تتواصل الحملة الوطنية لمكافحة آفات القطن بمحافظات الحديدةوأبينولحج بعد استكمال المرحلة الأولى من الحملة والتي استهدفت تغطية 16 ألف و778 فدان من المساحات المزروعة بالمحصول. وتستهدف المرحلة الثانية من حملة المكافحة التى تنفذها الإدارة العامة لوقاية النبات بوزارة الزراعة والري بالتعاون مع الهيئة العامة لتطوير تهامة والتى بدأت الاسبوع الماضي مكافحة ما يقارب من 80 بالمائة من المساحة الاجمالية المستهدفة في تلك المحافظات. ففي محافظة الحديدة تم خلال المرحلة الأولى مكافحة مساحة 9918 فدان مزروعة بالقطن متوسط التيلة في ثلاث مناطق شملت سهل تهامة (حيس، زبيد) والمنطقة الوسطى ( المراوعة، اللآوية، المنصورية، الدريهمي، العُرشي) والمنطقة الشمالية حتى وادي مور. وأوضح نائب مدير الشؤون الزراعية لوقاية النبات بالهيئة العامة لتطوير تهامة الدكتور مصطفى ثابت سعيد لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن المرحلة الأولى من حملة المكافحة في المحافظة تم تنفيذها بواسطة فرق مكافحة ميدانية وبإشراف فنيين متخصصين من وقاية النبات باستخدام 31 آلية ومرشة محملة على سيارات .. مشيرا الى أنه يجري حاليا تنفيذ المرحلة الثانية في اطار حملة مكافحة آفة القطن . وبين الدكتور مصطفى ان الحملة تستهدف مكافحة مجموعة من الحشرات القارضة ( ديدان الكلوز) وحشرات ماصة (الذبابة البيضاء، المن الأبيض). لافتا الى أهمية الحملة في التقليل من خسارة المحصول أو الفاقد منه وتحد المكافحة من إنتشار الآفات وبما يضمن زيادة في الإنتاجية وتحسين دخل مزارعي القطن. وحسب مصطفى فإن عدم إلتزام مزارعي القطن بالتوصيات والإرشادات الزراعية الخاصة بزراعة المحصول وفقا للعمليات الزراعية المثلى تعد أبرز المعوقات الفنية التى تواجهها الحملة .. لافتا الى ان تأخر تنفيذ الحملة لهذا الموسم والتى بدأت منتصف نوفمبر الماضي شجع على استمرار ظهور الحشرة في وقت مبكر الأمر . واشار الى أنه يتم خلال الحملة توعية مزارعي القطن بالطرق الحديثة في زراعته ابتداءا من تسوية الأرض وحرثها، والمباعدة بين اشجار القطن وزراعة المحصول على شكل خطوط . و فيما يتعلق بزراعة القطن في محافظة الحديدة فقد شهدت خلال السنوات الأخيرة تراجعا ملحوظا حيث انخفضت مساحة زراعته من 40 ألف فدان الى 30 ألف فدان وصولا الى 10 آلاف فدان خلال العام الماضي . وعزا الدكتور مصطفى ذلك التراجع الى عدة عوامل منها عدم توفر بذور القطن المحسنة وتأخر الخدمات الزراعية الأخرى كالمكافحة المبكرة للآفات والتوعية بالطرق المثلى في زراعته والذي يبدأ موسم زراعته في محافظة الحديدة منتصف يوليو. وأضاف " ان ارتفاع تكاليف الانتاج كالديزل واجور اليد العاملة تعد احد العوامل التى أدت الى تقلص مساحة زراعة المحصول وبالتالي انخفاض في انتاجية الحديدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة". وفي محافظة أبين بلغت المساحة المزروعة بالقطن والتى استهدفتها الحملة الوطنية لمكافحة آفات القطن أكثر من 6360 فدان، ويجري حاليا تنفيذ أعمال رش ومكافحة بالآليات والمرشات المخصصة وذلك في اطار المرحلة الثانية للحملة والمحددة ب 80 بالمائة من المساحة الإجمالية التى استهدفتها المرحلة الأولى. وأوضح مدير وقاية النبات بالمحافظة المهندس صالح عوض الحروي أن حملة مكافحة آفة القطن بالمحافظة استهدفت مناطق زراعة المحصول في جعار، الغريات، باشحارة، الجول، واهل احمد، عمودي، السما، الديو، الحصن، الروا، المخزن،العبادل، عفيني، العنيشي، جعولة، الخاملة، الطرية، باتيس، خبت الاسلوم، الدرجاح. لافتا بأن الصنف الذي يزرع في أبين هو قطن طويل التيلة (المعلم 2000) ويبدأ موسم زراعته في أغسطس وهو من أجود أنواع القطن