حذّرت الأممالمتحدة من مخاطر تهجير الحكومة الإسرائيلية القسري للبدو في محيط القدسالمحتلة بغرض التوسع الاستيطاني، وتبعاته السلبية التي تتضمن تدهور ظروفهم المعيشية وفقدان تواصلهم القبلي وتقويض نمط حياتهم. ويعيش نحو 2300 بدوي في 20 تجمعًا تقع على التلال التي تطل على القدسالمحتلة من جهة الشرق، علمًا أن أكثر من 80% منهم لاجئون من مناطق النقب بعد عام 1948، وأن أكثر من ثلثيْهم من الأطفال. وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التابع للأمم المتحدة "أوتشا" في تقرير نشرته صحيفة الحياة اللندنية بعددها الصادر اليوم الأحد أن البدو في تلك المنطقة يعيشون ظروفًا مأسوية، إذ فقدوا القدرة على الوصول إلى المراعي بسبب توسيع المستوطنات، ومنازل غالبيتهم مهددة بالهدم. وقال المكتب إن "هذه التجمعات لا تصلها الكهرباء، في حين لا تصل المياه سوى إلى نصفها تقريبًا، وعلاوة على ذلك، تخطط إسرائيل إلى تهجيرهم وترحيلهم من أراضيهم". وأكد أن خطر التهجير القسري يتهدد المجتمعات البدوية الفلسطينية التي تعيش في التلال الواقعة شرق القدسالمحتلة بعدما أبلغتها السلطات الإسرائيلية بأن لا خيار أمامها سوى مغادرة المنطقة كجزء من خطة أشمل لإعادة توطين البدو الذين يعيشون في المنطقة "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية أمنياً وإدارياً. وأفاد المكتب أن تنفيذ الخطة قد يبدأ مطلع العام القادم.. موضحًا أن معظم التجمعات البدوية أعلنت في هذه المرحلة أنها تعارض الخطة المقترحة. وأبدت أوتشا قلقها من انعكاسات خطة التهجير القسري للبدو في محيط القدسالمحتلة .. مبينةً أن الموقع المقترح لتوطينهم في بلدة العيزرية لا يستوفي أدنى المعايير المقبولة، خصوصاً بسبب قربه من مكب النفايات البلدي، ما يشكل مخاطر صحية على هذه التجمعات. وأوضحت أن مساكن البدو الحالية تقع في منطقة لها أهمية إستراتيجية لتوسيع المستوطنات، خصوصًا خطة شرق "1" التي تهدف لتوسيع "معاليه أدوميم" وربطها بالقدسالمحتلة. وقالت أوتشا "إذا ما تم تنفيذ هذه الخطة واستكمال بناء الجدار الفاصل في المنطقة، فسيشكل ذلك خطرًا على نمو الفلسطينيين وتطورهم وسيقطع التواصل الجغرافي للضفة. وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت منتصف الشهر الماضي تفاصيل هذه الخطة التي تأتي على 3 مراحل وتهدف إلى توسيع مستوطنة "معاليه أدوميم" وبعض المستوطنات في المنطقة الممتدة ما بين شرقي القدسالمحتلة وشرقي رام الله. وأشارت الصحيفة إلى أن المرحلة الأولى تبدأ بإخلاء نحو 2400 مواطن بدوي يعيشون شرق القدس بهدف ربط المستوطنات في هذه المنطقة مع القدسالمحتلة من خلال بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية وأن البدو سيُنقلون برضاهم أو بالقوة للسكن في حي سكني قريب من بلدة العيزرية ينتهي عام 2012. وأوضحت هآرتس أن المرحلة الثانية تتضمن تجميع باقي البدو في تجمعات سكنية جديدة وتنتهي عام 2015، أما المرحلة الثالثة، فتشمل كافة البدو بالضفة الغربية بهدف تجميعهم في مناطق سكنية جديدة. يذكر أن هذه الخطة تعد امتدادًا لخطة قديمة تعود إلى التسعينات عندما رحّل الكيان الإسرائيلي 200 عائلة من المنطقة، بعضها بالقوة، ومن بينها العديد من عائلات عرب الجهالين، وجمعتها قرب بلدة العيزرية. سبأ + وكالات