حذرت ثمانية فصائل فلسطينية اليوم الاثنين من تداعيات طرد الاف الفلسطينيين من الضفة الغربية.. معتبرة اجراء اسرائيل بانه "استهداف لتهويد الاراضي الفلسطينية". وجاء التحذير في بيان اصدره تحالف القوى الفلسطينية الذي يضم حركة حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة وفتح الانتفاضة والصاعقة والنضال الشعبي والتحرير الفلسطينية والحزب الشيوعي ردا على اجراءات طرد الفلسطينيين من الضفة الى قطاع غزة. واكدت الفصائل ان "الاجراء الصهيوني ياتي في سياق مخطط صهيوني يستهدف التهجير والترانسفير وتهويد معظم اراضي الضفة".. داعية كل الفصائل والقوى الفلسطينية لوحدة الموقف في مواجهة العنصرية الصهيونية. وطالبت الفصائل "الدول العربية والاسلامية والهيئات والمؤسسات الدولية وهيئات المجتمع الدولي كافة بالتحرك السريع والقيام بدورها من اجل منع سلطات الاحتلال الاسرائيلي من تنفيذ سياساتها ومخططاتها العدوانية ووقف هذه الخطوة الخطيرة التي تهدد الامن والاستقرار في المنطقة". ودعت اللجنة كل القوى والفعاليات الوطنية داخل الاراضي المحتلة وخارجها بالارتقاء بمسؤولياتها الوطنية والتاريخية والتمسك بالاهداف والحقوق الوطنية التى تفتح الطريق امام المصالحة الوطنية والحفاظ على القضية الفلسطينية من مخاطر التصفية التي تتهدد الشعب الفلسطيني وحقوقه. من جهتها نددت منظمة التحرير الفلسطينية اليوم بالقرار العسكري الاسرائيلي الذي كشف عنه امس والخاص بملاحقة الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة وتهجيرهم .. معتبرة انه قرار عنصري وغير شرعي. وقال بيان صادر عن دائرة العلاقات الدولية في المنظمة ان هذا القرار الذي يحمل رقم 1650 "يتيح لجيش الاحتلال ملاحقة واعتقال ونفي الفلسطينيين الذين لا يحملون اذن اقامة فوق اراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة او ممن يحملون هوية صادرة من قطاع غزة ". ووصفت المنظمة القرار الاسرائيلي "بالعنصري وغير الاخلاقي ويستهدف الوجود الفلسطيني فوق الارض الفلسطينية المحتلة ويندرج ضمن سياسة التطهير العرقي والتهجير القسري". وطالبت القوى الدولية المعنية وعلى رأسها اللجنة الرباعية الدولية باتخاذ خطوات تمنع اسرائيل من تنفيذ هذا القرار الذي وصفته بأنه "الاشد خطورة" على الفلسطينيين. كما حذرت مؤسسات فلسطينية عدة من ان تنفيذ هذا القرار يعني ان نحو70 الف فلسطيني مهددون بالابعاد من الضفة الغربية.
وفى سياق متصل دعا رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإلغاء القرارات الإسرائيلية العنصرية الهادفة لإبعاد عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في اكبر عملية تطهير عرقي منذ عام1967م. جاء ذلك في رسائل بعثها الدكتور عريقات اليوم الاثنين إلى المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشيل والمبعوث الأوربي مارك أوت وممثل الامين العام للأمم المتحدة روبرت سيري، والمبعوث الروسي لعملية السلام الكسندر سلطانوف، ولسفراء وقناصل وممثلي دول الاتحاد الأوربي، وأميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا وكندا واستراليا ونيوزيلندا، إضافة إلى مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير. وشرح عريقات في رسائله أن الأوامر العسكرية الإسرائيلية الجديدة استندت إلى التعديل العسكري رقم2 والتعديل العسكري رقم12، بحيث أصبح القرار الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم غد تحت هذا الغطاء تستطيع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إبعاد أي شخص يعيش في المناطق التي تعتبر حسب الاتفاقات تحت ولاية السلطة الفلسطينية. وفي اطار ردود الافعال العربية قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم ان اجراءات اسرائيل بطرد فلسطينيين من الضفة الغربية ستزيد الامور صعوبة وتوترا وستقف عائقا امام عملية السلام. واضاف موسى في مؤتمر صحافي عقده عقب محادثات اجراها مع الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع فى دمشق ان هذه الاجراءات التى تتخذها اسرائيل موضوعة فوق القانون الدولي وما دامت هى فوق القانون سوف تزداد الامور سوء وسيكون من الصعب اقامة سلام حقيقي. واشار موسى في هذا الصدد الى انه اجرى من دمشق اتصالات بكثير من المسؤولين العرب ومع القيادة الفلسطينية لبحث الموقف الراهن والخطوات التي يجب القيام بها لمواجهة هذه الاجراءات الاسرائيلية. من جانبها أعربت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن استنكارها وإدانتها للقرار العنصري الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية القاضي بإبعاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية في بيان صحفي اليوم إن القرار يمثل صورة أخرى من صور الممارسات العدوانية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية بصورة متعمدة ومبرمجة لإفراغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من سكانها الأصليين ، وتطبيق سياسة الإبعاد العنصرية. وحذر من مغبة استمرار إسرائيل باتخاذ مثل هذه الخطوات العنصرية التي تكرس وتيرة الاحتقان والعنف ، وتضر بعملية السلام في المنطقة. وجدد العطية مطالبته المجتمع الدولي ومجلس الأمن على وجه الخصوص واللجنة الرباعية الدولية بالتدخل الفوري والعاجل لوقف هذه الإجراءات التعسفية الجائرة واتخاذ الخطوات العملية لمنع هذه الممارسات الإسرائيلية الخطيرة التي تتعارض مع القوانين الدولية وتشكل استهانة بالشرعية الدولية وحقوق الإنسان وفرض الهيمنة وسياسة الأمر الواقع ، إضافة إلى كونها تمثل خرقا للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وتعطيلا متعمدا لمجمل المساعي الدولية والأميركية على وجه الخصوص، لتحريك مسيرة السلام. دوليا اعربت الحكومة الفرنسية اليوم عن قلقها الشديد من القرار الاسرائيلي, وطالب الناطق باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو تل ابيب "باحترام حرية اقامة الفلسطينيين في الضفة والسماح بتنقلهم بحرية داخل الاراضي الفلسطينية". وكانت "صحيفة هآرتس" الاسرائيلية كشفت يوم امس عما وصفته "امرا عسكريا اسرائيليا سيدخل حيز التنفيذ هذا الاسبوع وسيمكن الجيش الاسرائيلي من ابعاد الالاف من الفلسطينيين عن الضفة الغربية ومحاكمتهم بتهمة التسلل الى الضفة". سبأ- وكالات