اعتبر المشاركون في اللقاء التشاروي لمنظمات المجتمع المدني الذي عقد اليوم بصنعاء مشروع رؤية المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) من اجل تعزيز الفكر والثقافة الوطنية وتحقيق الإصلاحات التشريعية والسياسية والاقتصادية بأنه يمثل أرضية فكرية للحوار الوطني الشامل. واتفق المشاركون في اللقاء التشاوري على عقد لقاء موسع الثلاثاء القادم للاستماع لأراء وتعقيبات منظمات المجتمع المدني حول محاور مشروع رؤية مركز (منارات). وكان المشاركون والذين يمثلون أكثر من 70 منظمة مجتمع مدني ومراكز ومؤسسات بحث علمي وعدد من الأكاديميين والباحثين, ناقشوا مشروع الرؤية المتضمنة أربعة محاور رئيسية تشمل المشهد الوطني انعكاساته وتحدياته واستحقاقه، وأولويات الانفراج للمشهد السياسي الاجتماعي الراهن على المستوى الوطني بشكل عام وعلى مستوى بعض المحافظات " صعدة ، الضالع، لحج ، ابين ، عدن ، حضرموت " ، وكذا الإصلاحات الدستورية والتشريعية، إلى جانب مشروع رؤية للعمل الوطني المشترك لمرحلة مابعد تأجيل الانتخابات وموعد استحقاقها من اجل استخلاص عبر الماضي ومواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل. وتتضمن المحاور الأربعة منطلقات وأهداف الرؤية، كما تتضمن في سياق تفصيلي تشخيص لمكامن الاختلالات في الأداء الإداري والاقتصادي والتشريعي والتداخل في الاختصاصات والصلاحيات في الأجهزة الإدارية ومراكز اتخاذ القرار وآليات وأساليب المعالجات الناجعة لتلك الاختلالات على نحو جذري. وكان رئيس مجلس إدارة المركز احمد اسماعيل ابو حورية تحدث في مستهل القاء بكلمة, أوضح فيها ان مشروع الرؤية التي بادر المركز إلى إعدادها تقدم تشخيص موضوعي وقراءة تحليلية واقعية لأبعاد وتداعيات المشهد اليمني الراهن وما يراه المركز من رؤى للتعاطي مع تحدياتها وسبل وآليات تجاوزها. وأكد حرص المركز على إيجاد علاقات شراكة وتعاون مع منظمات المجتمع المدني الفاعلة والمؤسسات العلمية البحثية الجادة تسهم في تعزيز ثقافة الحوار البناء في أوساط المجتمع وتفضي إلى بلورة رؤية مشتركة تسهم في صيانة الحقوق والحريات وتحقيق العدالة الاجتماعية في ظل النظام والقانون. مشددا على مسؤولية الجميع في التصدي للمشاريع الضارة بالوحدة الوطنية والمسيئة للتاريخ النضالي والارث الحضاري للشعب اليمني. وقال:" وما مبادرة "منارات" إلا استشعاراً بالمسؤولية الوطنية الكبرى الملقاة على عاتق منظمات المجتمع المدني للاضطلاع بدور تاريخي فاعل في حماية هذه المكاسب والثوابت والدفاع عنها بالتضامن والتكامل مع كل المخاضات الوطنية المتنامية على كافة الأصعدة".