يبدو أن مساعي اللجنة الرباعية الدولية للسلام فى الشرق الأوسط الرامية إلى تحقيق تقدم بشأن استئناف محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية قد أصبحت أكثر تعقيدا من ذي قبل، بعد فشل الرباعية في احراز أي تقدم في هذا الشأن خلال الاجتماع الذي عقد في واشنطن الاثنين الماضي. وقد عقدت اللجنة الرباعية "الاتحاد الأوروبي وروسيا والأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة" اجتماعا لها الاثنين الماضي في واشنطن لأكثر من ساعتين بهدف التوصل الى توافق لإحياء محادثات السلام قبل ان يتوجه الفلسطينيون الى الأممالمتحدة في سبتمبر القادم سعيا للاعتراف بدولتهم. وجاءت نتيجة الاجتماع مخيبة للآمال، لكنها أظهرت مدى صعوبة إعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مائدة المفاوضات . الموقف الدولي المتمثل في اللجنة الرباعية الغير واضح ، والأزمة التي تشهدها عملية السلام خلال الفترة الحالية ضيقت الخيارات أمام الفلسطينيين، رغم الآمال الكبيرة التي كانوا يضعونها على اجتماع الرباعية التي لم تستطع الخروج بموقف محدد من أزمة العملية السلمية بسبب المواقف الإسرائيلية المتعنتة التي لا يمكن للفلسطينيين التوافق معها لأنها تخرج عن المواثيق والمرجعيات والقرارات الدولية كلها التي قامت على أساسها العملية السلمية . وقال مسؤول بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريح له عقب الاجتماع انه "مازالت هناك فجوات تحول دون تحقيق تقدم". وأضاف "نحتاج إلى القيام بمزيد من العمل بشكل سري وهادئ مع الأطراف لنرى ما اذا كان بإمكاننا تضييق الفجوات". واعتبرت إدارة اوباما استئناف عملية السلام بالشرق الأوسط إحدى ابرز أولوياتها الدبلوماسية وذلك منذ توليها مهامها في يناير 2009. واستأنف الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي المحادثات المباشرة بوساطة واشنطن في سبتمبر الماضي في العاصمة الأمريكية. لكنه بعد جولتين قصيرتين, انهارت المحادثات بعد ان رفضت إسرائيل وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية. وطالب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الدول والأطراف التي تسعى لتحقيق حل الدولتين على حدود العام 1967 بالتوقف عن التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون وان تحملها مسؤولية انهيار عملية السلام.. مؤكدا ان "إخفاق اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط والتي أنهت اجتماعا لها في واشنطن قبل ساعات دون الخروج ببيان كان بفعل السياسات الإسرائيلية وما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو". ولفتً عريقات إلى أنه "ان الأوان للإدارة الأمريكية ان توقف تعاملها مع إسرائيل كدولة فوق القانون ان هي أرادت فعلا تحقيق وبناء الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة". وعلق المسؤول الفلسطيني على "فشل اللجنة الرباعية والتي تشارك فيها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وأطراف أخرى في التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية العودة إلى محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وأعلنت الخارجية الفرنسية في بيان صادر عنها ان "فشل اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط في اعتماد إعلان عقب اجتماعها الاثنين الماضي في الولاياتالمتحدة كان "فرصة ضائعة"، مشيرةً إلى ان "المشاورات لا تزال مستمرة". وأكدت الخارجية في بيانها ان "فرنسا تريد إعلانا "دقيقا ومتوازنا" من اللجنة الرباعية والذي من شأنه حث الإسرائيليين والفلسطينيين على العودة إلى مائدة المفاوضات"، لافتاً إلى أن "فرنسا بذلت جهودا مكثفة مع شركائها لصالح اعتماد هذا الإعلان من قبل اللجنة الرباعية والمواقف الأوروبية كانت قوية". وأضاف ان "الحكومة الفرنسية لا تزال "تحشد مع شركائها الأوروبيين لدعم استئناف المفاوضات على أساس يأخذ بعين الاعتبار التطلعات المشروعة للطرفين". ولفتت الخارجية الفرنسية إلى ان "هناك حاجة لاستئناف المفاوضات "للمحافظة على تنفيذ الحل القائم على دولتين في أفضل الظروف".. مشيرة إلى ان "المقترحات الفرنسية لاستئناف الحوار لا تزال على الطاولة". وقد اقترحت فرنسا عقد مؤتمر دولي للمانحين هنا الشهر الجاري من شأنه أن يعالج قضية المساعدات الفلسطينية لكن يتناول "القضايا السياسية" المرتبطة بتعثر المفاوضات غير ان الولاياتالمتحدة لم تؤيد توقيت المؤتمر فيما لم تستجب إسرائيل للدعوة. من جهته أشار الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة في حديث صحفي إن "لجنة المتابعة العربية التي تعقد اجتماعا اليوم في العاصمة القطرية الدوحة ستبحث في اجتماعها نتائج اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية وحصيلة الاتصالات الفلسطينية مع الإدارة الأميركية على أن يكون القرار فلسطينيا عربيا". وأشار ابو ردينة إلى أن "الاجتماع يبحث كيفية التحرك لتنفيذ استحقاق أيلول، إلى جانب التنسيق المستمر بخصوص التحديات المقبلة أمام انسداد عملية السلام وفشل اللجنة الرباعية في الإعداد لمفاوضات وفق الشرعية الدولية نتيجة التعنت الإسرائيلي والعجز الدولي"، معتبرا ان "الموضوع الرئيسي هو الذهاب إلى الأممالمتحدة لاتخاذ قرار البدء بحركة نشطة في أي اتجاه تأخذه لجنة المبادرة العربية والقيادة الفلسطينية". وشدد أبوردينة على أن "إطلاق المفاوضات يتطلب مرجعية على أساس حدود 1967، ووقفا للأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية وسقفا زمنيا واضحا ومحددا لإنهاء المفاوضات". سبأ + وكالات