عكست اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوربي التي اختتمت اليوم السبت في العاصمة السويدية ستوكهولم, تصاعد الخلافات وبشكل جوهري بين حكومات دول الاتحاد ال 27 دولة, في معاينة الموقف السياسي والأمني بأفغانستان. فقد عكف الوزراء الأوربيون ليومين على معاينة عدد من المسائل الدولية والإقليمية, إلا إن الموقف الأفغاني استحوذ على جزء كبير من لقائهم بسبب تداعيات قيام القوات الألمانية بقصف تسبب في مصرع عشرات المدنيين الأفغان في قندوز شمال البلاد يوم أمس الجمعة. وواجهت المانيا بسبب القصف انتقادات مفتوحة وعلنية غير مسبوقة من قبل العديد من الوزراء الأوربيين. وسارع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر, الى المطالبة بتحديد الجهة المسؤولة عن عملية قندوز والقيام بتحقيق حول القصف وملاحقة مرتكبيه. فيما وجهت عدة دول أوربية انتقادات علنية اليوم السبت للغارة الدامية الأخيرة التي نفذها حلف الأطلسي فجر أمس الجمعه في شمال أفغانستان وأسفرت عن مقتل تسعين شخصا على الأقل . وألقى الحادث الدامي بثقله على اجتماع وزراء خارجية الدول الأوربية في ستوكهولم المخصص أساسا لدراسة تقديم المساعدات إلى أفغانستان. ووصف الوزير الفرنسي برنار كوشنير الحادث بأنه خطأ فادح", مشددا على ضرورة ان تكون الاستراتيجية في أفغانستان "بصورة رئيسية العمل مع الشعب الأفغاني لا قصفه". من جانبه أبدى الوزير البريطاني ديفيد ميليباند خشيته من ان يؤدي الحادث الى "عرقلة" استراتيجية الغربيين. فيما ذهب الوزير السويدي كارل بيلت الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للإتحاد الأوربي الى القول "ان كل قتيل هو مأساة". واضاف بيلت " لا اعتقد اننا سننتصر في هذه الحرب عبر القتل، ان ذلك يحصل بالدرجة الاولى عبر حماية السكان". اما وزير خارجية لكسمبورغ جان السبورن فقد اتهم في تصريحات لاذعة القوات الألمانية العاملة في أفغانستانبنها تصرفت بشكل غير مسؤول. وقال السبورن انه لا يفهم كيف يمكن إلقاء قنابل بهذا الشكل وبهذا التسيب في إشارة إلى ما حدث في قندوز. وطالب وزير خارجية لكسمبورغ بإحداث قواعد وضوابط داخل قوات الناتو لتنظيم العمليات الحربية. في المقابل رفضت ألمانيا التهم الموجهة إلى قواتها العاملة في أفغانستان, رغم ان الوضع الأفغاني استحوذ على جدول اعمل الوزراء الأوربيين الذين أقر غالبيتهم بفشل الإستراتيجية الغربية المتبعة حتى الآن في هذا البلد، سواء بشان إدارة الوضع الأمني والعسكري أو بشان الجانب السياسي . وقالت مفوضة العلاقات الخارجية الاوربية بيتينا فالندر انه يصعب إضفاء مصداقية على أية حكومة أفغانية مقبلة بسبب حالات التزوير المؤكدة المسجلة في الاقتراع الرئاسي الأخير الذي جرى يوم 20 أغسطس الماضي ولم تعلن نتائجه الرسمية حتى الآن. ويرى الدبلوماسيون إن الاتحاد الأوربي أمام فشل الإستراتيجية العسكرية الحالية في أفغانستان يتجه إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة المركزية في كابول لدفعها نحو الانفتاح على مختلف الشرائح الأفغانية. وقال ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الاوربي خافير سولانا ان الاتحاد يجب أن يتعامل من هنا فصاعدا مع حكومة أفغانية لا يشوبها الفساد. واضاف سولانا ان تقديم الدعم المالي وبدون حدود إلى حكومة مشكوك في نزاهتها لن يؤدي إلى نتائج ايجابية. من جهته قال مصدر أوربي ان الاتحاد الأوربي يخطط لعقد مؤتمر دولي حول أفغانستان مطلع العام المقبل في كابول لبحث سبل تطوير أداء السلطات الأفغانية وإحكام الرقابة الدولية عليها. كما ان الدول الاوربية اتفقت على عقد قمة مع باكستان لم يتم تحديد موعد نهائي لعقدها, بهدف بحث سبل إحداث مقاربة مشتركة بين بروكسل وإسلام آباد لمساعدة الأفغان على تكريس الاستقرار الأمني و السياسي. سبا