دعا وزير الاوقاف والارشاد القاضي حمود الهتار كل الاحزاب السياسية وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك الى استغلال دعوة فخامة رئيس الجمهورية للجلوس إلى طاولة واحدة للحوار على ان يبقى الرئيس حكماً بين جميع الاطراف . وقال الهتار ي امسية الفكر والثقافة الوطنية التي اقيمت أمس بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) وأدارها وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي - قال " أن هناك قراءتان لابعاد وملامح المشهد الوطني في الجانب السياسي احداهما للسلطة والاخرى للمعارضة اتفقتا على تحديد بعض المشكلات واختلفتا في الاسباب والحلول والمقترحات ". واضاف ان الجميع سلطة ومعارضة كلا يلقي بالمسؤولية على الآخر ، فيما هما مشتركان في صنع هذا الواقع.. وقال " قد يكون الخلاف في الرؤية او البرامج او الادارة امراً طبيعياً لكن الخلاف في الثوابت الوطنية غير مقبول" . ولفت وزير الاوقاف والارشاد الى ان تمرد الحوثي يمثل خطرا يهدد الثورة ، فيما الحراك الانفصالي المسلح يهدد الوحدة.. مشيراً الى ان الحوثيين جماعة سياسية فشلت في تحقيق اهدافها عن طريق صناديق الاقتراع فلجأت الى استخدام القوة لتحقيق تلك الاهداف ، كما ان الحراك بدأ وحدوياً لكن سعى البعض لجعله انفصالياً . واضاف " نحن مع المطالب السلمية المشروعة وضد العنف وضد كل من يسعى للنيل من الثورة او الوحدة او النظام الجمهوري او الديمقراطية ".. مؤكداً أن لا حوار دون القاء السلاح والاحتكام للقانون والدستور في اطار الثوابت الوطنية . من جانبه اكد الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الدكتور احمد عبيد بن دغر ان الاستقرار شرط اساسي لمضي اليمن الى الامام.. مشيراً الى ان الاوضاع في اليمن تسير وفقاً للظروف وليس وفق الرغبات كما انها محكومة بالواقع المعاش وبما هو موجود . وقال انه لتجاوز تلك الأوضاع فإننا بحاجة ماسة الى حوار مفتوح دون شروط ، وتحت مظلة الدستور والقانون وفي اطار الثوابت الوطنية بعد تسليم السلاح .. معتبراً ان مايجري في بعض مديريات محافظة صعدة يمثل رفضاً للثورة والجمهورية ومحاولة بائسة للعودة باليمن الى الماضي وليس صراعاً مذهبياً كما يصنفه البعض . وقدمت في الامسية ورقة عمل من قبل عضو مجلس إدارة منارات يحي الماوري بعنوان "مراكز البحوث والدراسات ودورها في صنع القرار السياسي" أكدت اهمية تحسين مستوى البحث العلمي والاهتمام بالمراكز البحثية وتوفير الامكانيات التقنية والمادية الوطنية لتجنب وقوعها في شباك الهيئات الاجنبية المشبوهة وسن تشريعات قانونية تضمن حرية الباحث واستقلاليته العلمية. و لفتت الورقة الى ضرورة اهتمام مراكز صنع القرار بمخرجات تلك المراكز بالقدر الذي يخدم المصالح والاستراتيجيات الوطنية العليا ، وتشجيع القطاع الخاص للمشاركة في دعم مراكز البحث العلمي. فيما عرضت ورقة الدكتور عبدالله الشماحي مخاضات وارهاصات الثورة اليمنية ودور الفكر والثقافة فيها.. وبينت ان الامم الحية تتلافى وتتجاوز اشكالياتها وتحدياتها والتي بمعالجتها سيحافظ اليمن على وحدته. ودعا في الورقة الجهات المعنية الى ضرورة الاهتمام بالنشئ وتربية الاجيال وتحصينهم من الافكار الغريبة والمتطرفة المناهضة لمبادئ وقيم الثورة والوحدة والديمقراطية من خلال وضع المناهج والبرامج المناسبة وتبنيها بجدية. من جانبه اشار المدير التنفيذي لمركز منارات المهندس عبدالرحمن العلفي الى أن إقامة هذه الامسية تزامن مع مرور عامين على انشاء المركز الذي قدم العديد من الدراسات والبحوث الميدانية من واقع المستجدات والمتغيرات المتواترة . و أكد حرص المركز على اشاعة الحوار واحترام مبدأ الرأي والرأي الآخر من خلال التفاعل مع اصحاب الفكر بمختلف انتماءاتهم السياسية وإطلاق العنان للمبادرات الخلاقة والتوظيف الامثل لكفاءات وخبرات الوطن في مختلف مجالات الحياة .
تخلل الأمسية مداخلات من الحضور وعرضا لدور وآفاق نشاط مجلس التنسيق لمنظمات المجتمع المدني ، وقصائد شعرية بالمناسبة لعدد من الشعراء نالت الاستحسان.