يعيش فريقا أهلي ووحدة صنعاء وضعا صعبا للغاية خلال الموسم الكروي الحالي للدوري العام لكرة القدم جلهما أكثر الفرق المهددة للهبوط إلى دوري الدرجة الثانية باحتلالهما المركزان الأخيران في ترتيب دوري النخبة. تدهور مستوى الفريقين وتراجع أدائهما، شكل قلقا لدى أوساط الرياضيين ومحبي الفريقين ومشجعيهما خشية هبوطهما الى دوري المظاليم ، للمرة الأولى في تاريخ الأهلي، والمرة الثالثة بالنسبة للوحدة ، رغم أنهما أكثر الأندية اليمنية تحقيقا للبطولات الكروية المحلية. إدارة الأخبار الرياضية والشبابية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بحثت عن أسباب تراجع اداء الفريقين العريقين والسبل الكفيلة للارتقاء بوضع الفريقين. يقول وكيل نادي أهلي صنعاء الدكتور طارق الأكوع "إن أسباب تراجع مستوى فريق الأهلي خلال الموسم الرياضي الحالي يعود الى الأزمة الماليةالتي عصفت بمعظم أندية الجمهورية وليس بنادي الأهلي فحسب" . وأكد الأكوع أن ميزانية النادي من وزارة الشباب والرياضة لا تغطي سوى5 بالمئة من اجمالي الأنشطة التي تصل الى 20 لعبة .. مبينا أن الأزمة المالية عكست نفسها وألقت بظلالها على مستوى الفريق للموسم الحالي. وأضاف " إن بعض اللاعبين الرئيسيين، تركوا النادي للاحتراف المحلي وادارة النادي لم تقف امام أي لاعب يرغب في الاحتراف مادام سيعود عليه بالفائدة ولا تضر نادي الأهلي ". واعتبر وكيل نادي الأهلي عدم إجراء انتخابات الاتحادات والأندية في موعدها المحدد، عاملا مساهما في إخفاق فريقه في الدوري كونه أحدث إرباكا على الأندية واداراتها وخلق نوع من الركود. أمين عام نادي أهلي صنعاء حمود العلفي برر تراجع أداء فريقه في الموسم الحالي لعدة أسباب، أبرزها عدم تحديد بداية الدوري العام لكرة القدم ، الأمر الذي سبب تذبذب إعداد اللاعبين وإرباك نشاطهم حد قوله. وأشار إلى أن تغيير الجهاز الفني وتعاقب أكثر من مدرب على الفريق خلال أقل من ثلاثة أشهر، وانتقال أبرز اللاعبين للاحتراف المحلي، عوامل سلبية أثرت على أداء الفريق وتراجع مستواه .. معتبرا عدم توفق إدارة النادي لاختيار اللاعبين المحترفين المحليين أو الأجانب وشحة الموارد المالية، سببا في إعاقة الفريق لتقديم مستوى أفضل خلال الموسم. وفي نادي وحدة صنعاء اعترف رئيس النادي أمين محمد جمعان بالتقصير الحاصل من قبل إدارة النادي تجاه اللاعبين واقترابها منهم ومعالجة قضاياهم. وقال "إن مسألة إختيار المدرب واللاعبين المحترفين الأجانب بصورة غير سليمة، شكلت صدمة لإدارة النادي، ما ادى إلى تراجع مستوى الفريق رغم الجهود المبذولة لاستعادة عافيته". وأضاف " إن مجلس ادارة النادي السابق اختار اللاعبين المحترفين، ولم يكن لدي اعتراض بعد أن توليت رئاسة النادي، خاصة وأن العقود جاهزة للتوقيع، فما كان مني إلا مباركة ما طرحه الزملاء في الإختيار والتوقيع على العقود ". وأعرب جمعان عن أمله في أن يستعيد الفريق صحوته من جديد في دوري الإياب خصوصا مع الإجراءات التي سيتم اتخاذها خلال الفترة القادمة، بما يسهم في إعادة الفريق الى مكانه الطبيعي والحفاظ على مكانته بين الكبار. من جانبه نبه مدرب وحدة صنعاء محمد الفقية من خطورة الوضع القائم للزعيم الذي يقبع في ذيل قائمة الدوري العام لكرة القدم .. مرجعا أسباب تراجع الفريق الى ضعف الإعداد البدني للاعبين قبل بدء الموسم والاختيار غير الموفق للاعبين الإثيوبي المحترفين. وبين أن إصابات بعض اللاعبين أمثال هشام الأصبحي واحمد البيضاني وعصام الخدري، ساهمت الى حد ما في ضعف مستوى الفريق واداءه بالإضافة إلى عدم وجود مهاجمين ذوي خبرة في الوصول الى شباك الخصم. وفيما يتفق مدافع فريق الوحدة أسعد القماسي مع المدرب الفقيه في الإختيار غير الموفق للاعبين المحترفين في صفوف الفريق، يشير إلى أن عدم تحديد موعد انطلاق الدوري كانت غير كافية لإعداد الفريق. واعترف القماسي بأن ابتعاد إدارة نادي الوحدة عن اللاعبين وعدم وجود مدرب كفؤ والاستغناء عن بعض اللاعبين، عوامل