أكد المشاركون في الندوة العلمية بعنوان (عقدان من الوحدة .. عقدان من الإنجازات والتحولات) التي نظمتها جامعة عدن وصحيفة 26 سبتمبر اليوم بمناسبة العيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية على أن يوم ال 22 من مايو 1990م سيظل نقطة مضيئة في التاريخ تخلد عظمة الشعب اليمني وجسارة تضحياته في سبيل إزاحة ظلام الكهنوتي والانعتاق من الاستعمار في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. وتناول المشاركون من الأكاديميين والباحثين والكتاب بجامعة عدن وكلياتها في الندوة ستة محاور تركزت حول البعد التاريخي والاستراتيجي لوحدة اليمن أرضا وإنسانا والوحدة والتحولات الديمقراطية والوحدة اليمنية الواقع والطموح وبناء الدولة اليمنية الحديثة وبناء المجتمع المدني والشباب والوحدة. وأكدت المداخلات ونقاشات المشاركين في الندوة من الباحثين والأكاديميين والأدباء والمثقفين على أن الوحدة اليمنية شكلت هاجسا رومانسيا في وجدان الشعب اليمني وعبرت عن الآمال التي تجسدت تاريخيا بتلاحم الإنسان اليمني الفاعل مع الطبيعة الخصبة الخضراء. موضحين بأن قيام الوحدة اليمنية شكلت ملمحا تاريخيا بارز في تحول النظام السياسي اليمني وتأسيس الدولة الحديثة بنظامها الديمقراطي وتبني مبدأ التداول السلمي للسلطة. وتطرقت مداخلات المشاركين إلى انجازات الخدمات الأساسية لقطاع البنية التحتية لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، مؤكدين بأن الجهورية اليمنية اعتمدت منذ تأسيسها مواصلة نهج خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الهادفة رفع معدلات النمو الاقتصادي السنوي وتحسين أداء القطاعات الاقتصادي الإنتاجية والتركيز أكثر على تنمية دور المحليات في النهوض الإنمائي والاقتصادي وبما يعزز من عملية التنمية المحلية وتوفير فرص العمل والمساهمة في التخفيف من الفقر وتوفير استثمارات لقطاع البنية التحتية وتنمية الموارد البشرية وتعزيز الإدارة والحكم الجيد وتوسيع الخدمات الحكومية وشبكة الآمان وتبني برامج الإصلاحات الاقتصادية من أجل إعادة هيكلة الاقتصاد ليتواكب مع التطورات العالمية وطموحاتها المستقبلية في توفير مستوى معيشي أفضل للمواطنين. وأكدت أن عجلة التنمية منذ تحقيق الوحدة وبالذات بعد عام 1994م استهدفت ضمان أمن واستقرار المواطن وتحسين مستوى معيشته وتحققت طفرة تنموية هائلة لمس خيرها كل مواطن يمني وتحققت انجازات هامة في مختلف القطاعات التنموية المرتبطة بحياة المواطن. وأوضحت المداخلات أنه مع تحقيق الحلم التاريخي للوحدة وقيام الجمهورية اليمنية دخل اليمن مرحلة جديدة في بناء الواقع اليمني الحديث وصناعة الواقع السياسي الجديد. مشيرة إلى أن القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أدركت بأن عملية التغيير والتطور في الرؤية والسياسات والأساليب في بناء الدولة الحديثة هو طريق التحديات ومواجهة التداعيات والمخاطر التي تعرضت وتتعرض لها اليمن. وأكدت أنه بتحقيق الوحدة المباركة وقيام الجمهورية اليمنية بدأت اليمن مرحلة جديدة وحاسمة في مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة برؤية جديدة وبمفاهيم أنتجت واقع جديد في عملية البناء والتغيير والتطور وشكلت الطريق نحو الحداثة والمعاصرة في مسيرة العمل السياسي والقيادة للدولة الفتية وإرساء دعائمها القادرة على استيعاب التاريخ باعتباره امتداد من الماضي إلى الحاضر والمستقبل. كما تطرقت مداخلات الندوة إلى الطفرة التي شهدتها منظمات المجتمع المدني والتي شكلت نقلة نوعية في نهوض هذه المنظمات للقيام بدورها وتمكينها من الاستمرار والمساهمة الفعالة نحو تنمية حقيقية كان نتيجة لتفاعل