ساد الهدوء الحذر منطقة ميدان العباسية قرب وزارة الدفاع المصرية مساء أمس بعد هجوم شنه مجهولون على معتصمين أمام الوزارة، أعقبته اشتباكات استمرت عدة ساعات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، في حين تواصلت الدعوات إلى تنظيم مظاهرات مليونية حاشدة في ميدان التحرير بالقاهرة والميادين الكبرى بالمحافظات، احتجاجا على هذه الأحداث. ويطالب المعتصمون بإنهاء إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد، وحل لجنة الانتخابات الرئاسية. وقالت النيابة العامة في مصر إنها ستبدأ تحقيقا فوريا في الأحداث التي أسفرت عن سقوط 11 قتيلا و79 مصابا وفقا لتقديرات وزارة الصحة المصرية. في حين توقعت مصادر طبية مصرية ارتفاع عدد القتلى خاصة أن كثيرا من إصابات المعتصمين كانت في أماكن قاتلة مثل الرأس والصدر. وبعد ساعات من توقف الاشتباكات، قال المجلس العسكري المصري إنه نشر أعدادا إضافية من القوات في المنطقة للسيطرة على الأوضاع، إلا أنه أكد أن هذه القوات لن تتدخل لفض الاعتصام المستمر منذ نحو أسبوع. وسيعقد المجلس اليوم مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عدد من أعضاء المجلس عن أحداث العباسية والأوضاع على الساحة الداخلية في مصر . وكانت قوات من الجيش والشرطة تدخلت لتطويق منطقة الاشتباكات، وتمركزت فوق جسرين استخدمهما المسلحون في مهاجمة المعتصمين بالرصاص وطلقات الخرطوش، بحسب ما ذكره محتجون. وفي هذه الأثناء، تواصلت الدعوات من قوى سياسية مختلفة إلى تنظيم مظاهرات مليونية حاشدة في ميدان التحرير بالقاهرة والميادين الكبرى بعواصم المحافظات، احتجاجا على مقتل وإصابة العشرات في الاعتصام الجاري حاليا قرب مقر وزارة الدفاع، وتحذيرا مما وصفته باحتمال التلاعب في موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وانضمت أحزاب كبرى إلى الدعوة في مقدمتها حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي إضافة إلى أحزاب الوسط، والبناء والتنمية، والحضارة، وغد الثورة، التي أكدت في مؤتمر صحفي عقب اجتماع ضم ممثلين عنها أنها ستشارك في هذه المليونية، وأنها قاطعت الاجتماع الذي عقد مع أعضاء بالمجلس العسكري الحاكم احتجاجا على أحداث العباسية.