شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية عملية دهم وتفتيش واعتقالات في محافظات الضّفة الغربية والقدسالمحتلة، طالت خمسة مواطنين فلسطينيين.. فيما أُعلن اليوم عن استشهاد مسن من بلدة كفر قدوم جراء استنشاقه الغاز السام الذي أطلقه جنود الاحتلال بكثافة داخل منزله بالأمس. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر أمنية في الخليل القول: إن قوّات الاحتلال اعتقلت اليوم أربعة فلسطينيين في مداهمات متفرقة بأنحاء محافظة الخليل شملت بلدة السّموع ومخيّم العروب ومدخل مخيّم الفوّار، فيما أقامت حاجزا عسكريا على جسر حلحول، وجورة بحلص ومدخل بلدة بيت كاحل إضافة إلى مدخل شارع فرش الهوى في الشمال الغربي لمدينة الخليل. وفي قرية الطبقة جنوب دورا أفرجت سلطات الاحتلال عن ثلاثة أطفال اعتقلتهم في حملة موسّعة في القرية، استهدفت العديد من الأهالي معظمهم من الأطفال. وفي القدسالمحتلة اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم، الشاب فادي التميمي من منزله ببلدة العيزرية جنوب شرق القدسالمحتلة. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة فجرً، وشرعت بحملة تفتيش في عدد من المنازل وعبثت بمحتوياتها قبل اعتقال الشاب التميمي واقتياده إلى جهة غير معروفة. يذكر أن مواجهات اندلعت مساء أمس واستمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية، في محيط رأس قبسة الواصل بين بلدتي العيزرية وأبو ديس بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال. وفي محافظة قلقيلية أعلنت مصادر طبية في المشفى العربي التخصصي في نابلس، فجر اليوم، عن استشهاد المسن سعيد جاسر علي (85 عاما) من بلدة كفر قدوم والذي كان نقل إلى المشفى بحالة حرجة، أمس الأربعاء، جراء استنشاقه الغاز السام الذي أطلقه جنود الاحتلال بكثافة داخل منزله. وأوضحت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال اعترضوا عصر أمس، مسيرة نظمها أهالي كفر قدوم، إحياء لانطلاقة حركة فتح، وأمطروا منازل البلدة بقنابل الغاز السام. إلى ذلك وفي محافظة بيت لحم اختطفت وحدات إسرائيلية خاصة اليوم، شابين من مدينة بيت لحم. وأفادت مصادر محلية بأن الوحدات كانت تستقل سيارة بيضاء من نوع "ترانس فورد" وقد داهمت عناصرها محلا بالقرب من مجمع القاسم الواقع على شارع القدس الخليل ومن ثم اعتقلت شاب يعمل في المحل واستولت على جهازه المحمول. كما داهمت تلك الوحدات شارع الصف في المدينة واعتقلت شاب آخر واستولت على جهازه المحمول. من جهة أخرى سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية صباح اليوم، إخطارات بالهدم ووقف البناء لستة منازل في المنطقة الشرقية لقرية روجيب شرق نابلس. وأفاد مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس بأن جنود الاحتلال سلموا صباح اليوم إخطارات لستة مواطنين في قرية روجيب بالهدم ووقف البناء بمنازلهم. وفي الخليل ذكرت "وفا" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف 49 وقتا للصلاة، خلال الشهر المنصرم، وذلك "بحجة إزعاج المستوطنين المتواجدين في القسم المحتل من الحرم الإبراهيمي الشريف". واستنكر مدير أوقاف الخليل الشيخ زيد الجعبري، هذه "الإجراءات التعسفية التي تطال بيوت العبادة، واعتبرها تعديا على الديانات السماوية، وحرية العبادة، التي كفلتها كافة الشرائع والقوانين الدولية". وفي رام الله أصدر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره السنوي حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال العام 2013. وجاء في التقرير أن الاحتلال قتل 49 مواطناً من بينهم 9 أطفال، بينما تم جرح حوالي 1550 مواطناً من بينهم عشرات الأطفال والنساء، بالإضافة إلى اعتقال نحو 3890 مواطناً من مختلف المحافظات الفلسطينية، وقد رصد المركز قيام سلطات الاحتلال على حدود قطاع غزة بإطلاق النار 194 مرة باتجاه المواطنين وصيادي الأسماك. وأضاف التقرير "كما قامت سلطات الاحتلال بهدم 103 مباني "يحتوي بعضها على عدة شقق سكنية" في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية، بالإضافة إلى هدم عشرات الغرف السكنية في مدينة القدس بحجة البناء بدون ترخيص، وقيام قوات الاحتلال بعمليات تهجير قسري للمواطنين في الأغوار الشمالية. وأفاد التقرير أيضاً أن سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين قامت باقتلاع وإحراق ما يقارب 13700 شجرة غالبيتها العظمى من أشجار الزيتون وأشجار العنب واللوزيات. كذلك أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي على مصادرة نحو 5202 دونم من أراضي المواطنين في مناطق الضفة الغربيةوالقدس. وبشأن الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس، فقد شهد العام 2013 زيادة كبيرة في وتيرة بناء المستوطنات، فقد قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية ومن خلال اذرعها المختلفة المسئولة عن البناء في المستوطنات بإقرار بناء نحو 18000 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربيةوالقدس الشرقية حيث تركزت ما بين الموافقة على خطط وطرح عطاءات وإصدار تراخيص بناء، بعضها نفذ وبعضها قيد التنفيذ والبعض الآخر بانتظار إتمام إجراءات البناء. ورصد المركز ارتفاعا في وتيرة الهجمة الشرسة على المدينة المقدسة، وبناءً على ما تقدم وبسبب خصوصية مدينة القدس والحملة التهويدية غير المسبوقة من قبل الاحتلال. فقد تم هدم 53 مبنى في مدينة القدس بعضها يحتوي على عدة شقق سكنية، بالإضافة إلى هدم 23 مخزن ومنشأة تجارية، كما وهدمت سلطات الاحتلال في القدس 8 مساكن لعائلات بدوية في قرية الزعيم. وتمت مصادرة 218 دونما من أراضي قرية عناتا لإقامة مركز ثقافي استيطاني، و234 دونما من أراضي بلدتي بيت صفافا وشرفات لإطالة طريق رقم 50 الذي يخترق الضواحي الجنوبية لمدينة القدس، و90 دونما في منطقة السويدية بالقرب من مستوطنة "معاليه ادوميم" ومصادرة نحو 50 دونما من أراضي قرية بيت اكسا شمال القدسالمحتلة لصالح مشروع سكة الحديد التي تربط القدس مع تل أبيب، بالإضافة إلى مصادرة عدة دونمات من أراض مقبرة مأمن الله. وقد صادقت ما تسمى لجنة التخطيط والبناء اللوائية الإسرائيلية التابعة لبلدية الاحتلال على خطة بناء "حديقة وطنية" تهدد بمصادرة أكثر من 800 دونم من أراضي المواطنين الفلسطينيين، الأمر الذي يؤدي إلى تهويد محيط البلدة القديمة للقدس. كما تمت المصادقة على خطط وطرح عطاءات وإصدار رخص بناء لنحو 6700 وحدة سكنية في المستوطنات المقامة على أراضي مدينة القدس. وفي ذات السياق، قامت سلطات الاحتلال في القدس خلال العام الماضي 2013 بارتكاب أبشع الانتهاكات بحق المدينة المقدسة والمقدسات من خلال الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة والاعتداء على المصلين والعلماء وطلاب العلم، بالإضافة إلى حفر أنفاق أسفل المسجد الأقصى على عمق 4 أمتار، والقيام بأعمال حفر في ساحة البراق ومنطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى المبارك، تمهيداً لتنفيذ مشروع "بيت شتراوس" الاستيطاني.