دمشق – سبأنت :حاوراه:عدنان الصنوي وأحمد الجبر قال عنه صديقه الرائي المبدع رياض نعسان انه"نجم الحكومة" فان كان للمجرة نجمها على حد قوله وللمجموعة نجمها "فمحسن بلال هو نجم الحكومة السورية بامتياز". والحقيقة ان الوزير بلال ،هو رجل لمرحلة الانفتاح الإعلامي ومهندس العلاقات السورية -الاسبانية ،التي ستتوج هذا العام بحضور اسباني رفيع ختاما لفعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية. والاهم من ذلك انه على مايبدو،_اوهكذا بدا لنا_ حلقة الوصل الرئيسة مع حلفاء سورية في لبنان. التقته "السياسية " لتحاوره في قضية مازالت غامضة "قضية الاتهامات التي فجرتها فتح الاسلام "بشأن دعم لبناني لتنفيذ عمليات في العمق السوري، وفوق ذلك فان اعادة انتشار الجيش على الحدود مع العراق ولبنان يثير اكثر من تساؤل،لكن الوزير بلال اكد ان الاجابة لديه. هناك انفراج ملحوظ في العلاقات مع لبنان لكن مواقف من هنا وهناك تدفع أحيانا نحو عرقلة الجهود السياسية، مثل المراشقات الإعلامية مثلا؟ - سورية لم تكن البادئة على الدوام. وماذا يعني الاتهام المباشر لقوى 14 آذار في الضلوع بأعمال إرهابية داخل سورية كما جاء في اعترافات خليّة فتح الإسلام التي بثها الإعلام السوري؟ - هذا جزء من سياستنا لإطلاع الرأي العام على الحقيقة، وهو أمر مهم أيضا للبنانيين أنفسهم، فبعد ساعات قليلة تم ضبط إرهابيين في لبنان كما قام وفد أمني لبناني على مستوى رفيع يقوده وزير الداخلية بزيارة مباشرة إلى دمشق والاجتماع مع نظيره السوري لمناقشة هذا الموضوع. لكن تصريحات تيار المستقبل وقوى 14 آذار تقول بوضوح إن هذه الاعترافات ليست سوى مسرحية من إخراج المخابرات السورية؟ - من حقهم أن يقولوا ما يشاءون لكنهم في النهاية لم يتحدثوا بالمنطق، حتى أخونا سعد الحريري عندما طلب منه الرد وهو في زيارة إلى موسكو، وسئل ما ردك على اعترافات خلية فتح الإسلام على التلفزيون السوري، قال أنا لن أرد باعتباري موجودا في عاصمة صديقة لسورية، ولا أريد خبط الأمور بينهما. ولذلك هو وعد أن يرد عندما يعود إلى بلده، وإلى الآن لم يرد. كما سئل مستشاره الإعلامي، عقاب صخر، وهو ليس صديقا لسورية، فقال: نحن نقول إنها مسرحية "دنكوشتية"، سيناريو "دنكوشي". وهو يعني أن الأمن السوري صار يشتغل بالإعلام، ولكنه قال إذا أدلى الأمن السوري بأدلة مقنعة فسوف ينحني الرأي العام في لبنان لمصداقية وإنجاز الأمن السوري. وأنا أرد عليه مباشرة لمزيد من المصداقية، إن بعض الأشخاص الذين ذكرهم الإرهابيون على شاشة التلفاز السوري ضبطهم الأمن اللبناني والجيش اللبناني، وهذا دليل على أن الأدلة فورية وانعكاساتها كانت عملية بأن تم ضبط الأسماء التي تم ذكرها في الاعترافات من قبل الأمن اللبناني. لذلك نحن في سورية لم نتعود أن نعمل سيناريوهات.. لماذا نؤلف سيناريوهات؟ نحن أصبنا بضربة مؤلمة راح ضحيتها سبعة عشر شهيدا في 27 سبتمبر الماضي على مفرق السيدة زينب في حارة "القزاز"، فكيف لسورية أن تعمل سيناريو بدم مواطنيها، سبعة عشر شهيدا وعدد من الجرحى. هل يعقل لعاقل أن يعبث بدم مواطنيه، ومع أن ردودهم كلها كانت تقول إن هذه مسرحية سورية، طيب ما هو دليلهم على ذلك؟ وأعجبني كثيرا رد للدكتور بروفيسور أحمد مصلي (رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأميركية ببيروت) قال: "إذا كان السوريون يعملون مسرحية، طيّب طالما لدى الأمن السياسي اللبناني ثلاثمائة معتقل بتهمة الإرهاب، لماذا لم يحققوا معهم؟ ولماذا لم يحطوهم على التلفزيون اللبناني ليعملوا مسرحية؟". أقول إنه ليس من عادات السوريين أن يعملوا مسرحيات على حساب شعبهم، لكن إطلالة هؤلاء الإرهابيين على الإعلام، أراحت الجميع؛ لأننا بهذه الإطلالة من شأننا أن نكون صادقين وشفافين مع مجتمعنا. ثانيا: أنها أربكت الخلايا النائمة في لبنان وقبض على بعض رؤسائها، وبهذا تحقق هدفان مهمان. لذلك ردودهم لم تتجاوز على الإطلاق إلا كلمة "هاي كذبة"، و"هاي دون كشوتية"، و"هاي سيناريو"، و"هاي مسرحية".. والشاميون مشهورون بالمسرحيات.. الخ. ولكن هناك من يقول أيضا إن السوريين لا يزالون يبحثون عن مبرر للعودة إلى لبنان، بدليل التأهب الكامل على الحدود؟ -لا. أبدا. نحن نقول لن نعود، ولكن نحن عندما نشرنا حرس الحدود في الشمال والشرق، وغيرها كان لإيقاف ومنع التهريب، والمتسللين، والإرهابيين. وسيادة الرئيس الأسد بحضور ساركوزي كرئيس للاتحاد الأوربي والقمة الرباعية، وسمو أمير قطر كرئيس لمجلس التعاون الخليجي وأردوغان رئيس وزراء تركيا، أعلن للملأ أن هناك بؤرة تطرف وتشدد وخلايا تكفيرية خطرة في شمال لبنان، ونحن بكل روح سيادية نشرنا حرس الحدود السوري من الشمال وحتى الشرق لنتصدى لتسلل الإرهابيين من شمال لبنان إلى سورية، واعتبرنا أن هذه البؤر السلفية المتشددة الخطرة في طرابلس والشمال عموما تتناقض مع الدستور اللبناني ومع الميثاق اللبناني ومع اتفاق الطائف، فالدستور اللبناني يؤكد أن لبنان لن يكون مقرا ولا ممرا للعدوان على سورية. ثم إن قوى 14 آذار نفسها تنادي بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، ونحن نقول: إننا نعمل في مجال تنفيذ هذا القرار. ولذا نحن نؤكد ونكرر ونقول: إن سورية لن تعود إلى لبنان لا عبر قوة عسكرية ولا عبر أي شيء آخر. بالعكس قالوا: نريد علاقات دبلوماسية، قلنا على الرحب والسعة؛ لأننا كنا من يطالب بذلك. فالسوريون عبر العقود من عام 46 إلى اليوم وهم يطلبون من اللبنانيين إقامة علاقات دبلوماسية، وهم يرفضون، وآخرها عرض سيادة الرئيس بشار الأسد عام 2005 في اجتماع المجلس الأعلى السوري - اللبناني، على الرئيس لحود وعلى رئيس الحكومة حينئذ عمر كرامي، إقامة علاقات دبلوماسية، فرفضوا وقالوا ما زال هناك وقت. نحن ساهمنا في نجاح مؤتمر "الدوحة" وبانتخاب رئيس للبنان، وفي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وفي انجاز قانون الانتخابات