افتتحت في العاصمة الايرانيةطهران اليوم الخميس، أعمال القمة ال 16 لحركة عدم الانحياز بمشاركة وفود تمثل 120 دولة . وتناقش القمة والتي يحضرها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عدداً من القضايا العربية والدولية الهامة، ومن أبرزها القضية الفلسطينية والأزمة السورية . وفي كلمة الافتتاح، قال المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي، إن القمة تلتئم لتحقق العديد من أهدافها ومنها وحدة الحاجة . واشار إلى أن حركة عدم الانحياز لم تؤسس بناءً على الوحدة الجغرافية ولا العرقية ولا الدينية، بل وحدة الحاجة في وقت كانت الدول الأعضاء في الحركة بحاجة إلى أواصر تستطيع أن تحميها من هيمنة الشبكات المقتدرة والمستكبرة والجشعة . وأكد في كلمته أمام القمة، بأن هذه الحاجة لا تزال قائمة اليوم مع تطوّر أدوات الهيمنة واتساعها . وأكد أنه متى ما قام التعاون الدولي على مثل هذا الأساس، فسوف تشيّد الدول العلاقات في ما بينها، لا على ركائز الخوف والتهديد، أو الجشع والمصالح الأحادية الجانب، بل على أساس المصالح السليمة والمشتركة، وفوق ذلك المصالح الإنسانية . وشدد خامنئي على أن هذا النظام المبدئي يقف على الضدّ من نظام الهيمنة الذي اطلقته القوى الغربية المتسلّطة في القرون الأخيرة، وروّجت له وكانت السبّاقة إليه .. مشيرًا إلى أن العالم شهد في الماضي القريب انهيار سياسات فترة الحرب الباردة، وما تلا ذلك من الأحادية القطبية . وطالب دول العالم باستلهام العبر من تلك التجارب التاريخية وأن يمرّ بفترة انتقالية إلى نظام دولي جديد، بمقدور حركة عدم الانحياز أن تمارس دورًا جديدًا فيها . من جانبه أكد رئيس القمة الرئيس المصري محمد مرسي، عزم بلاده بأن تكون طرفًا دولياً فاعلاً في المستقبل . وقال في كلمته إن الحركة نجحت في تحويل رؤى آبائها المؤسسين من مبادئ إلى أفعال، ومن فكر إلى سلوك، ومن مكمن ضعف إلى مكمن قوة على الساحة الدولية. ووجه الرئيس المصري انتقاداً شديداً للنظام في سوريا .. معتبراً إن دعم الشعب السوري فى مواجهة هذا النظام القمعي فى دمشق واجب أخلاقي . وسلم الرئيس مرسي رئاسة حركة عدم الانحياز إلى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي ستتولى بلاده رئاسة الحركة للسنوات الثلاث المقبلة . من جانبه، اعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبدالعزيز النصر في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة، عن أمله في أن تلعب حركة عدم الانحياز دوراً في تفعيل عمل الجمعية العامة وعملية إصلاح الأممالمتحدة بما في ذلك إصلاح مجلس الأمن بشكل يعكس الواقع الجديد للعالم . وتطرق الى الازمة السورية وجهود الجمعية العامة للامم المتحدة لحلها .. موضحاً انها حاولت اعتماد قرارين لطرح الحلول للازمة السورية . واشار إن المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان قام بجهود كبيرة قبل ترك مهامه ويجب الاستفادة من دروسها ولابد الآن من العمل على إنجاح مهمة الممثل المشترك الجديد الأخضر الإبراهيمي .. داعياً إلى تعاون الأطراف كافة في سوريا وخارجها لحل هذه الأزمة سلمياً . كما أكد ضرورة حل قضية الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية وفقاً للقانون الدولي .. مشدداً على حل مشكلة الشرق الأوسط الأساسية بإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين على أراضيهم المحتلة منذ عام 1967م . بدوره انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته خلال افتتاح اعمال قمة عدم الانحياز، إيران بسبب رفضها تطبيق قرارات الأممالمتحدة المتعلقة ببرنامجها النووي . واكد في كلمته ضرورة إن تلتزم إيران بالكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وان تتعاون بعمق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية . وقال " بما فيه مصلحة للسلام والأمن في المنطقة والعالم، اطلب بإلحاح من الحكومة الإيرانية اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الثقة الدولية بخصوص برنامجها النووي " . وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، قال بان إن أي طرف له تأثير، يجب أن يكون جزءً من الحل في سوريا .. حاثاً جميع الأطراف على وقف العنف في سوريا . وأشار إلى أن جميع المشاكل التي يشهدها العالم ممكن أن تحل بالحوار، وقال " إننا نعمل على تقوية الأممالمتحدة من اجل أن تستجيب للنزاعات كافة " . من جهته، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضرورة تغيير الوضع الحالي الذي يسود القرارات على المستوى العالمي . وقال في كلمته أمام القمة، إن إدارة العالم أصبحت حكراً على أيدي قوى محددة وهي الدول الرأسمالية .. مشيراً الى أن معظم دول العالم تعاني من ديون خارجية تفوق إنتاجها . وأضاف " مجلس الأمن يتخذ القرارات بدلاً عن الجمعية العامة، وعليه فالأمم والحكومات المستقلة، لا يمكنها الذهاب إلى مجلس الأمن لنيل حقوقها "