شدد وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي على أهمية البحث العلمي في إدخال الذرة الرفيعة والشامية في إنتاج الخبز المركب، والعمل على تقليص فجوة الاستهلاك الخيالي للقمح. وقال وزير الزراعة خلال افتتاحه الندوة العلمية السادسة ليوم الرغيف العربي التي نظمتها الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي والهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة بحضور محافظ محافظة الحديدة أحمد سالم الجبلي: إن اليمن يستهلك الخبز بكميات كبيرة، وخلال الثلاثة العقود الماضية تغير نمط المعيشة وأصبحنا نستهلك الأرز أكثر من المواد الغذائية الأخرى. وأكد الحوشبي أن القروض الميسرة البيضاء التي منحتها الحكومة للمزارعين ساهمت في ارتفاع إنتاج القمح لتصل إلى 218 ألف طن في عام 2007م، ولكن بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد تراجع إنتاج الحبوب، ومن المتوقع أن تزداد كميات التراجع بسبب شحة الأمطار. وطالب الوزير كافة المشاركين في الندوة، وخاصة الباحثين على ضرورة البحث عن أصناف ذات إنتاجية عالية لا تتطلب ري بكثرة من خلال تحسين نوعية البذرة سيما في ظل الزيادة السكانية. وألقيت في الندوة كلمتان من قبل رئيس مجلس إدارة هيئة البحوث الدكتور إسماعيل عبدالله محرم، ومدير عام هيئة المواصفات أحمد البشة أشارتا إلى أن اليمن واحدة من ضمن العشر الدول الأعلى استهلاكاً للقمح في العالم باعتبار أن هذه الدول هي منتجة أو مصدرة للقمح أو ذات اكتفاء عالي من هذا المحصول بينما الاكتفاء من الإنتاج المحلي في اليمن لا يتجاوز 8% في أحسن الحالات. وأكدا أنه ومن هذا المنطلق فقد رأت وزارة الزراعة ممثلة بالهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي ووزارة الصناعة ممثلة بالهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة عقد الندوات التي من شأنها البحث عن حلول لتنامي واتساع فجوة الاستهلاك للقمح في ظل شحة الموارد وارتفاع الكثافة السكانية، والتي كان من أهم مخرجاتها ثقافات الدقيق المركب لإنتاج الخبز من خلال إحلال جزئي لدقيق القمح بدقيق محاصيل الحبوب المنتجة فعلياً، وبما يلبي احتياجات وذوق المستهلكين. وأوضحا أن الدراسات التي تم إجراءها خلصت إلى إمكانية إحلال دقيق القمح مع المحاصيل الأخرى بنسبة تتراوح بين 15 إلى 30 % دون أي تغيير في الطعم واللون، ووصلت إلى 50% مع تغيير طفيف في بعض الخواص، وهذا يعني توفير مبالغ من العملة الصعبة. هذا وناقشت الندوة عدداً من أوراق العمل حول أهمية زراعة الحبوب في الأمن الغذائي في اليمن وإنتاج وتجارة القمح والمستوى الغذائي للسكان في اليمن، وتحسين الصفات والكمية والنوعية لصنف قمح الخبز، بالإضافة إلى تأثير بعض المعاملات الزراعية على صفات جودة الخبز، وأثر تقانة الدقيق المركب وأولوية تطبيق معايير جودة الرغيف والرقابة على مدخلاته وبيئة إنتاجه.