الجديد. ونحن عندما نقول ساهمنا يعني أننا ساهمنا عبر أصدقائنا وحلفائنا في لبنان وهم كُثر، وبالتالي نعود لنؤكد أنه ما في داعي للعودة عسكريا إلى لبنان؛ لأن أصدقاءنا وحلفاءنا في لبنان على درجة من القوة والحضور هناك، وأصلا عندما دخلت سورية بقوة عسكرية إلى لبنان عام 76 دخلت بناء على طلب من رئيس الجمهورية اللبنانية حينئذ الرئيس المرحوم سليمان فرنجية، وعلى طلب من هيئات لبنانية واسعة النطاق بما فيها شخصيات كبيرة مثل المرحوم بيري جميل، والمرحوم كميل شمعون، وشخصيات لبنانية على مستوى عالٍ ومسؤول، وبرعاية الجامعة العربية، ودخلنا عبر قوات الردع العربية. ولعلّ من التزم حقيقة بعدم تقسيم لبنان وبإنهاء الحرب الأهلية الرهيبة التي حصلت في لبنان لمدة خمس عشرة سنة، كان هو "القوات السورية"، وكل الأشقاء العرب انسحبوا يومئذ بالتدريج من قوات الردع العربية، وبقيت سورية هي قوة الردع العربية الوحيدة لإعادة اللحمة للبنان الشقيق ولتخليصه من شر "الحرب الأهلية". ولذلك لا داعي للخوف من أن نعود إلى لبنان.. سنفتح سفارتنا في بيروت وسيفتح أخواننا اللبنانيون سفارتهم في الشام، وأهلا وسهلا. هل العلاقة السورية - اللبنانية التي فيها سمات القربى والجوار والامتداد الجغرافي والروابط الأهلية والعائلية، ستكون العلاقات الدبلوماسية هي الرافعة لها؟ - طبعا، لا. نحن حقيقة في سورية نعتبر أننا شعب واحد وأسرة واحدة نعيش في دولتين مستقلتين عضوتين في الأممالمتحدة والجامعة العربية وعدم الانحياز. لكن ربما كانت اعترافات خلية "فتح الإسلام" هي استباقا لنتائج تقرير لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري؟ - سورية تعاونت مع لجنة التحقيق الدولية، وكل ما طلبته لجنة التحقيق من السوريين قامت به سورية، ونحن لسنا خائفين لا من لجنة التحقيق، ولا من المحكمة الدولية، ولا من أي أحد، وبالتالي كل التقارير التي جاءت على لسان وبخط الرؤساء المتعاقبين على رئاسة لجنة التحقيق الدولية لم تمس سورية بشعرة واحدة. سورية لا علاقة لها باغتيال الحريري، سورية أول من خسر ونُكب باغتيال المرحوم الشهيد الحريري، والذين يقولون غير ذلك يروحوا يبحثوا عن "مسلي يخيطوا فيه..". هذه عبارة عن "فزاعة" يلوحون بها عندما يتضايقون. الرئيس الحريري خسارة للبنان، كما هو خسارة لسورية، وهذا عبارة عن مؤامرة لتلبيس سورية به، مع أنها لا علاقة لها بهذا المصاب على الإطلاق، وإنما هي "فزاعة" تلوّح فيها القوى المعادية لسورية عندما تريد ذلك. هل هناك استعداد سوري لتقديم نتائج تحقيقاتها مع خلية "فتح الإسلام" إلى دولة أو أي جهة أخرى إذا ما طُلب منها ذلك؟ - لماذا، إذا عندهم مشكلة فهذه ليست مسؤوليتنا. نحن دولة من أمتن الدول، نحن الدولة الأكثر آمانا، نحن واحد من عشرة بالعالم ممن لديهم سيادة وقوة وأمن وأمان ودستور وحكومة وحدة وطنية ورئاسة يلتف حولها الشعب كله. وبالتالي ما علاقتنا بالموضوع. القضاء تبعنا موجود ونزيه وموثوق به، الأمن تبعنا موجود، والادعاء العام موجود، لكن إذا هم يشكوا من مشكلة فهذا شأنهم، أما سورية فدولة إقليمية -يا رجل حكى عنها ساركوزي- إنها مفتاح المنطقة. سورية مفتاح الشرق الأوسط. وهذا يعني أن "الدوشة" الإعلامية التي تجري من البعض في لبنان شيء والعمل الجدي بين الدولتين شيء آخر. ما علاقة سورية ب"فتح الإسلام"، لاسيما أن هناك من يتحدث عن دعم سوري سابق للحركة في لبنان؟ - لو لنا علاقة بذلك ما كانت سورية ستجرؤ (أو الأمن السوري) أن تعلن بكل شفافية على التلفزيون، وأمام العالم عن أعضاء "فتح الإسلام"، واعتبارها "منظمة إرهابية". وهل نتوقع من سورية موقفا مماثلا في إعلان نتائج التحقيقات في قضية اغتيال عماد مغنية؟ - ما في شك. نحن أصلا سبق وقلنا على لسان وزير الخارجية فور انتهاء التحقيق في مسألة اغتيال الشهيد مغنية سوف تعلن، مثلما تم إعلان نتائج التحقيق مع "فتح الإسلام"، فعندما ينتهي التحقيق ونصل إلى نتائج نهائية ستعلن. هناك من يتحدث عن تلكؤ سوري في إعلان نتائج التحقيق في قضية الشهيد مغنية، ربما بسبب ارتباط جهات عربية بهذا الموضوع؟ - هذا كلام إعلام، نحن قلنا عندما نصل إلى نهاية التحقيق سوف نعلنها كما أعلنا اعترافات "فتح الإسلام". بتحيّرونا! لما نعلن تعملوا إشكالات، ولما ما نوصل إلى نتيجة تقولوا: "شو هو السبب". فيما يتعلق بالحدود السورية – العراقية، ماذا يعنى انسحاب الجيش السوري منها، ولمن موجّهة هذه الرسالة؟ - لما يأتوا يضربونا ويقتلوا 8 سوريين ظلما وزورا، بدم بارد ويعودون، وفوق ذلك نحن الذين ناشرين قوات حرس حدود ليس من أجل الأميركان، بل من أجل أشقائنا في العراق. طيّب، مع هذا الذي نقدمه، عندما وضعنا أبناءنا لنساهم في حماية الشعب العراقي من الضربات ومن المصائب التي حلّت به بسبب الاحتلال الأميركي للعراق، ثم يأتون ليقصفوا أبناءنا. لذلك نحن لسنا حراسا لهم، وبالتالي إذا أرادوا أن يحلوا المشكلة جديا فعليهم الخروج من العراق، خاصة وأن سيادة الرئيس بشار أكد أن استمرار الاحتلال الأميركي للعراق يعني أنهم يريدون جعله قاعدة لضرب جيرانه، وهذا أمر لن نسمح به. لكن بالتأكيد ستكون هناك انعكاسات سلبية على سورية، أيضا، إذا تخليتم كليا عن حماية ومراقبة الحدود؟ - نحن لن نتخلى عن حماية حدودنا، نحن فقط انسحبنا من مهمة مراقبة الحدود العراقية. وماذا فعلتم من أجل الرد على الهجوم الأميركي في البوكمال؟ - سورية اتخذت كافة الإجراءات القانونية لفضح الاعتداء الأميركي والرد عليه، سواء مع الأسرة الدولية أم من خلال الإجراءات التي اتخذتها على صعيد العلاقات الدبلوماسية. وهل هذا ردٌ كافٍ؟ - هو جزء من الرد، وقد حقق نتائج طيّبة لدى المجتمع الدولي. نقصد الرد الذي يمنع تكرار مثل هذا الاعتداء.. - تقصد الرد العسكري، لا هذا الفخ لن ينطلي على سورية؛ لأننا نعلم ثقل الولاياتالمتحدة، هذه قوة عظمى، ولن نسمح لمن يريدون لنا الذهاب إلى هذا المنزلق. صحيفة السياسية