بدأ مسباران من صناعة وحدة الجاذبية والمعمل الداخلي في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" بالدوران حول القمر أمس الأحد للإعداد لمهمة غير مسبوقة لرسم خريطة عن باطن القمر. وقالت "ناسا" بعد تلقي فرق المراقبة الأرضية إشارات أمس الأحد تؤكد وصول المسبار الثاني "إن كل شيء يبدو جيدا.. سيكون 2012 عاما عظيما". وقطع الجهازان اللذان يطلق عليهما اسم جرايل مسافة 2.6 مليون ميل ليصلان لمدارهما حول القمر يومي السبت والأحد. وخلال الشهرين المقبلين سيجري تعديل مدار الجهازين الواقع على ارتفاع 34 ميلا ليكونا في أفضل وضع لقياس حركات الجاذبية في القمر وهي البيانات التي يمكن ان يستعين بها العلماء لوضع تصور عما يجري داخل الكوكب. وكان المسبار الأول انهي مناورة استغرقت 40 دقيقة ليضع نفسه في مدار حول القمر السبت الماضي. وقام المسبار الثاني بنفس العملية بعد 25 ساعة.. وللجهازين أهمية لمهمة رسم جاذبية القمر التي تتسم بالتعقيد والمقرر أن تبدأ في مارس. وستتقلص بالتدريج مسافة المدار التي سيدور فيها المسباران خلال الشهرين المقبلين حتى يحلقا على مستوى منخفض فوق قطبي القمر. وخلال تحليقهما فوق مناطق اشد كثافة على القمر سيسرعان الخطى على نحو طفيف للتجاوب مع قوى جاذبية فوق المعتاد. وبالقياس المستمر للتغيرات في المسافة بين الجهازين يمكن للعلماء عندئذ رسم خريطة عن جاذبية القمر.. وستكون التغييرات في السرعة دقيقة مثل جزء من ميكرون في الثانية.. والميكرون يعادل عرض خلية دم حمراء تقريبا. وستستخدم البيانات في عمل نموذج عن باطن القمر وهو الجزء الرئيسي من المعلومات التي لا تزال مفقودة رغم إطلاق مائة مهمة سابقة إلى القمر منها ست مهمات استكشاف مأهولة خلال فترة عمل برنامج ابولو لإدارة الطيران والفضاء بين عامي 1969 و1972.