حذرت المنظمة العربية لحقوق الانسان في الاردن من مغبة الاوضاع الامنية في ليبيا في ضوء المعلومات الواردة عن إستعمال الرصاص الحي ضد المتظاهرين في مظاهرات سلمية من المدنيين في المدن الليبية مثل طرابلس وبنغازي وسرت وغيرها من المدن. وجاء في بيان للمنظمة اليوم الاثنين انها تستنكر آساليب القمع ضد المدنيين والمظاهرات السلمية التي تطالب السلطات الليبية في طرابلس بالاستجابة لرغبة المواطنين. وفى سياق متصل يعكف مسئولون كبار من مختلف دول العالم في جنيف اليوم الاثنين على معاينة آخر المستجدات في ليبيا وسبل إدارة الموقف من مختلف جوانبه السياسية وعلى الصعيد الإنساني. وقالت المفوضية الاوربية في بروكسل اليوم إن الاتحاد الأوربي يريد توظيف اجتماعات جنيف الجارية على هامش انعقاد مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة لتنسيق وجهات النظر مع شركائه الرئيسيين في العالم بشان الموقف في ليبيا. وتبحث الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوربي كاثرين اشتون الموقف الليبي مع عدد من وزراء الخارجية ومن بينهم وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزيري خارجية تركيا واستراليا وممثلين عن الدول العربية والإسلامية. وتقول المفوضية ان هدف مجمل هذه الاتصالات هو إحداث مقاربة دولية منسقة ومشتركة تجاه المستجدات في ليبيا بعد اعتماد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1970 والذي فرض تدابير تقيدية وإجراءات قسرية في حق عدد من مسؤولي الحكم في ليبيا بسبب الانتهاكات المسجلة في سجل حقوق الإنسان في هذا البلد. ودعت مختلف الفعاليات السياسية في أوربا إلى ضرورة معالجة المسالة الليبية عبر الحوار ونبذ العنف والامتناع عن أعمال القمع وإدارة الأوضاع الإنسانية وتقديم المسؤولين عن التجاوزات الخطيرة في ملف حقوق الإنسان إمام القضاء الدولي. ولكن المصادر الدبلوماسية في بروكسل تتحدث عن توجه بتصعيد التدابير المعلنة والإجراءات المتخذة ضد مسؤولي الحكم في ليبيا بسبب رفضهم الانصياع لمطالب الشعب الليبي ومطالب المجموعة الدولية. وبدأت الدول الاوربية الواحدة تلو الأخرى بتنفيذ فوري لفحوى قرار مجلس الأمن الدولي رقم1970 الذي يفرض سلسلة من التدابير تطال تقييد حرية الحركة وتجميد الأموال والملاحقة القضائية تشمل مسؤولين ليبيين كباربسبب تورطهم في أعمال القمع. ويريد الأوربيون في هذه الفترة التنسيق مع الشركاء الدوليين لإدارة المرحلة المقبلة في ليبيا حسب مصدر دبلوماسي أوربي ومساعدة الليبيين على إدارة المرحلة الانتقالية وضمان انتقال سلس للسلطة وتمكين سيطرة الشعب الليبي على مقدراته وتجنب حالة من الزعزعة قد تكون ضارة لمجمل المنطقة. وأعربت العديد من الدول الاوربية والولايات المتحدة عن استعدادها لتقديم الدعم للشعب الليبي والإسراع في بلورة مخرج عملي للازمة المستمرة في منطقة طرابلس العاصمة تحديدا. كما ان عدة دول ومنها فرنسا بدأت في إرسال مساعدات إنسانية رأسا الى مدينة بنغازي شرق البلاد. ويستبعد المسؤولون الأوربيون في بروكسل وجود أي توجه للتدخل المباشر في ليبيا خاصة إن غالبية الفعاليات السياسية داخل وخارج البلاد ترفض رفضا قاطعا هذا الخيار. وستتمثل الإستراتيجية الاوربية والدولية في ممارسة اكبر قدر من الضغوط على النظام الليبي في طرابلس ومد يد المساعدة لمختلف مكونات الشعب الليبي والحرص على الإبقاء على الوحدة الوطنية وإقامة اتصالات مع ممثلي الشعب الليبي في المناطق التي سقطت من بين أيدي النظام . ويسود الاعتقاد إن الدول الاوربية ومختلف الأطراف الأجنبية غيرت بشكل تام من موقفها تجاه المستجدات في ليبيا مع استكمال عملية ترحيل رعاياها من هذا البلد وقامت الحكومات الاوربية المختلفة بغلق سفارتها في طرابلس وتتجه إلى دعم حضورها القنصلي في بنغازي كحل مؤقت لأداره مصالحها في ليبيا. سبا وكالات