رئيسية في ظهور الفريق بمستوى هزيل خلال الموسم الحالي .. معربا عن أمله في أن يعود فريق الوحدة في دوري الإياب إلى حالته الطبيعية. يوافقه في الرأي زميله عدنان طاهر الذي يقول " لم يكن تراجع فريق الوحدة هذا الموسم إلا بسبب الصفقة المضروبة للاعبين المحترفين وفترة الإعداد غير الكافية للفريق قبيل انطلاق الدوري". وفي النادي الأهلي بصنعاء حمل قائد الفريق سامي الحيمي إدارة النادي مسؤولية تراجع مستوى فريقه، نظرا للاعداد الهش .. وقال "تخبط إتحاد كرة القدم في تحديد موعد انطلاق الدوري، أدى إلى إسترخاء كثير من الأندية في الإعداد والجاهزية والبحث عن لاعبين محترفين. ولفت إلى أن إنتقال أبرز نجوم فريق الأهلي أمثال معاذ عبدالخالق وعلي النونو وأسعد القماسي وعبده الإدريسي إلى أندية أخرى، سبب إرباكا في أداء الفريق نظرا لعدم وجود البديل، بالإضافة إلى عدم وجود مدرب، حيث تعاقب على الفريق عدة مدربين منذ بداية الدوري وكل مدرب له أسلوب وتكتيك معين في اللعب". مدرب فريق أهلي صنعاء المستقيل محمد اليريمي برر استقالته من تدريب الفريق بعدم توفر الظروف الملائمة التي تساعده للارتقاء باللاعبين إلى مستويات أفضل .. مؤكدا أنه بذل ما بوسعه لتدريب الفريق عقب إستغناء إدارة النادي عن المدرب المصري، لكنه فوجئ بأنه يعمل وحيدا دون مساعدة إدارة النادي في مهمته التي كُلفته الإدارة بها . وأشار إلى أن أسباب تراجع مستوى الفريق يعود إلى فترة الإعداد غيرالكافية للاعبين وإنتقال أبرزهم إلى أندية أخرى نتيجة عدم توفير مطالبهم المالية، والاختيار غير الموفق لإدارة النادي للاعبين محترفين محليين يحلو مكان اللاعبين الذين انتقلوا إلى أندية أخرى. وبخصوص المعالجات التي ستتخذها إدارة نادي الأهلي وأوضح وكيل النادي الدكتور طارق الأكوع، أن الإدارة ستتخذ معالجات حقيقية للظروف التي يمر بها الفريق .. معتبرا هذه الظروف سحابة صيف. وطالب الاكوع أعضاء مجلس الشرف الأعلى والقيادات التاريخية ومنتسبي ومناصري النادي بالوقوف الى جانب الفريق ليعود إلى مكانه الطبيعي ومستواه الذي كان عليه سابقا باعتبار أن مكانة الأهلي بين الكبار وسيظل منافسا على منصات التتويج في جميع الألعاب الرياضية. في حين يرى أمين عام نادي الأهلي حمود العلفي أن إدارة النادي تسعى خلال الفترة القادمة الى تلافي العوائق التي يمر بها الفريق عبر إستقدام لاعبين محترفين من أندية عربية لتغطية العجز القائم. وأكد العلفي أنه سيتم التعاقد مع مدرب عربي جديد مقيم في اليمن رفض الكشف عن اسمه لديه تجربة في الدوري اليمني ويعرف إمكانيات وقدرات اللاعبين اليمنيين وسيتم التوقيع معه خلال الفترة القليلة القادمة، مؤكدا أن الفريق سيظهر في مرحلة الإياب الدوري بشكل مختلف تماما. مدرب وحدة صنعاء محمد الفقية أعرب عن أمله في أن يكون مرحلة الإياب أفضل بكثير من الذهاب لاستعادة نشاط الفريق وتعزيز وجوده.. مناشدا جماهيري الوحدة بالوقوف مع الفريق للخروج من الأزمة الحالية . وأكد الفقية أن الفترة القادمة ستشهد معالجات للنهوض بوضع الفريق عبر التعاقد مع ثلاثة لاعبين مصريين أو آسيويين. لاعب الوحدة أسعد القماسي استبعد هبوط فريقه الى دوري المظاليم للمرة الثالثة في تاريخه ، نظرا لما يمتلكه النادي من لاعبين تنقصهم خبرة في الهجوم والإرتكاز حد قوله. في حين حمًل زميله في فريق الوحدة عدنان طاهر إدارة النادي مسؤولية تراجع اداء فريقه لأنها تعرف مكامن الخلل والضعف وبإمكانها السيطرة عليها عن طريق إيجاد لاعبين محترفين يمتلكون خبرة وكفاءة عالية. وقدم طاهر اعتذاره لجماهير الزعيم الوفية التي وقفت مع الفريق فيالسراء والضراء ، وفريق الوحدة بدون الجماهير لا يسوى شيء حد قوله . مدرب أهلي صنعاء المستقيل محمد اليريمي، هو الآخر حمًل إدارة النادي مسؤولية ظهور فريق الأهلي الضعيف في الموسم الرياضي الحالي نظرا لإستعجالها في إتخاذ قرارات غير سليمة .. مؤكدا أن الأهلي بحاجة فقط إلى إشراف اداري مباشر من داخل النادي وليس من خارجه.