استقبل الاف الفلسطينين في مدينة رام اللهبالضفة الغربية وقطاع غزة اليوم الثلاثاء الاسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال الاسرائيلي بالدموع والاغاني والزغاريد في مشاهد احتفالية كبيرة، عكست حجم المعاناة التي قاساها الاسرى واهاليهم . وشهدت المدن الفلسطينية تجمع عشرات الالاف من الفلسطينيين لاستقبال الاسرى المحررين، لا سيما مدينتي رام اللهوغزة اللتين شهدتا احتشاد الالاف من الاطفال والنساء والرجال والشيوخ منذ الصباح الباكر، على ايقاع الاهازيج والاغان الوطنية والالعاب النارية التي اطلقت في سماء المدينتين والتي غصت بالأعلام الفلسطينية والرايات الفصائلية التي زينت المكان . وفيما كان الاف الفلسطينيين من اقرباء الاسرى المحررين قد تواجدوا منذ ساعات الصباح الباكر عند مدخل معسكر عوفر الاسرائيلي في انتظار الافراج عن ابنائهم، كانت الحافلات الاسرائيلية قد انطلقت من اثنين من سجون الاحتلال في طريقها إلى الضفة الغربية والى معبر كرم سالم على الحدود المصرية . واقلت الحافلات الاسرائيلية عشرات الاسرى الفلسطينيين المحررين تنفيذاً للمرحلة الاولى من صفقة التبادل والتي تشمل 477 أسيراً وأسيرة، من بين ألف و27 أسيراً واسيرة شملتهم الصفقة، مقابل اطلاق المقاومة الفلسطينية سراح الجندي الاسرائيلي الاسير لديها جلعاد شاليط . واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الاسرى المحررين، فيما كان قادة حركة المقاومة الاسلامية حماس والمنظمات الفلسطينية الاخرى في استقبال الاسرى الذين سينقلون الى قطاع غزة. وفي كلمة القاها امام الحشود في مدينة رام الله، اعلن الرئيس عباس عن اتفاق مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإطلاق دفعة مماثلة من الأسرى بعد هذه الدفعة . وقال عباس في كلمة خاطب فيها الأسرى المحررين وآلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا في مقر الرئاسة بالمقاطعة " سترون نتائج نضالكم في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس " .. مؤكداً ان تضحيات الشعب الفلسطيني لن تضيع سدى، وستكون نتائجها باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية ان الرئيس عباس تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، تبادلا خلاله التهاني بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين . وحاولت قوات الاحتلال تنغيص فرحة الاسرى المحررين واهاليهم بالافراج عنهم، حيث اطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز تجاه اهالي الاسرى الذين تجمعوا امام معتقل عوفر الاسرائيلي، ما ادى الى اصابة عدد منهم بحالات اختناق بالغاز . كما هدد رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بقتل الاسرى الفلسطينيين الذين افرجت حكومته عنهم اليوم، حال عادوا الى مقاومة الاحتلال . وقال خلال استقباله الجندي الاسرائيلي شاليط ان " اي اسير فلسطيني يعود الى ممارسة الارهاب فان دمه في رأسه " . وقد قوبلت صفقة تبادل الاسرى بالترحيب داخلياً وخارجياً، حيث رحبت مختلف الفصائل الفلسطينية باتمام هذه الصفقة واعتبرها نتاج نضال عشرات السنين، فيما رحبت العديد من الدول العربية والاوروبية باتفاق الصفقة . ففيما جددت حركة (فتح) عهدها مع الشعب الفلسطيني والأمة العربية على النضال من أجل اطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب في معتقلات الاحتلال اكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) انه لن يهدأ لها بال حتى تحرر كل الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي . كما اكدت جامعة الدول العربية بدورها بأن قضية الاسرى الفلسطينيين ستبقى من أولويات عملها وفي محور أهدافها وصلب تحركاتها، وستنقلها إلى جميع الساحات والمحافل الإقليمية والدولية حتى تتحقق الحرية لجميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من غياهب وظلمة سجون الاحتلال الإسرائيلي . فيما اشارت الحكومة المصرية الى اهمية الصفقة والتي تمت بواستطها، وأكد وزير خارجيتها محمد كامل عمرو ان تنفيذها سيخفف من معاناة الفلسطينيين الذين طال احتجازهم في السجون الاسرائيلية . وقد أجمع العديد من المهتمين بالشأن الفلسطيني على أهمية هذه الصفقة واعتبروها انتصاراً كبيراً للشعب الفلسطيني ولحركته الوطنية، ففيما رأى البعض ان الصفقة جاءت بعد ان فقدت حكومة الاحتلال الاسرائيلي أي فرصه لتحرير جنديها الاسير بالوسائل العسكرية، رأى البعض الاخر بأنّ إسرائيل ونخبها الحاكمة لا تفهم إلاّ لغة القوة والقوة فقط، ما يستدعي من القوى الفلسطينية مواصلة الاستثمار في مجال مراكمة القوة على أعتبار أنّه الخيار الأمثل في مواجهة إسرائيل . مشيرين الى ان معظم صفقات تبادل الاسرى مع اسرائيل، ان لم يكن جميعها، تمت ضغط المقاومة.