حيث يتم تخصيصه للتصدير الخارجي. وبين الحروي أن آفات القطن التى استهدفتها الحملة في أبين هي حشرات ثاقبة ماصة (الذبابة البيضاء )، الجاسيد والمن، إضافة الى حشرات قارظة ( الخنفساء الوبائية، ديدان اللوز، آكلات الأوراق، دودة ورق القطن ). وفيما يتعلق بالصعوبات التى تواجهها الحملة في محافظة أبين اشار المهندس صالح الحروي أن وجود المناحل وانتشارها بشكل كبير وتغيب المزارعين وعدم حضورهم أثناء عمليات الرش أبرز المعوقات امام جهود المكافحة. و تراجعت مساحة زراعة القطن في المحافظة خلال الموسم الجاري الى 6360 فدانا مقارنة ب13 الف فدان عام 2007م بسبب عدم تدفق السيول وارتفاع سعر العمالة فضلا عن عوامل اخرى تتعلق بتدني سعر الإنتاج مقارنة بالنفقات. ولفت الحروي الى ان تأخر تنفيذ حملة مكافحة آفة القطن الى منتصف نوفمبر الماضي أدى الى فقد أجزاء كبيرة من النبات كالبراعم والأزهار وغيرها مما يؤثر سلبا على كمية الإنتاج وجودة المحصول . و في محافظة لحج استهدفت حملة المكافحة الوطنية لآفات القطن أكثر من 500 فدان مزروع بقطن (متوسط التيلة) وهو صنف مخصص للتسويق المحلي. وحسب مدير ادارة وقاية النبات بمحافظة لحج المهندسة وفاء محمد ناصر فإن عدم وجود جهات داعمة لتوفير البذور وتسويق المنتج تعد أهم العوامل التى تهدد بتراجع زراعة القطن بالمحافظة ..مشيرة الى ضرورة ايجاد آلية يتم بواسطتها توفير بذور قطن محسنة وتوزيعها على المزارعين والحرص على عدم تأخير حملة مكافحة آفة القطن خلال المواسم القادمة وبما يسهم في تشجيع زراعة القطن وزيادة انتاجية الوحدة من المحصول. و اعتبرت مديرة وقاية النبات بلحج التوقيت المناسب لمكافحة الآفة من أهم العوامل المساهمة في اتساع رقعة زراعته. وكانت الحملة الوطنية لمكافحة آفات القطن بمحافظات الحديدةوأبينولحج والتي تستمر 100 يوما قد بدأت منتصف نوفمبر الماضي. ويعتبر محصول القطن من أهم محاصيل الألياف ذات القيمة الصناعية الاقتصادية حيث يمثل مصدرا رئيسيا لتوفير المادة الخام اللازمة فى صناعة الغزل والنسيج، فضلا عن استخداماته المتعددة التى تصل بحسب الدراسات الى أكثر من ألف و400 استخدام فى مختلف المجالات. وطبقا للدراسات العلمية في هذا المجال فإن أبرز معوقات زراعة القطن في اليمن تتمثل فى عدم توفر البذور وجهل المزارع بالعمليات الزراعية المثلى والمكافحة الحيوية للمحصول. وبحسب الأبحاث العملية فإنه يمكن الحصول من طن القطن الخام على ألفين و420 متر مربع من الأقمشة النسيجية، و86 كيلو جرام من الزيت الصالح للتغذية، و226 كيلو جراما من كسب صالح لتغذية الحيوانات، و15 كيلو جراما من الصابون، و35 كيلوجراما من زغب ناتج عن عملية الحلاقة الى جانب 80 كيلوجراما من بذرة القطن الزراعية. وتولي معظم الدول زراعة القطن إهتماما خاصا لدوره فى دعم الاقتصاد بالعملات الصعبة من عائدات التصدير وتوفر فرص للأيدى العاملة . وفيما يتعلق بالمعالجات والاليات اللازمة لتطوير زراعة القطن في اليمن دعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية الى أهمية إيجاد خطط طويلة المدى من قبل مراكز البحوث التابعة لوزارة الزراعة والري الموجودة في مناطق زراعته وتنفيذ برامج بحثية في مجال انتاج وتربية المحصول وتطوير المعاملات الزراعية وتربية أصناف جديدة من القطن وتحسين الأصناف الموجودة . كما أوصت المنظمة بإعداد وتنفيذ برامج في مجال اكثار البذور المربي وبذور الأساس والبذور المعتمدة لتوزيعها على مزارعي محصول القطن. تجدر الإشارة الى أن مساحة زراعة القطن في اليمن ارتفعت في 2007م الى 18 ألف و504 هكتارات مقارنة ب 17 ألف و845 هكتار عام 2006م، فيما ارتفعت إنتاجيته الى 23 ألف و322 طنا مقابل 22 ألف و2 طن في 2006م .