سياسات الدولة الحكيمة نحو تعزيز نظام ديمقراطي يدرك أهمية هذه المنظمات في إرساء تنمية شاملة في المجتمع اليمني. مشيرة إلى اهتمامات الدولة بالشباب والتعليم الأساسي والثانوي والمهني والتعليم العالي مستعرضة الزيادة الهائلة في إعداد الطلاب والمدارس والكليات في عهد الوحدة اليمنية المباركة. وفي الجلسة الافتتاحية للندوة أشار رئيس جامعة عدن الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور إلى أن إقامة هذه الندوة العلمية تأتي تزامنا مع احتفالات شعبنا اليمني بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية. موضحا ان الندوة ناقشت محاور الملامح العامة لجملة التحولات المحققة وما شهده الوطن من حريات وما تسعى إليه القيادة السياسية للحفاظ على سقف الوحدة والتعدد المسئول الذي يفضي إلى وجود وعي وطني حقيقي. وأستعرض حبتور التحولات والانجازات التي شهدتها اليمن في ظل قيادته الحكيمة ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح بأني نهضة اليمن الحديث وما رافقتها من تحديات تم مجابهتا وتجاوزها. وأكد أن من بين هذه التحديات هو الأصوات النشاز لتلك الفئة التي تريد بأن تعود باليمن إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو وعناصر الارتداد الحوثية الذين أرادوا تفويض النظام وإعادة عجلة التاريخ للوراء بالإضافة إلى ما شكله الإرهاب من عائق للتنمية. وأشاد رئيس جامعة عدن بدور صحيفة 26 سبتمبر ونهجها التي خطته في إقامة مثل هذه الندوات ونهجها الإعلامي المتوازن في توثيق مراحل الثورة اليمنية عبر مختلف العصور. من جانبه أكد نائب مدير تحرير صحيفة 26 سبتمبر العقيد ركن "عبيد مثنى الحاج" أن الندوة مكرسة لاستعراض جملة الانجازات والنجاحات التي تحققت على مدى عشرين عاما منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة. مشيرا إلى أن هذه الانجازات والمكاسب الكبرى هي شاهده اليوم على عظمة الثورة والوحدة. وقال لقد ارتبطت الثورة بالتنمية وصارت عنوانا كبيرا على امتداد الوطن اليمني وكانت هدفا عظيما من مكاسب الوحدة. مؤكدا بأن الندوة ناقشت جملة من هذه الانجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحققت في عهد الوحدة المباركة. في ختام أعمال الندوة رفع المشاركون ببرقية إلى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية جددوا فيها ثقتهم بقيادته الحكيمة لمزيد من الانجازات والتحولات رغم التحديات والمخاطر باعتباره زعيم ثاقب الرؤية ونافذ البصيرة كرس كل جهوده في ردم الصدوع واستنهاض الهمم والتهيئة لانبعاث وطني جديد حيث أضحت الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والتعبير في ظل الوحدة رافدا ديناميكيا لنهضة شاملة في إطار نظام سياسي وينبني على المصلحة الموضوعية الواحدة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وهي الطريقة الكفيلة بتحقيق الازدهار لوطننا الغالي. وعلى هامش انعقاد الندوة كرمت جامعة عدن مدير دائرة التوجيه السياسي والمعنوي رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر العميد الركن علي حسن الشاطر بمنحه درع الذكرى الأربعين لتأسيس جامعة عدن تقديرا للدور التنويري والثقافي الذي يقوم به من خلال التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر في إرساء مدرسة صحفية متميزة ورصينة والقيام بعقد سلسلة من الندوات مع الجامعات الوطنية والهادفة إلى توثيق مسيرة النضال الوطني والثورة اليمنية والوحدة المباركة. وقد سلم رئيس جامعة عدن الدرع لمدير التحرير بالصحيفة العقيد الركن /عبيد مثنى الحاج. حضر الندوة عدد من عمداء كليات جامعة عدن والأكاديميين وقناصل الدول الشقيقة بعدن.