أعلنت أفغانستان أنها اقترحت على حلف شمال الأطلسي (الناتو) استراتيجية جديدة للحرب على ما يسمى «الإرهاب» تجنب البلاد سقوط مزيد من الضحايا المدنيين. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال محمد ظاهر عظيمي: إن الوزارة وجهت رسالة إلى الناتو تتضمن 11 بنداً حول فاعلية استراتيجية الحرب على ما يوصف بالإرهاب في أفغانستان. وأوضح عظيمي أن أهم هذه البنود يتعلق بوقف قتل المدنيين وتفتيش البيوت والاعتقالات العشوائية التي تقوم بها قوات التحالف. وقال: إن أكبر تحدٍ نواجهه هو قتل المدنيين وهذا يسيء إلى سمعة القوات الأجنبية وسيادة أفغانستان ويجعل الناس لا يثقون بهذه القوات. وأشار المتحدث العسكري إلى تصريحات سابقة للرئيس الأفغاني حامد كرزاي قال فيها: إن الحكومة الأفغانية لم تعد تطيق قتل مزيد من المدنيين ويتحتم علينا أن ننسق مع قوات التحالف لوضع حد لهذه المشكلة. وأضاف عظيمي: إن الشق الثاني من رسالة كابل إلى الناتو تتعلق بوجود القوات الأجنبية، وقال: يجب الوصول إلى توافق مع قوات التحالف حول تحديد الأماكن التي يجب أن توجد فيها هذه القوات، ومن وجهة نظرنا فإنه يجب أن تتمركز في المناطق الأكثر تضرراً وهي مناطق الحدود. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال: إن الإدارة الأميركية ستتخذ ما وصفها بقرارات صعبة فيما يتعلق بالعراق وأفغانستان. وجاءت تصريحات أوباما خلال لقاء جمعه مع قادة الجيش الأميركي، وأشار خلاله إلى أن القرارات المرتبطة بالعراق وأفغانستان ستتخذ في أقرب وقت ممكن.. ومن جهته رحب وزير الدفاع الأفغاني رحيم وردك بخطة واشنطن لإرسال مزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان.. وقال: إنه لا تزال توجد فجوة ينبغي تلافيها في جاهزية القوات الأفغانية لحفظ الأمن، الأمر الذي يتطلب وجود قوات دولية تسد ذلك النقص. وعلى صعيد متصل نفى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر احتمال إرسال بلاده قوات إضافية إلى أفغانستان. وقال كوشنر خلال جلسة حول الأوضاع الأفغانية على هامش منتدى دافوس السويسري: إن بلاده ليس لديها أيّة نية لرفع عدد قواتها في أفغانستان، وإنّها لم تتلقَّ أصلاً طلباً بهذا المعنى.. وتعد فرنسا رابع أكبر المساهمين في قوات الناتو العاملة في أفغانستان، إذ يبلغ عدد قواتها أكثر من 2600 جندي، ينتشرون في محيط كابل ومناطق الشرق الأفغاني. يذكر أن الناتو أعلن أمس الأول أن القوات التي يقودها في أفغانستان قتلت نحو 100 مدني في عمليات ضد المسلحين العام الماضي، لكنه ألقى بالمسؤولية على المسلحين في وفيات تعادل عشرة أضعاف هذا الرقم. وأصدرت جماعة أفغانية لحقوق الإنسان أرقاماً تستند إلى تقديرات للأمم المتحدة تظهر أن نحو 700 مدني قتلوا في عمليات للقوات الأجنبية وقوات الحكومة الأفغانية على مدى الاثني عشر شهراً الماضية.