انتخب برلمان الأطفال الجديد في أول جلسة له أحمد ياسين بامرحول رئيساً للبرلمان وأحمد عبدالملك الثور نائباً أول وعالية محمد السفياني نائباً ثاني لرئيس البرلمان. يأتي ذلك بعد أن أجرى أعضاء البرلمان عملية الاقتراع الحرة والمباشرة ولدورتين نتيجة لتساوي عدد أصوات المرشحين لقائمة رئيس البرلمان ونائبيه. جرى ذلك بعد نجاحهم في الدورة الانتخابية الجديدة الذي شارك فيها عشرين ألف طالب وطالبة من المدارس الابتدائية في عموم محافظات الجمهورية. وتنافس على مقاعد البرلمان الجديد مائتان وستين مرشحا على خمسين مقعدا إجمالي عدد أعضاء البرلمان الجديد ونجح منهم ثلاثين عضو برلمانيا من الذكور وعشرين من الإناث. وكانت الجلسة الافتتاحية لبرلمان الأطفال (2010-2012م) قد انعقدت اليوم بالقاعة الكبرى لمجلس النواب تحت رعاية رئيس المجلس يحيى علي الراعي وحضرها أمين عام مجلس النواب عبدالله أحمد صوفان ووزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي وأمين عام اللجنة العليا للانتخابات سلطان حاجب والأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة الدكتورة نفيسة الجائفي والممثل المقيم لمنظمة رعاية الأطفال أندرومور ومنظمة اليونسيف غادة كجة جي ورئيس المدرسة الديمقراطية جمال الشامي ونائب وزير التربية والتعليم أحمد الحامدي ووكيل أول وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عبده حكيمي ووكيل وزارة التعليم الفني والتدريب المهني لمياء الأرياني ووكيل وزارة الزراعة والري عبدالملك الثور ونائب رئيس جامعة صنعاء أحمد الكبسي وعدد من مدراء مكاتب التربية والتعليم في عدد من محافظات الجمهورية ومجموعة كبيرة من أولياء أمور الطلبة والطالبات وجمعاً غفير من شركاء مدرسة الديمقراطية لبرلمان الأطفال. وقد أستهل الحفل بالسلام الجمهوري والنشيد الوطني ثم تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وألقيت العديد من الكلمات من ضيوف هذا الحفل بهذه المناسبة حيث هنأ عبدالله أحمد صوفان أمين عام مجلس النواب في كلمته أعضاء برلمان الأطفال على الثقة التي منحوا إياها من قبل إخوانهم وأخواتهم الطلبة والطالبات في عموم مدارس الجمهورية لتمثيلهم خير تمثيل في هذا الكيان البرلماني الديمقراطي الناشئ. ليعبروا من خلاله عن آراءهم ويدافعوا عن مصالحهم ويمثلون طموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة بكل وعي وموضوعية تامة من أجل ضمان وديمومة حياتهم الآمنة والمستقرة والسعيدة. وخاطب أمين عام مجلس النواب أعضاء برلمان الأطفال قائلاً: عليكم أيها الأبناء ممثلي الجيل الصاعد وانتم تسعون بكل جد واجتهاد إلى مواصلة تمثل تلك الأحلام الجميلة والتطلعات المنشودة أن تتعلموا وتستلهموا الدروس والعبر من تجارب من سبقوكم من زملاءكم وزميلاتكم أعضاء برلمانات الأطفال السابقة وانظروا إلى آليات وأدوات العمل الفعالة التي استخدموها واتبعوها في تنفيذ المهام التي طرحت أمامهم ولاحظوا النجاحات المحققة في مجرى سير عملهم واعملوا على تطويرها وتعزيزها وادرسوا النواقص والإختلالات التي رافقت تجربتهم وانتقدوا الأخطاء إن وجدت وبشكل موضوعي واجعلوا من النقد البناء وسيلة عصرية لتجاوز السلبيات في سبيل التعمير والتحديث والتجديد ولا تجعلوا من النقد وسيلة ومعول للهدم والتشهير, ومن حقكم الإبداع في ابتكار وسائل وأساليب لتطوير آليات عملكم. وأضاف" تجتمعون اليوم في هذا الصرح الديمقراطي وفي يوم الديمقراطية السابع والعشرين من