أعلن المجلس الدستوري في تونس اليوم السبت رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع رئيسا للبلاد بالوكالة. وكان المجلس الدستوري أعلن رسميا في وقت سابق من اليوم عن "شغور السلطة"،ما يعني إقصاء زين العابدين بن علي نهائيا من السلطة ، كما أفادت وكالة الأنباء التونسية الرسمية. وكان الرئيس بن علي فوض قبيل مغادرته تونس أمس، الوزير الأول محمد الغنوشي للقيام بمهام رئيس الدولة. فى غضون ذالك وصل الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وعائلته إلى المملكة العربية السعودية في ساعة مبكرة من صباح اليوم للبقاء فيها لفترة لم تحدد. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان للديوان الملكي السعودي القول انه ونظرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي فان حكومة المملكة العربية السعودية ترحب بقدوم بن على وأسرته إلى أراضيها . من جانب آخر تم استدعاء الجيش التونسي لإعادة النظام في ساعة متأخرة من الليلة الماضية بعد أن استغل لصوص وعصابات تتسم بالعنف فراغا أمنيا نجم عن ترك الرئيس زين العابدين بن علي السلطة. وأشار مواطنون تونسيون في عدة مناطق بالعاصمة التونسية الى ان جماعات تجوب الاحياء تقوم باشعال النار في مبان وتهاجم الناس والممتلكات في الوقت الذي اختفت فيه الشرطة فيما تسمع أصوات لاطلاق نار بين الحين والاخر في قلب تونس .. كما يسمع صوت اطلاق القنابل المسيلة للدموع . هذا وقد أدت الأحداث المتسارعة في تونس التي انتهت بخروج رئيس البلاد زين العابدين بن علي إلى السعودية إلى ردود فعل دولية أجمعت في معظمها على احترام إرادة التونسيين والحوار الوطني. وفى اول رد فعل على الصعيد الاقليمى دعت جامعة الدول العربية اليوم السبت كافة القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي والمسؤولين "الى التكاتف والتوحد للحفاظ على مكتسبات الشعب التونسي وتحقيق السلم الأهلي". واكدت الجامعة في بيان صحفي أهمية ضمان احترام ارادة الشعب التونسي وحفظ المصالح العليا لتونس وشعبها في اطار الاحتكام الى الدستور ومؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات الشعب التونسي الى حياة كريمة آمنة ومستقرة في ظل مناخ من الديمقراطية والاستقرار السياسي وبما يمكن من تحقيق النهضة التنموية المنشودة. وحثت التونسيين "على العمل المشترك من أجل عودة الهدوء وأن يسود الأمن والاستقرار ربوع الوطن والتوصل الى توافق وطني حول سبل اخراج البلاد من هذه الأزمة". واوضحت الجامعة العربية "ان الأمانة العامة للجامعة العربية تتابع بدقة واهتمام التطورات الجارية في تونس الشقيقة وتترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة وتتقدم الى الشعب التونسى وأهالى الشهداء بخالص تعازيها ومواساتها". وعلى صعيد متصل اكدت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي أنها تتابع بإنشغال كبير الأحداث الجارية في تونس .. معتبرة هذه الأحداث شأنا تونسيا داخليا ومؤكدة تضامنها مع الشعب التونسي. وأهابت الأمانة العامة للمنظمة في بيان لها بكل التونسيين العمل على الحفاظ على الأمن والإستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة وصيانة مكتسباتهم .. معربة عن أملها في أن تتجاوز تونس هذه الأحداث عبر تضامن ووحدة شعبها وتطلعاته إلى إرساء الديمقراطية والحكم الرشيد وفقا لأنظمتها الدستورية والقانونية . وفى سياق متصل أعربت تركيا اليوم عن قلقها ازاء الأحداث في تونس قائلة انها تأمل في استتباب الأمن هناك في أقرب وقت ممكن. وقالت الخارجية التركية في بيان ان تركيا تتابع بقلق عميق المظاهرات الجارية في تونس في الآونة الأخيرة ما أدى مقتل وجرح عدد كبير من الأشخاص. وأعربت تركيا عن أملها بعدم تصاعد الأحداث الجارية في تونس واستتباب الأمن والطمأنينة في أقرب وقت في البلاد. وفي سياق متصل أشار البيان الى أن ادارة الكوارث والحالات الطارئة التابعة لرئاسة الوزراء التركية أرسلت صباح اليوم طائرة من طراز بيونج (777) الى مطار (النفيضة) الدولي التونسي لاعادة المواطنين الأتراك الى تركيا.. موضحا أن جميع التدابير قد اتخذت من اجل حماية المواطنين الأتراك القاطنين في تونس. وعلى الصعيد الدولى أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما ب"شجاعة وكرامة الشعب التونسي", ودعا إلى إجراء انتخابات نزيهة وحرة قائلا "إن الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب المجتمع الدولي للشهادة على هذا النضال الشجاع من أجل الحصول على الحقوق العالمية التي يجب أن نحافظ عليها، وسنذكر على الدوام صور الشعب التونسي الذي يسعى لإسماع صوته". وفى فرنسا قالت مصادر مقربة من الحكومة إن باريس "لا ترغب في مجيء بن علي إلى أراضيها، عازيا هذا الموقف إلى عدم الرغبة في إثارة استياء الجالية التونسية في فرنسا". وأعربت الرئاسة الفرنسية عن أملها في التهدئة وإنهاء العنف, وشددت على أن "الحوار وحده يمكن أن يؤمن حلا ديمقراطيا ودائما للأزمة الراهنة". من جانبه اعرب الأمين العام للامم المتحده بان كي مون عن قلقه إزاء التطورات الجارية في تونس وأسفه للخسائر الحاصلة في الأرواح, ودعا إلى البحث عن تسوية ديمقراطية للأزمة والاحترام الكامل لحرية التعبير والتجمع. الاتحاد الأوربي من جانبه دعا إلى حل ديمقراطي ودائم في تونس، كما دعا إلى الهدوء بعد خروج زين العابدين بن علي. وفى بريطانيا قال الناطق باسم وزارة الخارجية إن تونس تعيش لحظة تاريخية، مشيرا إلى أن التونسيين عبروا في الأسابيع الماضية عن تطلعاتهم. من جانبها دعت ألمانيا جميع الأطراف المعنية إلى بذل كل الجهود لإجراء حوار وحل المشكلات سلميا لمنع وقوع المزيد من العنف والتصعيد.