بدأت مصر بتوجيه دعوات إلى الفصائل الفلسطينية للتوجه إلى القاهرة خلال الأسبوع الحالي من أجل المشاركة في مراسم التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية. وقال القيادي بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح ناصر: إن جبهته تلقت دعوة رسمية للتوجه إلى القاهرة، مشيرا إلى أن الأمين العام نايف حواتمه وأعضاء من المكتب السياسي سيشاركون في المراسم. كما أكد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب أن حزبه تلقى دعوة رسمية بالتوجه إلى القاهرة، مشيرا إلى أن الأمين العام بسام الصالحي سيرأس الوفد بمشاركة أعضاء من المكتب السياسي. وأعلن عوني أبو غوش عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن جبهته تلقت دعوة رسمية، موضحا أن وفدا من النضال الشعبي سيتوجه إلى القاهرة يوم الثلاثاء المقبل. بدوره، أكد العوض أن التوقيع على الاتفاق بالأحرف الأولى وتطويره بالتوقيع الشامل من القوي الوطنية والإسلامية يمثل بداية الطريق لإنهاء الانقسام الأمر الذي يتطلب توفير حاضنة وطنية وشعبية لحماية الاتفاق وتطويره وقطع الطريق على أي محاولة لإعاقته أو الارتداد عليه. ونوه العوض أن المرحلة القادمة تتطلب إرادة وحكمة فلسطينية سياسية استعدادا لخوص معركة التوجه لمجلس الأمن لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتوقع أن تصعد إسرائيل وأمريكا حملتها ضد اتفاق المصالحة، داعيا القوى الوطنية والإسلامية وحركتي فتح وحماس للحذر من ذلك والإصرار على المضي قدما حتى تحقيق الوحدة الوطنية. من جانبه، دعا أبو غوش إلى ضرورة الالتزام بسقف زمني لتنفيذ اتفاق المصالحة، مطالبا بألا يكون مفتوحا إلى ما لا نهاية، وأن يتم التوقيع على الاتفاق وإنجاز كافة الملفات بالسرعة المكنة. وحذر من أن رؤية المحاصصة، تشل الكل الوطني العام، ولا تهتم في معالجة القضايا الخلافية العامة، لا بل لها مخاطر على المشروع الوطني، وهذا يستدعي من كل المكونات الحية في شعبنا التصدي لها. ومن المقرر أن يتوجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى القاهرة يوم الأربعاء المقبل، للتوقيع على اتفاق المصالحة. ووفقاً لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، فإن توقيع الاتفاق سيكون في الرابع من مايو القادم، حيث سيلتقي الرئيس عباس ومشعل بقادة مختلف الفصائل الفلسطينية بمقر الجامعة العربية في العاصمة المصرية. وبحسب المصادر ذاتها، فإن المراسم ستستمر ثلاثة أيام تبدأ في الثاني من مايو، وتنتهي بالتوقيع الرسمي من جانب الرئيس عباس ومشعل. وكانت حركتا فتح وحماس أعلنتا الأربعاء الماضي أنهما وقعتا اتفاقا للمصالحة الفلسطينية بالأحرف الأولى برعاية مصرية عقب اجتماع لهما في القاهرة يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية وحددا موعدا لإجراء انتخابات عامة. ورحبت الأممالمتحدة بحذر باتفاق المصالحة، معربةً عن أملها في أن يساهم ذلك في تعزيز السلام وعدم اللجوء للعنف. وقال السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان صادر عن مكتبه الصحافي: إن "الأممالمتحدة أكدت لفترة طويلة على الحاجة لإحراز تقدم إزاء الوحدة الفلسطينية في إطار عمل السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس (محمود) عباس، والتزامات منظمة التحرير الفلسطينية". ورحب كي مون "بالجهود المبذولة لتعزيز المصالحة الفلسطينية والإسهام المهم من جانب مصر في هذا السياق"، معربًا عن أمله في أن تجرى المصالحة بأسلوب يعزز من السلم والأمن وعدم اللجوء للعنف. وأضاف إن "الأممالمتحدة ستدرس الاتفاق بعناية فور إتاحة تفاصيله".