ابريل فاجعلوا منه مشهد لعرس ديمقراطي حقيقي تأخذون منه زادكم الروحي والفكري وتعلموا مبادئ وقيم وأهداف العمل البرلماني الشوروي والديمقراطي وأصول وقواعد ممارسته بصورة صحيحة وخلاقة وكيفية إجراء الحوار والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الأخر وفن إدارة الاختلاف في الرأي للوصول إلى اتفاق أو التوافق والقواسم المشتركة تجاه القضايا محل تعدد وتباين وجهات النظر إن لزم الأمر لذلك. وتابع:" إن عليكم أن تضعوا نصب أعينكم وفي أذهانكم أن الخلاف في الرأي لا يؤدي إلى خصومة بين المتباينين في وجهات النظر وأدركوا أن العمل البرلماني والممارسة الديمقراطية والشوروية ليست غاية وهدف بحد ذاته, بل وسيلة عصرية وحديثة للتعلم وتقريب وجهات النظر وجمع الكلمة الصادقة والمخلصة المعبرة عن مطالب ومصالح الناس المشروعة وآلية لتحقيق الشراكة الحقيقية في تشخيص المشكلات في أي مرحلة من مراحل الزمن وتقديم الآراء والمقترحات البناءة من أجل حب العلم والعمل والتنمية والتضحية في سبيل الوطن ومصالحه العليا. وأردف قائلاً: حافظوا على مكاسب ومنجزات وطنكم وفي مقدمتها الوحدة اليمنية المباركة والنظام الجمهوري والنهج السياسي الديمقراطي وهي أمانة في أعناقكم, واحذروا من ثقافة الكراهية والحقد والتشطير والغلو والتطرف واعلموا أن الوحدة اليمنية والنظام الجمهوري وجدا ليبقيا وهما قدركم ومصيركم المحتوم ومصدر عزتكم وكرامتكم ومستقبلكم المشرق. فيما عبرت كلمات وزير التربية والتعليم عبدالسلام الجوفي وأمين عام اللجنة العليا للانتخابات سلطان حاجب والأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة الدكتورة نفيسة الجائفي ومنظمة اليونسيف غادة كجة جي وكلمة منظمة رعاية الأطفال أندرومور وكلمة الأمانة العامة لبرلمان الأطفال جمال الشامي وكلمة برلمان الأطفال السابق شهرزاد العرشي عبرت كلماتهم عن ابتهاجهم بهذه المناسبة الديمقراطية لأطفال اليمن. ولفتوا إلى أنها تجربة برلمانية ديمقراطية ناشئة محل إعجاب الجميع وستحظى بمزيد من الرعاية والاهتمام من مؤسسات الدولة والرعاية والدعم من جانب المنظمات الدولية المهتمة بشؤون الطفل ورعاية نمو التجربة الديمقراطية في اليمن. وأوضحت كلمات المتحدثين في هذه المناسبة أن التربية الديمقراطية هي أسلوب لتدريب الطفل على التفكير والممارسة الديمقراطية لتساعد على قوة التحليل عند الأطفال في السن المبكر حيث تساعدهم على المشاركة المستمرة بما يكسبهم خبرات أكثر في هذا المجال، وأن هذه التجربة ستخرج جيل من الديمقراطيين الحقيقيين. وأكدت الكلمات على أن تجربة برلمان الأطفال لها حاضر ومستقبل وهي خطوة إيجابية وتجربة ديمقراطية فريدة في الوطن العربي تجعل الأطفال يشعرون بالمسئولية يتعلم الطفل من خلالها أن بيده مفتاح تطوير المستقبل وفي ترسيخ الولاء للوطن والاهتمام بفن الحوار ولغة التسامح ونبذ كل أشكال الغلو والتطرف والعنف والانغلاق. ودان برلمان الأطفال والأمانة العامة للمدرسة الديمقراطية باسم كافة أطفال اليمن العملية الإرهابية الإجرامية التي حاولت استهداف موكب السفير البريطاني بصنعاء. داعين كل أطفال اليمن إلى محاربة ثقافة الغلو والتطرف والعنف والكراهية والحقد الدفين الذي يمارسه الإرهابيين. وعبر برلمان الأطفال وهو يدين تلك الجريمة الجبانة عن وقوفه إلى جانب كافة أجهزة الأمن والدفاع لمحاربة أية أعمال تمس أمن واستقرار الوطن والإخلال بالسكينة العامة وأية محاولات للخروج عن النظام والقانون.