخرى في احد المطاعم التركية بوسط مدينة برلين أقامها عبد العزيز المخلافي الامين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الالمانية وضمت عدد من أعضاء الدبلوماسية اليمنية في برلين والاصدقاء .
ومثلما فاضت المائدة بالاكلات المختلفة ، فان جلسات الملتقى لم تخلو من تبادل اطراف الحديث عن سلطة القانون الالماني والحرص على تطبيقه ، وتواضع السياحة العربية ومستقبل السياحة اليمنية الواعدة وضرورة ايجاد الضوابط الخاصة بالارتقاء بها ، بما يوازي ثراء المنتج السياحي اليمني وتفرده ، حتى أن الحديث تشعب لينتقل إلى عقد المقارنة بين النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعية وفن الاتكيت(التعامل) في المانيا عموما والبلاد العربية.
وكان من بين ابرز الاسئلة التى طرحت نفسها على الطاولة، هل استطاعت الوحدة الالمانية ان تذيب كل الفوارق بين افراد الشعب الالماني بالفعل ام ان هناك بعض الملاحظات ؟ وهل غير الالمان فعلا نظرتهم لليهود بما يوازي مساحة تواجدهم الكبير في المانيا ؟ وما سر احتلال النساء
لمساحة واسعة في الهرم السكاني؟
وسريعا ما تكتشف أن الوحدة الالمانية صهرت تقريبا معظم الفوارق بين الالمان مع بعض الملاحظات .. فمثلا بعض الالمان الغربيين مايزالون ينظرون للشرقيين بأنهم أقل تحضرا منهم وأنهم أصحاب فضل عليهم ، فيما ينظر الاخيرون للغربيين بأنهم متعالون ومغرورون بأنفسهم.
لكن هذه النظرة ليست نظرة عامة يمكن ان تبنى عليها الاحكام كما يقول رسام بمعنى أن مثلها مثل تلك النظرة غير المعلنة التى لا ترقى الى مستوى الخطاب العام ، والتى تلمحها في الجلسات الخاصة لبعض الالمان تجاه اليهود بانهم غير نظاميون ويتجاوزون الكثير من اللوائح والانظمة .
اما الخروقات والتجاوزات لليهود في المانيا فهي كثيرة كما يحدثنا بعض ابناء الجالية اليمنية هنا وخاصة ما يمس منها الانظمة والقوانين العامة في اشارة الى الجرائم التى غالبا ما يكون لهم ضلع فيها .. مرجعين سبب الفائض في عدد النساء الى الحرب العالمية الثانية التى حصدت الكثير من الارواح على مدى المعارك الطاحنة .. وما يلفت الانتباه هنا ان تكتشف ان النساء في ألمانيا كان لهن الدور الكبير في تحمل عاتق مسئولية البناء والاعمار في الكثير من المدن الألمانية .
برلين اسطورة العظمة
في برلين قد لا تحس بالغربة على مدى فترة الاقامة بقدر ماينتابك احساس قوي يزداد تعاظمه كلما اقتربت من موعد حزم امتعة السفر وجاءت اللحظة التي تجوب فيها شوارع المدينة في جوله سياحية مع جميع اعضاء الوفد ايذانا بقرب موعد المغادرة .. عندها فقط تتطلع في عداد معالم تقف امامها مذهولا في حضره التاريخ.
من جدار برلين إلى بوابة برلين الرائعة، والكنائس القديمة ومبنى الرايخ(البرلمان) الالماني تستعيد ماضي عريق سطره الألمان في كل ركن من أركان برلين، كيف لا والالمان دائما في المقدمة باعتبار ان العلم والثقافه والفن والادب ان كان لها اصول اولي فهي المانية0
قيل عندما ثقب جدار برلين أن الكل في اوروبا تحسس حدوده، وإذا كانت الرقصة تتسع للكل في اوروبا فان الالمان مساحة رقصتهم العالم كله ،وهكذا هم الالمان على حد تعبير احد الصحفيين "اما ان يقودوا العالم إلى الهاوية او يقودهم العالم إلى القيد ، شعب عشق التألق وتبوء مراكزه في القمم".
أنت في برلين ولست في سويسرا حيث يتسلى مواطنوها بدقات الساعات السويسرية، او في ايطاليا حيث حيث يزداد العشق بهوس الموضة، انت في برلين العاصمة السياسية للاتحاد الاوروبي .. ومن منطقة (موابيت)الى منقطة (تير غارتن) ومن شارع الى آخر تتوزع الأحياء الراقية والفقيرة ، وتشاهد أحياء تعتلي مبانيها الروافع البرجية حيث يجرى ترميم وإعادة إصلاح الكثير من المباني القديمة ، وأحياء أخرى غير مكتملة واخيرة مهجورة تماما .
ويبقى الدب كرمز لمدينة برلين محتلا لمساحة المجسمات الجمالية فيها .. بينما يظل هوس اقتناء النساء للكلاب من مختلف الأشكال والأنواع والأحجام في اوجه، ليشي لك بأن الأمر لا يعدو كونه موضة لا تختلف كثيرا عن موضة الفساتين والجمال ....وووالخ .
ألمانيا كانت وما تزال بالنسبة لليمن خير من يقدمه بثقافته وتراثه العريق إلى المجتمع الأوروبي، فهي النافذة التي تطل من خلالها اليمن على العالم، لهذا ليس من الغريب في شيء أن تتجسد عمق العلاقات اليمنية الألمانية في علاقة الكثير من ابناء الجالية اليمنية بالألمان وفي أحاديث الألمان المطولة عن اليمن فيما يشبه الإقناع،وفي حجم ما يحتفظ به الكثيرين من مقتنيات رائعة في منازلهم عن اليمن واليمنيين لتمثل دائما مصدر الإلهام الذي يشهدهم إلى حياة اليمنيين على بساطتها.
في برلين مئات الوجوه التي تصادفها إثناء مرورك السريع في شوارعها ومحلاتها ... لكنهم قليلون فقط من يشعرونك بمرارة لحظة الوداع وأنت تحس بأنك ستفتقدهم لا لشيء إلا لمجرد أنهم فتحوا لك صدورهم وقلوبهم واعدوا لك وجبة الإفطار قبل السفر في مساء من مساءاتها
الباردة.
سبأنت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.