قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية ان هناك "مستجدات طرأت في الأسبوعين الأخيرين " حالت دون توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الجانب الأوروبي في الموعد المنشود غير انه لم يوضح طبيعة هذه المستجدات. وأكد العطية في مؤتمر صحافي مشترك مع الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي و وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير و بنيتا فيريرو المفوضة بالاتحاد الاوروبي في ختام اجتماع المجلس الوزاري الخليجي الأوربي مساء أمس في الرياض أن الجانبين الخليجي و الأوربي اتفقا على الإسراع بالمفاوضات و إخضاع الطلبات والعروض التي استجدت للمزيد من البحث والدراسة توطئة لتوقيع الاتفاقية التي توافرت مؤشرات ايجابية بقرب تحقيقها. وفي ما يتعلق بالدور الأوربي من الموقف الاسرائيلي تجاه مبادرة السلام العربية أكد العطية أن الدول العربية تعول كثيرا على ان تلعب دول الاتحاد الأوروبي دورا ايجابيا في حض اسرائيل على التجاوب مع هذه المبادرة التي تؤسس لعملية السلام والاستقرار في المنطقة. من جانبه رحب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بموقف الاتحاد الاوربي من مبادرة السلام العربية والتي تشكل من منظورنا الحل الامثل والجاد للنزاع وذلك بعد ان تبين قصور الحلول الجزئية في تحقيق اهدافها وقال " ان المبادرة العربية للسلام تكتسب اهميتها من كونها تعكس الاجماع العربي حول السلام كخيار استراتيجي فضلا عن انها تركز على القضايا الجوهرية للنزاع وتستند على مبادىء القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتضمن الحقوق المشروعة لكافة الاطراف بشكل متوازن بغية تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم القائم على مبدأ الارض مقابل السلام وقيام دولتين مستقلتين تعيشان جنبا الى جنب في امن وسلام ووئام ونتطلع الى ترجمة الموقف الاوروبي والمواقف الدولية الايجابية للاطراف المعنية من المبادرة العربية الى خطوات عملية لوضعها موضع التنفيذ. واضاف الفيصل ان المجلس الوزاري الخليجي والاروبي بحث الاوضاع على الساحة العراقية ومستجداتها في ظل ما يشهده من ترد في اوضاعه الامنية وتهديد لسلامته ووحدته وفي هذا الاطار فاننا نستشعر جميعا مسؤلياتنا الاخلاقية إقليميا ودوليا تجاه دعم جهود انتشال العراق من ازمته وتحقيق امنه واستقراره ونماءه في ظل استقلاله وسياسته ووحدة اراضيه بمنأى عن اي تدخل خارجي . وقال وزير الخارجية السعودي" ويظل العبء الاكبر ملقى على عاتق ابناء العراق في بلوغ هذا الهدف مما يضع الحكومة العراقية امام مسئوليات تاريخية جسيمة في اعادة الامن والاستقرار باستئصال بؤر العنف والارهاب وتفكيك الميليشيات المسلحة وتحقيق الوفاق الوطني وكفالة المساواة في الحقوق والواجبات والمشاركة في الثروات بين جميع ابناء العراق بكافة فئاتهم ومعتقداتهم واطيافهم السياسية واعادة بناء مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية على اسس وطنية ومهنية وغير ذلك من الخطوات التي تضمنها برنامج الحكومة العراقية الطموح . واشار الفيصل الى ان المجلس الوزاري الخليجي بحث ايضا الملف النووي في المنطقة واهمية ضمان عدم انتشار الاسلحة النووية بها وقد اكدنا على الموقف الخليجي الداعي الى حل هذا الملف بالطرق السلمية بعيدا عن لغة التصعيد والتوتر التي لا تزيد الامور الا تعقيدا وفي هذا الصدد نثمن الجهود الدبلوماسية القائمة للاتحاد الاوربي ونتطلع الى استمرارها مع ضمان حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير واجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت اشرافها واهمية عدم استثناء اي دولة في المنطقة من هذه الاجراءات والمعايير بما فيها اسرائيل . واضاف الفيصل ان الارهاب كان من ضمن البنود الرئيسية التي تناولها الاجتماع والجهود القائمة لمكافحة الارهاب من كافة جوانبه واهمية استمرارها وتكريس التعاون الدولي حتى يتم اقتلاع هذه الآفة الخطيرة من جذورها . واشار الى ان المجلس الوزاري الخليجي تطرق الى اهمية العمل سويا في التصدي للمحاولات التي تهدف الى بث الصراع بين الثقافات والحضارات ومواجهتها بتعزيز الحوار لتكريس الفهم والاحترام المتبادل فيما بيننا وفي الاطار العام احترام حقوق الانسان وتنميته بمختلف معتقداته واعرافه وثقافاته.